الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تنامي سخط سنة العراق يذكي مخاوف حرب طائفية

تنامي سخط سنة العراق يذكي مخاوف حرب طائفية
3 مايو 2013 00:07
الرمادي (العراق) (رويترز) - أضفى الشيخ علي محيبس الذي كان يرتدي الزي العسكري وعمامة رجل الدين طابعا حماسيا على صلاة الجمعة في محافظة الأنبار غرب العراق، ووجه عبارات حادة للحكومة التي يهيمن عليها الشيعة، وقال بصوت جهوري لحشد المصلين موجها الكلام للحكومة في بغداد “إن أردتم الجهاد فنحن جاهزون وإن أردتم المواجهة فنحن لها وإن أردتم الزحف إلى بغداد فنحن قادمون”. وينظم السنة تظاهرات احتجاج منذ شهور ضد رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي الذي يتهمونه بتهميش السنة وباحتكار السلطة، منذ أن أطاحت قوات بقيادة الولايات المتحدة بالرئيس صدام حسين في 2003. والآن أصبحت الأجواء فجأة أكثر بشاعة. وكانت التنازلات التي قدمتها الحكومة بدأت في نزع فتيل الاضطرابات السنية، لكن سرعان ما امتدت الاشتباكات إلى مناطق أخرى بعد مداهمة قوات الأمن لساحة احتجاج في بلدة الحويجة يوم 23 أبريل الماضي، مما أثار مخاوف من أن العراق قد ينزلق مرة أخرى إلى صراع طائفي واسع النطاق على غرار ما حدث في الفترة بين عامي 2006 و2007. ويخشى عراقيون كثيرون من أن تكون هذه الجهود بلا جدوى مع رحيل القوات الأميركية التي كانت تمثل عازلا، والحرب في سوريا التي تشعل الصراع السني الشيعي في أرجاء الشرق الأوسط. وحث زعماء الاحتجاج في الأنبار على أن تقدم كل عشيرة من العشائر السنية 100 مسلح لتكوين “جيش” للدفاع الذاتي عن المحافظة. وقال الشيخ عبدالرحمن الزوبعي رئيس مجلس عموم شيوخ عشائر الفلوجة “نحن لا نرضى أن نعيش بصفة مواطن من الدرجة الثانية.. نحن أبناء العراق.. لنا حقوق.. نحن طالبنا بهويتنا وعندما ترفض الحكومة لا يمكن إثبات الهوية إلا بالسلاح إن تطلب الأمر”. واعتاد مصطفى (28 عاما) وهو مدرس في مدرسة عليا على أن يتردد على مخيم الاحتجاج في أيام الجمعة. وقال “إن الجيش قتل والده وإنه يتردد الآن على مخيم الاحتجاج يوميا بعد انتهاء الدراسة متطلعا إلى الثأر”. وتعبر قصته عن ظهور الكراهية الطائفية من جديد في بلد لا يزال يبحث عن تسوية مستقرة بين السنة والشيعة والأكراد في مرحلة ما بعد صدام. وقال رمزي مارديني من المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية ومقره بيروت “السياسة العراقية على شفا الانزلاق إلى فترة من العنف الطائفي، حيث من المرجح أن تكون هناك حاجة إلى اتفاق جديد لتقاسم السلطة بين الطوائف المختلفة لإعادة ضبط العلاقات بينها”، وتابع قائلا “هناك حدة في المشاعر ولغة الخطاب اللتين كانتا هادئتين لسنوات”. وزادت التوترات الطائفية من المشاحنات بين السنة المنقسمين بشأن ما يسعون إليه من أهداف وكيفية تحقيقها. وتتراوح مطالب السنة ما بين تعديل القوانين التي يزعمون أنها تمييزية إلى تمزيق الدستور وإقامة منطقة حكم ذاتي مماثلة للمنطقة الكردية في شمال العراق وبالقوة إذا اقتضى الأمر. ولا يرغب كثير من زعماء العشائر في مزيد من العنف وينتقدون المتشددين الذين يندسون وسط حركة الاحتجاج. وقال زعيم عشائري يتمتع بنفوذ كبير في الرمادي طلب عدم نشر اسمه “إن أي قوة مستعدة للصدام مع هؤلاء تكون قوة تسعى لدفع الأنبار إلى بحر من الدماء”. ونشبت اشتباكات بين السنة في الأنبار من قبل. ففي عام 2006 توحدت العشائر وساعدت القوات الأميركية على طرد المتشددين السنة المرتبطين بـ”القاعدة” الذين كانوا يسيطرون على مساحات كبيرة من المحافظة. واحتوت الحكومة في وقت لاحق مجالس “الصحوة” أو أبناء العراق وتعرضت لهجوم متزايد من جانب المتشددين الذين اعتبروهم حلفاء لرئيس الوزراء العراقي. واستعاد تنظيم “دولة العراق الإسلامية” المرتبط بـ”القاعدة” نشاطه بسبب الحرب في سوريا. وعرضت لقطات فيديو من خلال الإنترنت مشاهد لمسلحين وهم يقومون بتفريغ الذخيرة من بنادق هجومية في صحراء الأنبار الشاسعة المتاخمة لسوريا. وتتزايد من جديد التفجيرات الانتحارية والهجمات التي تستهدف قوات الأمن العراقية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©