الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المعاقون يحاكمون «الإعلام» والصحافة تؤكد: «كله تمام»

المعاقون يحاكمون «الإعلام» والصحافة تؤكد: «كله تمام»
6 مايو 2011 21:40
كلما تحدثنا مع أحد مسؤولي اتحاد ألعاب القوى أو اللاعبين عن المشكلات التي يواجهونها وتطلعاتهم لمستقبل أفضل، تراهم يعددون المشكلات، دون أن ينسى واحد منهم، ذكر الإعلام بينها، فهم يطوفون على هذه الأسباب وتلك، ولكنهم لا يتخلون عن الإعلام في إصرار جعلنا نقر في أحيان كثيرة أنه قد يكون لهم بعض الحق. وإصرار المعاقين على اتهام الإعلام بتجاهلهم، كان تماماً مثل حديثهم عن العائق المادي، وعدم كفاية الدعم الذي يحصلون عليه، غير أنهم كانوا يعنون في معظم الأحيان، الإعلام المرئي، ومع إقرارهم بوجود بعض الوسائل التي قامت بدورها في حدود الإمكان، إلا أن نظرتهم العامة وضعت الإعلام، والمرئي منه تحديداً في قفص الاتهام. من جانبه، انتقد محمد فاضل الهاملي الدور الذي يقوم به الإعلام تجاه إنجازات المعاقين، مؤكداً أن اهتمام الإعلام بما تحققه هذه الفئة محدود للغاية، ولا يتناسب على الإطلاق مع المجهودات المبذولة من كل فرد عانى الإعاقة وتحدى نفسه والمجتمع وأصبح بطلاً في رياضته. وأضاف: من وجهة نظري، فإن التغطيات الإعلامية محدودة، ويجب تفعيلها بالشكل المناسب، وعلى الجميع أن يتنبه لما تقوم به هذه الفئة من بطولات وإنجازات رفعت علم الدولة في المحافل الخارجية. وأكد أن الوجود الإعلامي في أحداث وبطولات المعاقين من شأنه أن يلفت الأنظار إليها، ليس فقط من قبل الجمهور العادي، ولكن من قبل الشركات التجارية التي ستتشجع للإقبال على رعاية هذه البطولات طالما أنها وجدت لها صدى في الإعلام وقدرة على الاستفادة من هذا الوجود من الناحية الترويجية. أما ماجد العصيمي، فقد كان أكثر تأثراً بما يحدث للمعاقين من الإعلام، وقال عن الإعلام: من الممكن أن نصفه بالإعلام المعوق، أي الذي يقف حائلاً أمام تحقيق الإنجازات، فمن يتابع الإنجازات التي يحققها المعاقون على المستويين الدولي والمحلي يجد أنها لا تحصل على ربع حقها الطبيعي في وسائل الإعلام، على الرغم من كونها من أهم القطاعات ودائمة الحرص على رفع علم الدولة في محافل دولية كبرى من بينها البطولات الأولمبية وبطولات العالم على مستوى الرياضات كافة التي تقع تحت مظلة الاتحاد. أضاف: يجب أن نحصل على حقوقنا الإعلامية مع كامل الاحترام والتقدير لما يقوم به رجال الإعلام في الوقت الراهن من وجود وتغطية للأحداث التي نشارك فيها على المستويين الداخلي والخارجي. وضرب مثالاً بالمساحات التي تنشر في الصحف عن الإنجازات التي يحققها المعاقون، وقال: أعتقد أننا لم نحصل على واحد في المائة من حقنا الطبيعي، ويكفي أننا نعاني من أجل أن يوجد إعلامي واحد معنا في البطولات الخارجية، بحجة حاجة العمل له، على الرغم من أنه يسافر معنا على نفقتنا، وفي الوقت ذاته تجد أن البعثات الأخرى لبعض الرياضات يصاحبها إعلاميون يفوق عــددهم، عــدد البعثـة نفسها، وهو ما حدث في دورة الألعاب الأولمبية في بكين. وقال: عقب هذه الدورة، بدأت دورة الألعاب الأولمبية الخاصة بالمعاقين، ولكن المفاجأة التي آلمتنا كثيراً تمثلت في رحيل الوفد الإعلامي كاملاً، دون الوضع في الاعتبار أن هناك بعثة تمثل الدولة من المعاقين، ووقتها طلبنا من البعثة الإعلامية البقاء في الصين على نفقتنا نحن، فلم يستجيبوا بحجة الانشغال وعدم القدرة على ترك العمل لفترات طويلة، وبعد رحيلهم كشفت الأيام أننا كنا الأحق بالهالة الإعلامية لما حققناه من إنجاز وحصولنا على ميدالية أولمبية في هذا المحفل العالمي الكبير. وكشف العصيمي عن طلب رسمي تقدم به اتحاد المعاقين إلى القنوات التلفزيونية لعمل برنامج واحد فقط خاص عن رياضة المعاقين، ويكون على نفقة الاتحاد من خلال دفع المقابل المادي له، لكن الصدمة جاءت في الرفض، بحجج غريبة ومختلفة. وقال: حرمونا من برنامج واحد، بينما هناك العشرات من البرامج عن الرياضات الأخرى التي لم تنجز شيئاً، وبرامج المنوعات الكثيرة، وقال: كنا نتمنى من القنوات التلفزيونية أن تعاملنا مثل أي من برامج المنوعات، لا سيما أن برنامجاً خاصاً بالمعاقين، سيحقق شعبية كبيرة، ولو لم يشاهده سوى المعاقون، سيكون ناجحاً لأنهم ليسوا قلة. وأسرد قائلاً: لقد شهدت الساحة الرياضية الموسم الماضي قضية "باقة الورد" الشهيرة، التي أخذت حيزاً كبيراً من اهتمام الإعلام سواء المرئي أو المقروء، فلمدة ثلاثة أشهر كتبت الصحف بشكل يومي عن هذه القضية، وخصصت البرامج الرياضية أوقاتاً مبالغ فيها لتفاصيلها، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل نحن بوصفنا قطاعاً رياضياً في الدولة لا نساوي "باقة ورد" أو أقل منها؟ وصدقوني لو حصلنا على هذه المساحات في الصحف والفترات الزمنية في البرامج التلفزوينيــة لانهالـت علينا عروض الشركات والمؤسسات لرعايتنا والتضامن معنا نظراً لمعرفتها أننا نوجد على الساحة الإعلامية. "الاتحاد" حملت القضية، إلى عدد من الزملاء المسؤولين في الساحة الإعلامية للوقوف على ردهم على هذا الاتهام، وبالرغم مما ساقه المعاقون، إلا أن الإعلاميين أكدوا براءتهم من تهمة تجاهل المعاقين، كما أكدوا أن "كله تمام"، وساقوا الأدلة والبراهين على ما قدموا لهم طوال الفترة الماضية. يقول راشد أميري مدير قناة دبي الرياضية إن هذا الاتهام لا أساس له من الصحة، بالنسبة لقناة دبي الرياضية بالذات، مشيراً إلى أن هذه الانتقادات لا تنطبق على دبي الرياضية، وطلب توجيه سؤال لاتحاد المعاقين نفسه عن دور قناة دبي الرياضية تحديداً في نشاطات المعاقين المحلية والخارجية، معلناً أن قناته خصت فريق عمل يلازم البعثات الرسمية التي تشرك في أي بطولة خارج حدود الدولة، وكذلك يغطي الفريق نفسه الفعاليات والبطولات الداخلية بشكل مميز نال إشادة الجميع، وعلى رأسهم اتحاد المعاقين نفسه. وأضاف: أعتقد أن المشاهد هو الحكم في هذه الجزئية تحديداً، فالمعاقون لهم تغطية خاصة في النشرات اليومية، فضلاً عن البرامج الرياضية التي تقام على هامش الفعاليات التي تستضيفها الدولة، وهناك رسالة يومية تقدم على هامش كل بطولة. وفي رده على مسألة رفض القناة إعداد برنامج رياضي متخصص لرياضة المعاقين، يقول أميري: لقد تم الاتفاق بشكلٍ رسمي على إعداد البرنامج بشكلٍ أسبوعي على أن يتضمن النشاطات كافة الخاصة باتحاد الإمارات للمعاقين والبطولات، وتسليط الضوء بشكل مكثف على الإنجازات التي تتحقق وعلى أبطالنا من هذه الفئة، ولكن ظروف مشاركاتهم الخارجية المتعددة هي التي وقفت حائلاً أمام إتمام الاتفاق وعدم خروج البرنامج للنور. وكشف مدير قناة دبي الرياضية عن اجتماع خاص مع العصيمي نفسه في سياق الاتفاق على شكل ومضمون البرنامج، وقال: يمكن سؤاله في ذلك، لكن كما ذكرت الظروف التي شرحتها كانت السبب في توقفه. وأبدى استعداد القناة التام لعمل برنامج خاص عن المعاقين، شريطة أن يتم الاتفاق على الأمور كافة المتعلقة بالجدول الزمني للمشاركات، وألا يتعارض مع الفكرة نفسها، وقال: في بعض الأحيان تجد نفسك مجبراً على تجاهل أحداث مضى عليها زمن في برنامج أسبوعي مثلاً، وفي أحيان أخرى تجد نفسك أمام خيار تجاهل البعض نظراً لكثرتها وعدم قدرة أي قناة على استيعاب هذا الكم من البطولات مهما كانت إمكاناتها المادية. ورفض راشد أميري اتهام قناته بالتقصير في هذا الشأن، وقال: تهمة عدم الاهتمام مرفوضة تماماً لا سيما أن الواقع يعكس غير ذلك، ونحن مشغولو البال بهذه الفئة بشكلٍ كبير، يكاد يصل إلى تفضيل فعالياتهم على فعاليات غير المعاقين من باب الدافع الوطني، وقيام الإعلام بدوره تجاه هؤلاء الأبطال، مؤكداً أن ذلك لا يأتي من باب الشفقة أو الإحسان كما يعتقد البعض، فالأبطال المعاقون أفراد عاملون في المجتمع ويحققون إنجازات تستحق الوقوف تبجيلاً واحتراماً لهم، خاصة أن هدف الرياضة بشكلٍ عام هو صناعة أبطال يتمكنون من رفع علم الدولة في المحافل الخارجية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©