الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

روسيا والصين تعرقلان معاقبة دولتي السودان

روسيا والصين تعرقلان معاقبة دولتي السودان
2 مايو 2012
قال مبعوثون في الأمم المتحدة إن الصين وروسيا تعارضان مسعى دول غربية لدفع مجلس الأمن للتهديد بفرض عقوبات على السودان وجنوب السودان، إذا رفضت الدولتان وقف تصعيد الصراع بينهما. وذلك بإدخال تعديلات على مشروع القرار الأميركي. وجاءت مفاوضات الأمم المتحدة بشأن السودان وجنوب السودان خصمي الحرب الأهلية السابقين التي انتهت بانفصال الجنوب العام الماضي، بعد أسابيع من المعارك الحدودية التي أثارت مخاوف من اندلاع حرب شاملة مجدداً بين الخرطوم وجوبا بعد فشلهما في حسم مجموعة من النزاعات حول عائدات النفط وترسيم الحدود. وقال دبلوماسيون طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم إن الدول الأعضاء في مجلس الأمن اجتمعت يوم الاثنين طوال عدة ساعات بمقر الأمم المتحدة بنيويورك في مسعى للتوصل إلى اتفاق لتعديل مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة بشأن القضية وتأمل دول مجلس الأمن التصويت عليه في نهاية هذا الأسبوع. ولبكين علاقات تجارية قوية مع كل من الخرطوم وجوبا وهي تدعم السودان في مجلس الأمن وطوال سنوات تمكنت من حمايته من مطالب أميركية وأوروبية بفرض عقوبات عليه بسبب أسلوب معالجته للصراع في دارفور ومناطق أخرى. وقال دبلوماسيون إن “روسيا تؤيد دعوة الصين إلى تخفيف القرار وتعارض أيضاً الإشارة إلى المادة 41 في القرار.. ولا تخول هذه المادة التدخل العسكري”. وبعد المناقشات وزعت الولايات المتحدة مشروع قرار معدلا يهدد السودان وجنوب السودان باتخاذ “إجراءات إضافية” بموجب المادة 41 من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح للمجلس بفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على الدول التي تتجاهل قراراته. وكان الاتحاد الافريقي دعا في 24 ابريل البلدين إلى إيجاد تسوية في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة، لخلافاتهما العالقة منذ استقلال الجنوب، أي تقاسم العائدات النفطية وتحديد المواطنة وترسيم الحدود ووضع منطقة ابيي. وهدد الاتحاد الإفريقي بفرض تسوية على البلدين إذا تقاعس البدان في تسوية نزاعهما خلال مهلة الثلاثة اشهر هذه. وبدا أن هذا التهديد بدأ يأتي أكله إذ أبلغت جوبا الاتحاد الإفريقي موافقتها على خارطة الطريق التي أعدها الاتحاد لحل النزاع فيما تستعد حكومة الخرطوم لإيفاد مبعوث يحمل موافقتها على “خارطة الطريق”. في أديس أبابا، رحب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ الأول بقبول جنوب السودان “خارطة الطريق” التي تبنتها المنظمة الأفريقية في 24 ابريل في محاولة لوضع حد للنزاع بين دولتي السودان. وجاء في بيان أن بينغ “رحب بقبول حكومة جمهورية جنوب السودان رسمياً خارطة الطريق (...)، وخصوصا الوقف الفوري للأعمال الحربية مع السودان وسحب جهاز الشرطة فورا (من المنطقة الحدودية المتنازع عليها) في ابيي واستئناف المفاوضات”. وأضاف البيان انه “يهنئ حكومة جنوب السودان”، معتبراً أن هذا “القرار المهم سيسهم بشكل كبير في الجهود الرامية إلى نزع فتيل التوتر بين السودان وجنوب السودان إضافة إلى تسهيل استئناف المفاوضات، وتسوية سريعة لكل المسائل العالقة في علاقاتهما ما بعد الانفصال”. وبحسب البيان، فان بينغ “ينتظر باهتمام قبول جمهورية السودان رسميا لخارطة الطريق”. وفي الخرطوم ، قال الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية السفير العبيد أحمد مروح، أمس، إن الحكومة السودانية تعتزم إرسال مبعوث خاص للاتحاد الافريقي حاملا ردا مكتوبا على خارطة الطريق التي تبناها الاتحاد في الرابع والعشرين من الشهر الماضي لوضع حد للنزاع بين دولتي السودان وجنوب السودان. قال الناطق في تصريحات لصحيفة “الأهرام اليوم” السودانية المستقلة إن الحكومة “وافقت مبدئياً” على إعلان الخارطة، وستخاطب المنظمة الإفريقية كتابة بذلك عبر المبعوث بعد اكتمال كافة الترتيبات في الأيام المقبلة. ومنذ نهاية مارس وقعت معارك غير مسبوقة منذ استقلال جنوب السودان في يوليو 2011، على الحدود المشتركة بين قوات الخرطوم وجوبا مما أثار الخشية من نزاع مفتوح بين الجارين اللذين خاضا حرباً أهلية دامية لعقود انتهت في العام 2005 اثر اتفاق سلام شامل نص على انفصال الجنوب. وكانت قوات جنوب السودان استولت في العاشر من ابريل على منطقة هجليج النفطية والحيوية بالنسبة إلى الخرطوم لأنها توفر لها نصف إنتاجها النفطي. واستعاد الجيش السوداني السيطرة على المنطقة بعد عشرة أيام إثر هجوم عسكري كما قال، في حين تؤكد جوبا من جهتها أنها أخلت المنطقة طوعاً نزولاً عند طلب المجتمع الدولي. وكانت حكومة جنوب السودان أعلنت في 28 ابريل انسحاب قوة الشرطة التابعة لها والمنتشرة في ابيي التي سيطرت عليها القوات السودانية منذ مايو 2011. واتهمت جوبا مجددا أمس الأول الطيران السوداني بمواصلة قصف أراضيها وهو ما نفته الخرطوم. وفي وقت لاحق أمس وجه جنوب السودان اتهامات للسودان بشن هجوم جديد على منطقة نفطية تابعة له أمس، وقال إنه يعد للرد على الهجوم، وذلك في مؤشر جديد على العنف الدائر على الحدود بين البلدين. ولم يتضح على الفور المدى الذي وصل إليه العنف. وقال فيليب اجوير، وهو متحدث باسم جيش جنوب السودان، إن القوات السودانية والميليشيات والمرتزقة هاجموا مواقع جيش جنوب السودان في منطقة (الحفرة) النفطية بولاية الوحدة، التي شهدت عدداً من الهجمات خلال الأسبوع المنصرم. وأضاف “يلاحقهم الجيش الشعبي لتحرير السودان وقد صد المهاجمين. صادر أيضاً ثلاث شاحنات”. وأضاف أن الجيش الشعبي لجنوب السودان سيتصدى لما وصفه بأنه هجوم مدبر من جانب قوات الجيش السوداني على بلدتي جاو وباريانج الحدوديتين المتنازع عليهما. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من المتحدث باسم الجيش السوداني.
المصدر: نيويورك اديس أبابا، الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©