ماكين يلمح إلى احتمال الهزيمة في الانتخابات الرئاسية الأميركية

سخنت الحملة الانتخابية للرئاسة الاميركية مع دخولها مرحلة الاسبوعين الاخيرين قبل اقتراع الرابع من نوفمبر· وكانت ابرز المفاجآت امس اعلان كولن باول وزير الخارجية السابق في إدارة الرئيس جورج بوش تأييده للمرشح الديمقراطي باراك أوباما· في وقت تحدث المرشح الجمهوري جون ماكين للمرة الاولى عن احتمال هزيمته في الانتخابات· وعبر باول الذي شكل إعلانه صفعة لماكين عن انزعاجه من قيام ماكين والمرشحة لمنصب نائب الرئيس سارة بايلن بتحويل الحزب الجمهوري الى اليمين· وقال في برنامج ''قابل الصحافة'' الذي يبثه تلفزيون ''ان بي سي'' ان اوباما طابق المعايير لقيادة البلاد لقدرته على الإلهام بسبب الطبيعة الشمولية لحملته ولأنه يحاول الوصول الى كل الاميركيين· واضاف ''اعتقد ان اوباما سيكون رئيسا يحول مسار البلاد· ولهذا فإنني سأصوت له''· وقال باول الذي يعتبر اول اميركي من اصل افريقي يتولى رئاسة الاركان انه اذا فاز اوباما في انتخابات الرابع من نوفمبر ''على كل الاميركيين وليس فقط الاميركيين من اصل افريقي ان يكونوا فخورين''· واضاف ''أؤمن بأنه في هذه المرحلة من تاريخ الولايات المتحدة، نحتاج الى رئيس لا يكتفي بمواصلة السياسات التي اتبعناها في السنوات الاخيرة··اعتقد اننا بحاجة الى شخصية تعمل على تحويل مسار البلاد، واعتقد اننا نحتاج الى تغيير يأتي من جيل جديد ولهذا السبب فإنني أدعم اوباما''· ونفى باول ان يكون راغبا في العودة الى الحكومة في حال انتخاب اوباما من اجل اصلاح سمعته السياسية بسبب غزو العراق· وقال إن عليه أن يكون مستعدا للخدمة في الادارة الجديدة اذا طلب منه الرئيس ذلك لكنه ليس متحمسا على الاطلاق لقبول ذلك''· وانتقد باول حملة ماكين وتصاعد مشاعر المعاداة للاسلام في اوساط الجمهوريين ومحاولات وصف اوباما بأنه مسلم سرا· واضاف ''قلت للسيد ماكين انني معجب بكل ما قام به، ولدي بعض المخاوف بشأن توجه الحزب خلال السنوات الاخيرة· فقد تحول أكثر الى اليمين''· وقال ان ماكين تجاوز الحدود بحملته الاعلانية التي تتحدث عن علاقة اوباما بالمتطرف السابق وليام ايرز في الستينات من القرن الماضي· واضاف ان ما أثار قلقه كذلك اختيار بايلن التي قال انه لا يعتقد انها مستعدة لأن تكون رئيسة للولايات المتحدة· وعلق ماكين على تصريحات باول بقوله انه كان على الدوام معجبا به ويكن له الاحترام· وقال ''نحن اصدقاء منذ فترة طويلة وانا غير متفاجئ مما قاله''· لكنه تحدث للمرة الاولى عن احتمال هزيمته في الانتخابات وقال في مقابلة مع شبكة ''فوكس نيوز'' ''طبعا احاول التكيف مع هذا الموضوع، لكنني عشت حياة رائعة ويمكنني العودة للعيش في اريزونا وتمثيل من انتخبوني في مجلس الشيوخ''· واضاف انه في حال خسارته ''لا تحزنوا على جون ماكين وجون ماكين سيحرص ايضا على ألا يكون حزينا''· وقال''يريد الاميركيون ان يعرفوا، في هذه المرحلة الصعبة على الصعيد الاقتصادي، من يملك خطة تحرك لإخراج اقتصادنا من الهوة ومساعدة العائلات العاملة، رجالا ونساء· اعتقد انني اظهرت بوضوح انني املك هذه الخطة· اعتقد ان هذا الأمر ينعكس في الاستطلاعات· واعلم انه يظهر في لقاءاتنا الميدانية''· وهاجم ماكين خطة اوباما الاقتصادية قائلا انها ستقتل الوظائف في الوقت الذي تعاني فيه الولايات المتحدة من أسوأ ازمة مالية تمر بها منذ عقود· واستخدم مرة اخرى كمثال ''جو السباك'' الذي يشكل بحسب رأيه ضحية نموذجية لزيادة الضرائب على صغار المقاولين· وقال ''إن حلم جو هو أن يصبح صاحب مؤسسة صغيرة يمكنها ان تخلق فرص عمل في مدينته والتهجم عليه هو تهجم على الشركات الصغيرة وعلى كل المؤسسات الصغيرة في البلاد التي توظف 84% من الاميركيين''· وفي المقابل، قال اوباما امام حشد زاد عن 175 ألفا من انصاره في ولاية ميسوري التي تعد معقلا للجمهوريين ان رياح التغيير بدأت تهب على الولايات المتحدة· واضاف قائلا ''ان رياح التغيير بدأت تهب في كنساس وفي كارولاينا الشمالية وفي فرجينيا وفي اوهايو'' (في اشارة الى الولايات التي دعمت بوش في الانتخابات السابقة)· واعلنت حملة اوباما انه جمع اكثر من 150 مليون دولار لحملته في سبتمبر محطما رقما قياسيا سجله في اغسطس· وكان جمع اوباما لأموال طائلة أمرا حاسما في السباق ضد منافسه ماكين إذ مكنه من تغطية موجات الاثير بإعلانات قبل انتخابات الرابع من نوفمبر· وقالت حملة اوباما انها اضافت 632 ألف متبرع جديد في سبتمبر ليصل اجمالي المتبرعين الى 3,1 مليون· وبجمعه اكثر من 150 مليون دولار في سبتمبر يكون اوباما قد جمع ما يزيد على مثلي ما جمعه في اغسطس وهو 66 مليون دولار وكان وقتها رقما قياسيا· وقال ديفيد بلوفي مدير حملة أوباما إنه تم تسجيل رقم قياسي جديد في عدد المتبرعين الجدد الذين بلغوا 632 ألفا يقدر متوسط قيمة تبرعاتهم بأقل من مائة دولار · وبهذا يصل عدد من تبرعوا لحملة أوباما إلى أكثر من ثلاثة ملايين متبرع· 48 % مقابل 45 % واشنطن (رويترز) - أوضح استطلاع (رويترز/سي-سبان/زغبي) للرأي الذي نشرت نتائجه امس أن الفارق بين المرشحين للرئاسة الاميركية الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين تقلص إلى ثلاث نقاط ( 48 في المائة مقابل 45 في المائة) بين الناخبين المحتملين في انخفاض نقطة مئوية عن نتيجة استطلاعات الرأي السبت· ويبلغ هامش الخطأ 2,9 نقطة· وقال جون زغبي منظم استطلاع الرأي إن هذه الأرقام تمثل أخبارا جيدة بالنسبة لماكين وربما تعكس تقدما بعد ظهوره في المناظرة الثالثة والأخيرة من المناظرات الرئاسية والتي جرت الأربعاء· وأضاف أن ماكين عزز الدعم له فيما يبدو وسط قاعدة الجمهوريين بحصوله على دعم تسعة من بين كل عشرة ناخبين كما أنه يكسب أرضية وسط المستقلين الذين قد يلعبون دورا حاسما في انتخابات الرابع من نوفمبر· وتراجع تقدم أوباما وسط الناخبين المستقلين إلى ثماني نقاط امس مقارنة مع 16 نقطة قبل يوم· ويتمتع أوباما (47 عاما) الذي سيصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة إذا فاز في انتخابات الرئاسة بدعم قوي وسط الناخبين السود والأميركيين من أصل لاتيني والكاثوليك واليهود في حين يتقدم ماكين (72 عاما) بفارق أضيق وسط الناخبين الرجال والبيض· وما زال من المرجح أن تمثل النساء عنصرا مهما في الانتخابات فهن يفضلن أوباما بفارق ست نقاط رغم أن هذا الفارق يتناقص في الأيام الأخيرة