المستكي: ما تعلمته في العين يدفعني للفوز عليه

تندرج المواجهة المرتقبة مساء الغد على ستاد راشد بين الأهلي والعين، في المباراة المؤجلة بينهما من الجولة الـ 16 لدوري المحترفين لكرة القدم، تحت بند "لقاء من نوع خاص"، بما تحمله الكلمة من معنى، ليس فقط لأنها تجمع فريقين، عادة ما تكون نوعية مبارياتهما معاً من "العيار الثقيل"، بما تحمله من ندية وإثارة وحماس، كما هو الحال في لقاءات القمة بدورينا، ولكن أيضاً لأنها تشهد الاختبار الأول للمدرب المواطن عبد الحميد المستكي مدرب العين السابق، والذي تولى مسؤولية "الإنقاذ" في الأهلي خلفاً للمدرب "المقـال" ديفيد أوليري. ويقف المستكي مساء الغد للمرة الأولى في تاريخه كمدرب محترف أمام ناديه السابق الذي تربى بين جدرانه، وهو يقود منافسا في مباراة رسمية بالدوري يدخلها كل طرف بطموح الفوز، والرغبة في تغيير الواقع. فالأهلي يرغب في تحسين ترتيبه، واستعادة ذاكرة الانتصارات، بينما يخطط العين لحصد "العلامة الكاملة" لعلها تسهم في تحسين ترتيبه، وتدفعه للوقوف على أرض صلبة، خلال بقية المشوار، أملاً في الهروب من شبح الهبوط. وبين المعسكرين، يقف المستكي بطموحاته ورغباته، يفكر في مستقبله، ويخيم عليه تاريخه، وفي عقله هدف واحد، وهو ضرورة تحقيق نتيجة إيجابية، تضاف إلى رصيده كمدرب محترف، خاصة بعدما حصل على وقت كافٍ للتعرف على لاعبي الأهلي، وقدراتهم منذ تولي المسؤولية يوم 20 أبريل الماضي، وفي الوقت نفسه يحفظ أيضاً قدرات لاعبي العين عن ظهر قلب، بعد أن قاد "البنفسج" خلال الدور الأول، فكيف يرى المستكي لقاء الغد وكيف يتعامل معه في ظل الضغوطات التي تحيط به من كل جانب؟. عن ذلك يقول المستكي أنا مدرب محترف، وبالتالي علي أن ألغي عواطفي، عندما أقود أي فريق، أو أكون بصدد مهمة في الدوري، دون أن أنكر مدى تعلقي بالعين كقلعة من القلاع الرياضية التي تربيت بين جدرانها، وأفخر بما حققه فيها كلاعب أو مدرب، مشيراً إلى أن إدارة العين عرفت الاحتراف قبل أن يطبق في الدوري، كما أنها غرسته في نفوس جميع أبنائها، وبالتالي تتعامل باحترافية عالية. وعن اللقاء المرتقب والضغوط المحيطة به، قال: "لا يجب أن نستسلم للضغوط، قبل أي مباراة، نعم هناك طموحات كبيرة ورغبة في الفوز، كما يعلم اللاعبون أن العين فريق لا يستهان به مهما مرت عليه من ظروف، فهو يضم عناصر متميزة للغاية وكلهم من أبنائي اللاعبين سابقاً، ودائماً ما أشعر بالفخر عندما أراهم في الملعب لأنني سبق وأن منحت معظمهم الفرصة، وفق تنفيذ آلية الإدارة العيناوية التي أرادت الاعتماد على ما لديها من احتياطي استراتيجي، وعناصر قادرة على تقديم مستويات عالية، لتكون نواة المستقبل لـ"البنفسج"، ورغم ما عاناه الفريق من سوء توفيق، إلا أنه يضم عناصر متميزة للغاية، وتعتبر مكمن خطورة على أي فريق آخر، وبطبيعة الحال علينا أن نحسب لها ألف حساب، وأن نستعد بالجدية المطلوبة، وأرى الإصرار والتحدي في عيون لاعبي الأهلي، فضلاً عن رغبة واضحة لتقديم مستوى يليق بهم وبأهمية المباراة نفسها، والتي تجمعنا بغريم تقليدي، دائماً ما تكون مواجهته حافلة بالندية والقوة، ويصعب التكهن بنتيجتها أو سير أحداثها". وعن قيادة "الفرسان" أمام العين للمرة الأولى كمدرب، في ظل حاجة كل فريق للنقاط الثلاث، قال المستكي" لا أخشى أي مباراة مهما كانت قوة واسم الفريق المنافس، وما تعلمته في قلعة العين من احترافية يجبرني على اللعب من أجل الفوز، ولا يمكن أن أنكر المكانة الكبيرة للعين وجماهيره وإدارته في قلبي، لأني عرفت الاحتراف في "قلعة البنفسج" منذ 1982، وعشت وتربيت بين جدرانها، غير أن الأمر يختلف هذه المرة، خاصة أنا مدرب أقود فريق يلتقي العين، ويجب أن أثبت نجاحي حتى لا يضيع ما تعلمته في العين هباء، كما يجب أن أقود فريقي باقتدار ودون عواطف، وهدفنا الفوز، لذلك فإن ثقتي في "الفرسان" بلا حدود، وستكون الأولوية للاعب الذي ينفذ الخطة والتعليمات في المباراة، لأن مشاركة اللاعب غير جاهز في لقاء صعب "مقامرة" وليست "مغامرة". وأضاف "بالفعل لدي لاعبون جيدون، وأنا أعرف قدرات "الفرسان" جيداً، وما يمكنهم أن يفعلوه داخل الملعب، وشهد العمل الفني منذ تولينا المسؤولية تركيزاً على الارتقاء بالنواحي البدنية والتكتيكية والنفسية أيضاً، كما ركزنا على طبيعة تحركات كل لاعب داخل الملعب والمهام التي يقوم بها في كل مباراة، أما عن طريقة اللعب فأنا عادة أضع الطريقة التي تمكنني من تطويع قدرات كل لاعب لخدمة الفريق، وبشكل عام أنا لا أحب أسلوب لعب معين، إلا بعد التأكد بأنه مناسب لقدرات فريقي، ومن الممكن أن أغير طريقة اللعب أو أسلوب تطبيقها. وقال المستكي: الكل يعرف قدرات العين جيداً، ولا يعني مرور الفريق بمنعطف سوء توفيق، أنه منافس يستهان به أو سهل، ومن يقول ذلك لا يعرف العين، لأنه قوي ومحترم ويملك عناصر قادرة على صنع الفارق". وأكد المستكي أن فيصل خليل وكانافارو غابا طويلاً عن المباريات، ويحتاجان لعودة تدريجية، وفيصل لاعب مؤثر، ونحن نحتاج إليه، ولكني لن أكشف الكثير عن طريقة اللعب، أو الأسماء المرشحة للعب كأساسي، وفي الوقت نفسه لن أغامر بالدفع بلاعب غير مكتمل الجاهزية الفنية والبدنية والذهنية للمباراة، مهما كان الفريق في حاجة إليه".