الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تظاهرات غاضبة وإضرابات تطالب باستقالة حكومة أردوغان

تظاهرات غاضبة وإضرابات تطالب باستقالة حكومة أردوغان
16 مايو 2014 00:40
أدت كارثة المنجم في سوما التي أوقعت 282 قتيلا في غرب تركيا، إلى إحياء حركة الاحتجاج ضد حكومة رجب طيب أردوغان، مع تنظيم إضراب وتظاهرات قمعتها الشرطة. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين كانوا ينددون في أزمير (غرب) وأنقرة واسطنبول إضافة إلى سوما المنكوبة، بأهمال الحكومة في حادث المنجم مطالبين باستقالتها، بينما شيعت سوما ضحاياها. وأضربت أربع نقابات عمالية تركية عن العمل، ودعت إلى إضراب عام، فيما تعهد الرئيس التركي عبدالله غول بإلقاء الضوء على سبب حدوث أسوأ كارثة يشهدها منجم في البلاد ومحاسبة المسؤولين. وخرج آلاف الأشخاص إلى شوارع اسطنبول وأنقرة وأزمير وسوما مطالبين باستقالة الحكومة التركية، بعد أن ارتفع عدد القتلى إلى 282 شخصاً. وما لبثت المظاهرات في اسطنبول أن بدأت سلمية حتى استخدمت الشرطة مدافع المياه والغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين، خلال اتجاههم إلى ساحة تقسيم وسط المدينة، واتهم المتظاهرون الحكومة بالقتل منتقدين أسلوب تعاملها مع مأساة الثلاثاء في منجم سوما للفحم، جنوب اسطنبول. وفي أنقرة، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه ضد آلاف المحتجين الذين تجمعوا أمام وزارة الطاقة. وألقى المتظاهرون الحجارة والزجاجات الحارقة (المولوتوف) على قوات الأمن، كما شهدت مدن تركية أخرى اجتحاجات. وأثيرت تساؤلات بشأن سجل السلامة في المنجم، مع ذكر وسائل إعلام محلية أن حزب العدالة والتنمية الحاكم، رفض دعوة المعارضة في البرلمان الشهر الماضي لمراجعة سلامة المنجم. وجرت مراسم تشييع ونظمت صلوات بعد الظهر لعشرات ضحايا المأساة. وبدأت العائلات صباح أمس سحب الجثث التي وضعت في مشرحة أقيمت خصيصاً في كيركاغاش على بعد كيلومترات من سوما. وكان الأهالي يقومون برفقة الشرطة بالتعرف على هويات القتلى ثم تسلم الجثث. وقال علاء الدين منغوتشيك الذي حضر إلى أزمير لتسلم جثة ابنه «لقد خسرت ابني في المنجم، له طفل في شهره الثامن». وأضاف أن «ما حصل هو سوء حظ الحكومة تبذل أقصى جهودها، لكن ماذا يمكن القيام به في مواجهة الحريق والغاز؟». وتحت تأثير الصدمة، لزمت تركيا الحداد ثلاثة أيام. وتوقفت برامج محطات التلفزة وألغيت الاحتفالات. وحطم سكان غاضبون نوافذ مبنى الحكم المحلي في سوما وهتف بعضهم قائلين «استقل يا أردوغان»، بينما أطلقت أجزاء من الحشد الذي اصطف على جانبي الطريق صيحات استهجان، بينما كان رئيس الوزراء يسير في البلدة واحتكوا بأعضاء من حراسه ومرافقيه. وقام محتجون في وقت لاحق بركل سيارة أردوغان بينما كانت تغادر المنطقة. وهاجم معارضو أردوغان حكومته واتهموها بتجاهل تحذيرات متكررة بشأن السلامة في المناجم. ونظمت نقابات العمال التركية إضراباً لمدة يوم واحد لجذب الانتباه إلى سجل السلامة الضعيف في مجال التعدين في البلاد. وذكرت صحيفة «حريت» أن العمال من مجموعة من الصناعات يشاركون في الإضراب الذي يأتي احتجاجاً على عدم تطبيق معايير سلامة وضمان ظروف عمل ملائمة، منذ تأجير منجم سوما الحكومي سابقاً إلى شركة خاصة. وأعلن اتحاد نقابات الوظائف العامة في تركيا الذي يضم 240 ألف موظف على موقعه الإلكتروني أن «هؤلاء الذين يمضون بعمليات الخصخصة وسياسات تهدد أرواح العمال من أجل خفض الكلفة، هم مسؤولون عن مجزرة سوما ويجب أن يحاسبوا». وتعم أجواء الغضب في تركيا مع تضاؤل الآمال بإمكان سحب عشرات العمال الذين لا يزالون عالقين في المنجم في بلدة سوما بمحافظة مانيسا غرب البلاد. وواصل عمال الإنقاذ في موقع انفجار المنجم عملهم أمس في سباق مع الزمن، لإنقاذ الذين ما زالوا محاصرين. وذكرت تقارير إخبارية نقلا عن عمال إنقاذ، أن 14 من عمال المناجم الذين لقوا حتفهم كانوا قد لجأوا إلى الغرفة المحصنة الوحيدة بالمنجم، وتبادلوا ارتداء أقنعة الاكسجين قبل أن يختنقوا. وقالت وكالة أنباء (دي إتش أيه) التركية إن عمال الإنقاذ وجدوا الـ14 جثة فوق بعضها البعض، مضيفة أنه كان يوجد غرفة محصنة واحدة لما مجموعه 6500 عامل مناجم . وكان وزير الطاقة التركي تانر يلدز أعلن أمس أن حصيلة حادث المنجم ارتفعت إلى 282 بعد انتشال المزيد من الجثث من المنجم. وقال «عند الساعة الثامنة من صباح الخميس بالتوقيت المحلي كان هناك 282 قتيلاً». ويعتقد أن حوالي 90 عاملا لا يزالون عالقين في المنجم بسبب الحادث. وقال يلدز «نحن نتحرك صوب أسوأ كارثة تعدين في تركيا»، بحسب صحيفة حريات. وأظهرت الصور مقابر تم حفرها بالقرب من المنجم لدفن من لقوا حتفهم. وتردد أن أغلب الضحايا لقوا حتفهم نتيجة للتسمم بأول أوكسيد الكربون. وتعهد الرئيس التركي عبدالله جول بإلقاء الضوء على سبب حدوث الكارثة. وقال خلال زيارة إلى المنجم في سوما إن التحقيق في ملابسات الانفجار والحريق بدأ بالفعل. وأضاف «سوف يتم عمل كل ما هو ضروري، حتى لا نعاني مثل هذا الألم مجدداً على الاطلاق». وزار رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان منجم الفحم في سوما، وتعهد «باتخاذ كل الخطوات» للتحقيق في سبب الكارثة، بحسب صحيفة حريت. وأشار أردوغان إلى أن حوادث العمل «أمر طبيعي»، وذلك خلال مؤتمر صحفي، ولكنه قال إن «أبعاد هذا الحادث أثرت فينا بشدة». ووعد أردوغان بإطلاق تحقيق في أسباب الحادث، لكنه رفض تحميل الحكومة المسؤولية قائلا إن «مثل هذه الحوادث تحصل». وأضاف بعد تفقده مكان الكارثة «لقد شهدنا أحد أكبر حوادث العمل في تاريخنا الحديث»، فيما كان أقرباء الضحايا يطالبونه بالاستقالة، وهاجموه ووصفوه بـ«القاتل» و«اللص». وتزيد هذه الكارثة من الضغط السياسي على أردوغان الذي واجه تظاهرات كبرى الصيف الماضي، وفضيحة فساد تطال عائلته وحلفاء أساسيين له في الأشهر الماضية. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لأحد مستشاريه وهو يركل متظاهر في موقع الحادث. ويظهر «يوسف يركل»، أحد مساعدي رئيس الوزراء، وهو على وشك أن يوجه ركلة لمتظاهر طرحه رجلا شرطة على الأرض. وأكد يركل لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الناطقة بالتركية أنه الشخص الظاهر في الصورة. وقال البروفيسور التر توران من جامعة بيغلي في اسطنبول «إذا ثبتت المزاعم بالإهمال، فسيترتب عليها ثمن سياسي، مثل هذا التطور سيجعل اتهامات الفساد التي تواجهها حكومة أردوغان أكثر إقناعاً». وكان نائب من حزب المعارضة الأساسي «حزب جمهورية الشعب» أعلن أنه قدم مذكرة قبل 20 يوماً، للتحقيق في حوادث عمل في المناجم في سوما لكن الحكومة رفضتها. وقال نائب الحزب في محافظة مانيسا أوزغر أوزيل لوسائل إعلام محلية «كنا نتلقى معلومات يومياً بأن حياة عمال مهددة». (أنقرة، اسطنبول - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©