لندن (أ ف ب) - يشارك 20 ألف بريطاني في تحدٍ للعيش بجنيه استرليني واحد في اليوم لمدة 5 أيام، في إطار حملة “مالاريا نو مور” (لا مالاريا بعد اليوم) الخيرية. وتهدف الحملة إلى جمع تبرعات لجمعيات خيرية تهتم بالفقر والفقراء ولفت الانتباه إلى مليار شخص يعيشون في العالم في فقر مدقع، أي بأقل من دولار ونصف الدولار في اليوم للفرد الواحد.
وبدأ هذا التحدي في أستراليا عام 2009 قبل أن ينتقل إلى بريطانيا والولايات المتحدة وكندا ونيوزيلندا. وتبرع الممثلان، الأسترالي هيو جاكمان، والأميركي بن آفليك، للمشروع الذي يأمل في جمع 5 ملايين دولار هذه السنة.
وغالباً ما يلاقي هذا النوع من التحدي انتقادات، لأن الأشخاص الذين يقبلون به يدركون جيداً أنهم سيتمكنون بعد 5 أيام من شراء قهوتهم مجدداً بسعر 2,75 جينه (3,27 يورو)، فضلاً عن اللحم العضوي.
وقال هيو إيفانز رئيس منظمة “جلوبال بوفرتي بروجيكت” التي أطلقت التحدي “لن نعرف أبداً حقيقة ما يعيشه من يعانون الفقر المدقع. ليس لدينا أي أوهام بهذا الشأن”. لكنه أشار إلى أنه بعد 5 أيام “يمكن للمرء أن يدرك آثار عدم الحصول على كمية كافية من السعرات الحرارية ويشعر بالجوع للمرة الأولى”، مشيراً إلى أنه فقد وعيه العام الماضي لدى مشاركته في التحدي.
وجاكي مونرو (25 عاماً) أم بريطانية عزباء تعيش في شرق لندن، وفقدت عملها العام الماضي واضطرت لتأمين حاجات ابنها البالغ 3 سنوات. وغالباً ما وجدت نفسها مضطرة للاكتفاء بجنيه في اليوم لإعالة ابنها.
وقد تحسنت أحوالها هذه السنة وتشارك في التحدي. وقالت “كثير ممن يخوضون هذا التحدي يقومون به في منزلهم المريح ولن يعانوا فعلاً خلال الأيام الخمسة”.
وأضافت “لكني لن أنتقد أبداً الناس الذين يجمعون المال من أجل أعمال خيرية. فمناقشة الناس لهذا الموضوع، وتفكيرهم به، يندرج في إطار هذا التحدي الهادف إلى رفع الوعي بهذه الكارثة”.
ونظرت كاثي تريفليان من دون أي حماسة إلى طبقها.. وقالت الدليلة السياحية اللندنية البالغة 58 عاما إنها قررت أن تعيش تحديا يقوم على تأمين حاجاتها من الطعام مع جنيه استرليني واحد في اليوم في إطار هذه الحملة الخيرية. وقالت عن طبق الأرز الأبيض المزين بمكعبات خضار “عادة مع بعض البصل المقلي والثوم والتوابل يكون طعمه لا بأس به. لكن شكله الحالي... ممل. لكن الامر يستحق العناء”.
عدد اليوم
