سوريا تقرر وقف التعاون مع فرنسا بشأن لبنان

ردا على قرار فرنسي سابق بوقف الاتصالات الدبلوماسية مع سوريا قررت دمشق أمس وقف التعاون مع باريس بشأن الازمة اللبنانية، مؤكدة أنها رفضت العديد من المغريات للضغط على المعارضة في لبنان· بينما ربطت فرنسا مجددا استئناف الحوار مع دمشق بابداء ''حسن نيتها'' في الأزمة السياسية اللبنانية· وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحفي عقده في دمشق '' قررت سوريا وقف التعاون السوري الفرنسي بصدد حل الازمة اللبنانية''· وندد الوزير السوري بمحاولة فرنسا القاء مسؤولية فشل جهود حل الأزمة اللبنانية على سوريا وعلى المعارضة اللبنانية وقال ''استمعنا باستغراب إلى الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحفي في القاهرة يحمل سوريا والمعارضة اللبنانية المسؤولية عن الفشل رغم ما بذلته سوريا من جهود تعرفها فرنسا قبل غيرها وما ابدته المعارضة من مرونة لتسهيل التوصل إلى حل توافقي''· واوضح المعلم أن ''مشروع الحل الشامل للازمة في لبنان هو في الاساس مشروع تقدمت به فرنسا ودعمته سوريا وسعت للحصول على موافقة المعارضة عليه''· واوضح أن ''الإطار الذي جرى الاتفاق عليه ·· ان يكون الحل في لبنان حلا توافقيا يشمل انتخاب رئيس توافقي وتشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع قانون جديد للانتخابات وتحييد الدور الاميركي المعطل للوفاق الوطني في لبنان''· وقال المعلم ''يبدو أن الجهود الفرنسية مع سعد الحريري للقبول بهذا الحل قد باءت بالفشل حيث تلقيت بعد ثلاثة أيام من طرح الحل رسالة خطية تؤكد عدم قدرة الفرنسيين على تسويق ما اتفقنا عليه لدى الجانب الآخر'' أي الأكثرية اللبنانية· وأكد أن ''الفرنسيين ليسوا وحدهم من يريد تحميلنا مسؤولية عدم التوصل الى حل في لبنان فالولايات المتحدة وآخرون يقولون إن على سوريا بما تملك من صداقات وتأثير فى لبنان أن تمارس دور الضاغط على اصدقائها ليقبلوا ما تريده الاكثرية ومن يقف وراءها ·· أي احتكار القرار في بلد يقوم قراره واستقراره على التوافق''· وشدد على انه ''اذا كانت المسألة مجرد ما تملكه دولة ما من نفوذ وتأثير فان غيرنا من الاشقاء العرب يملك تأثيرا على بعض قوى واسعة من جماعة 14 مارس أكبر مما تملك سوريا على اصدقائها فى المعارضة'' في اشارة الى المملكة العربية السعودية التي حرص المعلم على عدم تسميتها· واوضح الوزير أنه ''تم الاتفاق مع فرنساعلى الوقوف على مسافة واحدة من جميع الاطراف اللبنانية وليس ممارسة الضغط على طرف بحيث يصبح الحل قائما على أساس الغالب والمغلوب'' وتساءل ''لماذا لايستخدمون هذا النفوذ والتأثير للدفع باتجاه قبول مايتفق والصيغة اللبنانية في الشراكة والعيش المشترك فى صيغة لا غالب ولا مغلوب؟''· وردا على سؤال عما جاء في تصريحات الرئيس الفرنسي الأخيرة التي قال فيها إن فرنسا تنتظر من سوريا أفعالا وليس أقوالا قال المعلم ''هو يريد أفعالاً يعني يريد أن تقوم سوريا بالضغط على المعارضة ·· ماذا عن الأطراف الأخرى التى لديها صلات وثيقة ونفوذ واسع في لبنان ومعروف للجميع ولماذا لا تقوم بدورها؟''· واوضح ايضا ردا على سؤال، ان سوريا لم تفاوض الفرنسيين نيابة عن طرف لبناني وأكد أن ''من يفاوض نيابة عن المعارضة هو العماد ميشال عون'' مشددا على ان ''من يريد حلا في لبنان عليه أن يتصل بعون''· وأكد المعلم أن ''سوريا ستبقى جاهزة للتعاون مع الأصدقاء والاشقاء الراغبين في المساهمة وتسهيل إيجاد حل توافقي للازمة في لبنان يقوم على الشراكة والعيش المشترك بين اللبنانيين· وناشد اللبنانيين ''ان يعودوا إلى الحوار فيما بينهم للتوصل الى حل توافقي بمعزل عن اي تدخل خارجي''· وكشف الوزير السوري عن تلقي بلاده مغريات كثيرة مقابل قيامها بالضغط على المعارضة اللبنانية، وقال ''لقد عرض علينا أن يأتي الرئيس الفرنسي إلى دمشق، وفتح العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وتوقيع اتفاقية الشراكة''· وتابع قائلا إن ''سوريا رفضت القيام بالدور الضاغط على المعارضة مع علمها أن المعارضة لن تقبل بأي ضغط''· من ناحية ثانية اعلن المعلم أن دمشق ستشارك في مؤتمر وزراء الخارجية العرب حول لبنان الذي سيعقد في القاهرة في السادس من يناير· وقال المعلم انه سيشارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر عقده الاحد للنظر في الازمة اللبنانية· واعرب عن أمله في ان يكون هدف الاجتماع ''مساهمة جامعة الدول العربية، مساهمة وليس تدخلا، في تسهيل الحل بين اللبنانيين''· واضاف المعلم أن ''سوريا تعمل من أجل التضامن العربي''· واعرب المعلم عن تمنياته في أن تكون ''لدى السعودية ومصر مبادرة في شأن الوضع في لبنان وان تنجحا فيها''· وقال ''سأصفق لهما'' اذا نجحتا· وردا على سؤال عما اذا كانت الأزمة في لبنان ستؤثر على العلاقات العربية العربية وعلى انعقاد القمة العربية المقررة في دمشق في مارس المقبل، قال المعلم، ''اذا كان هناك من يخطط لعرقلة الحل في لبنان من أجل عرقلة القمة العربية العشرين في دمشق فأعتقد انه مخطئ وينسف العمل العربي المشترك''· واضاف ان ''القمة ستعقد في موعدها وفي دمشق بغض النظر عن التطورات الراهنة في لبنان''· الى ذلك قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني ''ما قلناه للسوريين هو أن اتصالاتنا السياسية انتهت حتى تظهر سوريا حسن نيتها وانتخاب رئيس عبر اجماع واسع في لبنان''· واضافت ''ان موقفنا وتطلعاتنا معروفة· وهي ذاتها مواقف وتطلعات المجتمع الدولي لا سيما الاوروبيين''·