الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لاءات الأمهات هواجس الفتيات!

لاءات الأمهات هواجس الفتيات!
21 أكتوبر 2008 01:17
التواصل ·· هو الطريقة الوحيدة التي تمكن جميع أفراد الأسرة من تبادل العواطف والمشاعر، والآراء، والمعلومات، وتتيح لهم التعبير بإيجابية عن احتياجاتهم، ورغباتهم، واهتماماتهم، وشكواهم، إذا ما خيم على الأسرة جو من مناخ الحب، والود، والألفة، والثقة، والألفة والصدق، والترابط · ومن الطبيعي أن تكون الأم النموذج المثالي في عيون ابنتها، وأن تكون أول من تتوحد بشخصيتها بدرجات متفاوتة كقدوة لها، وهذه الحالة تعززها وتدعمها حالة التواصل بين الطرفين ··) فما أن تتقدم الابنة في العمر وتصل إلى أعتاب المراهقة وما تشهده من تغيرات فسيولوجية ونفسية معروفة، غالباً ما تشهد هذه الفترة كثيراً من صور الشد والجذب، والخلاف، والاتفاق، والصراع في أحيان كثيرة أمام رغبة الفتاة في إثبات نفسها، وحالة انعدام الوزن، والتأرجح بين عالم الطفولة والكبار، والقيود والمحاذير، والأعراف، والتقاليد، والقيم، والإصلاحات الجيدة التي تقتحم عالم الفتاة الجديد في شكل عدد لا حصر له من ''اللاءات'' التي لم تعهدها من قبل في عالم الطفولة والبراءة، وكثيراً ما تواجه الفتاة المراهقة هذه ''اللاءات'' بالرفض، والتمرد، وعدم التقبل، ولا سيما إذا جاءت بلغة قلقة، ومترددة، وعصبية، أو غير مفهومة في كثير من الأحوال من قبل الأم · كثير من الأمهات يفتقدن الطرق والأساليب السليمة للحوار والتواصل مع الأبناء ذكوراً أم إناثاً، ويصبح أحياناً تواصلهن مع بناتهن عبارة عن نوبات من الصياح والصراخ، أو التحطيم والإحباط، أو الزجر واللوم، وأحياناً أخرى، خصام، أو شجار، أو الإهانة والعقوبة البد نية· طرق ·· وأساليب السيدة فاتن جمعة ''جامعية'' تقول إنها تحاول أن تقيم جسور التواصل بينها وبين ابنتها على أساس المودة والحب والثقة، وتفهم طبيعة المرحلة العمرية التي تمر بها الفتاة، دون أن تغفل تجربتها وخبرتها الشخصية في هذا السياق، وهذا لا يمنع أحياناً من اتباع أسلوب الشدة، والتخويف إن لزم الأمر، فابنتها -كما تقول- لا تزال مراهقة، وتنقصها الخبرة الكافية، وليس من المعقول أن تتركها لتكتسب الخبرة من خلال المحاولة والخطأ، لكنها تختصر عليها الطريق بنقل خبرتها إليها من خلال التواصل البناء، وتشجيع الفتاة على طرح التساؤل، والتعبير عن مشاعر بحريّة من حين لآخر، وقد تلجأ في بعض الأحيان إلى تجاهلها، أو خصامها كنوع من العقاب المعنوي، لكنها تحرص على ألا تطول فترة هذا الخصام حتى لا يتولد الجفاء، ولا تسمح لابنتها بالشجار أو العراك معها، فالحدود موجودة، ولا بد للأم أن تحتفظ لنفسها بقدر من الاحترام والهيبة أمام ابنتها حتى لا تفقد صورتها كقدوة أمامها، ولا تصبح طرفاً في الصراع، فتزول هذه الحدود، وتختلط الأوراق· أما سهيلة اللامي ''طالبة جامعية'' فترى أن أفضل حالات الحوار، هي أن تكون الأم سراً لابنتها، ومحل ثقتها وأمنها وحنان وملاذا لها في كل الأوقات، لكن لا يعني ذلك أن تصبح الأم ليّنة الجانب على طول الخط، وإنما لا بد للفتاة أن تستشعر الجدية والحزم والخوف من العقاب أيضاً إن لزم الأمر، فعلى الفتاة أن تدرك أن هناك حدودا لا تتجاوزها، ومن شأن الأم أن تنجح في إيصال فكرة رئيسية مؤداها أن قسوة الأم أحياناً في سبيل مصلحة الابنة وخوفها عليها، وكل هذه المعاني لا تصل إلى الفتاة إن غاب الحوار، والثقة، والتواصل، أما العراك والشجار فمن شأنه أن يباعد بين الأم وابنتها، ويدعم الحواجز النفسية بين الطرفين · تواصل سلبي رأي آخر تتبناه السيدة زينة عبدون ''لا تعمل''، وتقول إن الشجار أحياناً يكون تعبيراً انفعالياً نتيجة حرص وخوف الأم على ابنتها، في ظل وجود كثير من الضغوط النفسية والاجتماعية التي تتعرض لها الأم أو الأسرة، وفي ظل العوامل والمتغيرات المحيطة التي تفقد الأسرة والتنشئة الاجتماعية تأثيراتها، وبالتالي يمكن لموقف الخلاف أو النزاع أو الصراع المتمثل في حالة انفعالية وهي الشجار، أن يكون نوعا من التواصل السلبي، الذي يمكن من خلاله أن تعبر الأم عن غضبها، أو رفضها لشيء معين، وممكن أيضاً من خلاله أن تعبر الفتاة عن اتجاهات أو مشاعر بعينها· أما ابتسام الحوطي ''طالبة جامعية'' فترى أن شجار الابنة وأمها لا يحقق التواصل والحوار المطلوب، لأنه يزيد مساحات التباعد بين الطرفين، ويجعل الفتاة عادة في موقف الدفاع، أو العناد، أو الرافض لأي توجيه، أو نقد، فضلاً عن كونه سبباً رئيسياً لاهتزاز صورة ومكانة المثل والقدوة للأم أمام ابنتها كلما تكررت حالات الخلاف والنزاع والشجار الذي يصبح صراعاً مزمناً يدفع كثير من الفتيات إلى اتخاذ مواقف عكسية، أو عدائية أو سلبية، ومن ثم فعلى الأم وهي الجانب الأكثر خبرة ودراية وعقلانية أن تستوعب أي مشكلة تكون سبباً للخلاف وتحاول أن تناقشها مع ابنتها بأسلوب هادئ بعيداً عن التوتر والغضب والانفعال، وتقيم معها الحوار وتشجعها دائماً على أن تفتح لها قلبها بصدق وثقة وأمان· صراع ·· وتواصل في تعقيبها على الموضوع، تؤكد الدكتورة موزة المالكي أستاذ علم النفس بجامعة الدوحة أن الصراع بين الأجيال، والاختلاف أمر طبيعي، وأن هذا الاختلاف موجود بين الأم وابنتها، نتيجة حرص وخوف الأم عليها، والذي يأخذ في كثير من الأحوال ثلاثة أشكال، الأول منه: يتمثل في غض النظر والتجاهل عن مقتضيات العصر، ومحاولة إغلاق منافذ الحوار والتعبير عما يجول بفكر وخاطر الفتاة المراهقة وسد كل قنوات التواصل والاتصال بين الابنة وأمها، مما يجعلها تلجأ إلى مصادر خارجية لتزويدها بالمعارف الخاصة بحياتها وما يطرأ عليها من تغيرات، وتعتمد على تلك المصادر حتى ولو لم تكن صحيحة، ورويداً رويداً تجدها عبدة لتلك المصادر، فهي التي تسيطر عليها وهي التي لها الكلمة الأولى في قناعتها، وهكذا تخسر الأمهات أرضاً خصبة كان يجب أن تستثمرها في التأثير وتشكيل حياة بناتهن وهذه الخسارة تكون نتيجة لجهل تلك الأمهات باحتياج بناتهن للحوار والاحتضان والحديث والتوجيه، وأيضاً جهلهن بالتطورات التي تطرأ على المجتمع وتحيط بالجيل الجديد من كل جانب، ونتيجة لهذا الجهل فهن يخشين من الدخول في نقاشات تظهر ضعفهن وضعف حججهن وتفضح مستواهن المتدني في التعامل مع مستجدات العصر · أما الشكل الثاني: فيتمثل في الأمهات اللاتي لا يتركن أي شيء يمر بسهولة في حياة بناتهن، ولكن مع عدم مناقشته معهن مستعملة أسلوب المعارضة على كل شيء جديد مستخدمات أحدث وأقدم وسائل القمع والعقاب والقهر والإجبار لإخضاع الابنة حتى تترك وتتخلى عما تنادي به، وبالتالي نجد مثل هؤلاء الفتيات يعانين الازدواجية، والفشل في التوافق مع أنفسهن ومع المجتمع من حولهن · والشكل الثالث هو الذي يتمثل في الأمهات اللاتي يرتبطن ببناتهن بدرجة عالية من التواصل، فلا يتركن كل شاردة أو واردة دون مناقشة، ولكن بأسلوب هادئ وعقلاني ومنطقي، بما يتيح فرص التعبير عن وجهات النظر مهما كان اختلافها، ويتيح أيضاً للفتاة التعبير عما يدور بدواخلها، ويترك لها حرية التصرف بعد التأكد من حسن تربيتها وإعدادها، مع وجود المراقبة أو المتابعة الإيجابية التي تكفل لها الحماية اللازمة، وفي هذا الشكل تكون الأم المصدر الأول للمعلومات، والأمان، والمرجعية·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©