الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اكتشاف فلكي جديد

اكتشاف فلكي جديد
21 أكتوبر 2008 01:19
أثبتت كشوف فلكية حديثة أن القطاع الفضائي الممتد من الكوكب الثامن وما قبل الأخير في المجموعة الشمسية (نبتون) وحتى مسافة تمتد مليارات الكيلومترات باتجاه الشمس، يتضمن من الأجسام المادية أقل بكثير مما كان يتوقع العلماء· ويطلق على هذا القطاع الواقع على التخوم الخارجية للنظام الشمسي اسم (حزام كويبير) Kuiper Belt, واتضح للفلكيين مؤخراً أنه يكاد يخلو من المادة تماماً· ويقول الكاتب العلمي دان دوردا إن الباحثين عن الكنوز المفقودة يصابون بخيبة الأمل في كل مرة يفاجأون فيها بأن الكنز الذي اكتشفوه فارغ تماماً، أما عندما يفشل الفلكيون في العثور على ما يتوقعون وجوده في قطاع محدد من الفضاء، فإن هذا الفشل يمكن أن يقود إلى معلومات واكتشافات بالغة الأهمية· وكان فريق مختلط من الفلكيين التايوانيين والأميركيين قد قضى عامين في إجراء عمليات التصوير التلسكوبي الدوري لحزام كويبير بحثاً عن كتل من الصخور والثلج تسبح في القطاعات الفضائية الممتدة فيما وراء الكوكب نبتون· وكانت حسابات فلكية سابقة أوحت للفلكيين بوجود كتل مادية غير منتظمة الشكل تتألف من الصخر أو الثلج تسبح في تلك القطاعات ويتراوح قطر كل منها بين 2 و17 ميلاً (3 و28 كيلومتراً)· ونظراً لأن من العسير رؤية مثل هذه الأجسام بطريقة الرصد التلسكوبي المباشر بسبب ضآلة حجومها، فقد تم اللجوء إلى طريقة التحليل الطيفي لضوء الشمس المنعكس عن المادة التي ربما تسود تلك القطاعات، فتبين أنها تكاد تكون فارغة تماماً· ويضم (حزام كويبير) عدداً قليلاً من الكتل المادية الضخمة مثل الكوكب التاسع والأخير بلوتو، والقطع الصخرية ذات الأسماء المعروفة مثل: إريس وميكميك وهوميا، بالإضافة لعدد من القطع الأصغر حجماً· ويوحي تشابه حجوم وأشكال هذه القطع أنها عانت من اصطدامات متكررة بعد ولادة النظام الشمسي أدت إلى التحامها ببعضها البعض مثلما تلتحم كرات الثلج، ولكنها تعرضت بعد ذلك إلى اصطدامات مدمرة أكثر عنفاً أدت إلى تفتيتها من جديد حتى أصبحت على حجومها الراهنة· وتساءل الفلكيون عقب هذا الاستنتاج عما إذا سيكون في وسعهم اكتشاف المزيد من القطع المادية الأصغر التي يفترض أن تتشكل نتيجة التصادم، ولكنهم لم يعثروا على شيء منها· وكان هذا الاستنتاج كافياً لإطلاق حقيقة جديدة تفيد بأن القطاع الفضائي الأكثر في النظام الشمسي ليس على مستوى الازدحام المادي الذي تفترضه النظريات ويعتقد به العلماء· وكان علماء الفلك قد عثروا على الكثير من القرائن التي تثبت نظرية تصادم الأجسام المادية الفضائية ذات الحجم المتوسط أو الكبير مع بعضها البعض منذ نشوء النظام الشمسي قبل نحو خمسة مليارات من السنين· وقد تصطدم الكثير من هذه الأجسام السابحة في الفضاء الفسيح عن غير هدى، بالكواكب والأقمار الشمسية ذاتها· ويرى علماء التاريخ الطبيعي أن اصطدام نيزك ضخم بسطح الأرض قبل 65 مليون عام أدى إلى تغيير مناخها وحجب ضوء الشمس عنها حتى توقفت عملية التمثيل الضوئي في النباتات وماتت بسبب ذلك الزواحف الضخمة وعلى رأسها الديناصورات· وفي الثاني والعشرين من شهر سبتمبر الماضي، نشر عالم الفيزياء الفلكية الألماني جيرهارد شميت نتائج دراسة أشار فيها إلى أن أندر وأثمن المعادن التي توجد على الأرض مثل البلاتين والإريديوم، يعزى وجودها في قشرتها إلى النيازك المعدنية التي قصفت الأرض قبل بضع عشرات الملايين من السنين وكانت غنية بهذه العناصر النادرة· وهذا يعني أن كل من يضع في يده خاتماً من البلاتين (يعرف أيضاً باسم الذهب الأبيض)، يكون قد امتلك قطعة ثمينة من نيزك شارد سقط على الأرض في العصور الجيولوجية السالفة· ولعل الاكتشاف الأهم الذي توصل إليه الدكتور جيرهارد هو الذي أشار فيه إلى أن عمليات الحساب أثبتت أن التركيز الراهن لهذه المعادن النادرة في القشرة الأرضية يقتضي اصطدام أكثر من 160 نيزكاً معدنياً يبلغ قطر الواحد منها 20 كيلومتراً بسطح الأرض· وقال إن البحث المعمق في درجة تركيز المعادن النادرة في القشرة الأرضية يمكن أن يقدم المدخلات الأساسية لفهم الطريقة الحقيقية التي تشكل بموجبها النظام الشمسي برمته·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©