الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فيروس الأجهزة الذكية يصيب فطرة الأطفال

فيروس الأجهزة الذكية يصيب فطرة الأطفال
10 سبتمبر 2016 15:04
جمعة النعيمي ومنى الحمودي (أبوظبي) استحوذت الأجهزة الذكية على عقول أطفالنا مبكرا، وصنعت لهم عالماً آخر له ثقافته الخاصة، فأصبح الأبناء يفضلون الألعاب الإلكترونية على الخروج مع ذويهم وأصدقائهم للاستمتاع بأجواء الحدائق والمتنزهات، بالإضافة إلى أن الآباء يساهمون في تعقيد تلك المشكلة في كل إجازة حين يسمحون لأبنائهم باستئجار الألعاب الترفيهية ووضعها في البيوت، إلى جانب الألعاب والأجهزة التي يشترونها دورياً، بل يسمحون للأطفال باصطحابها أينما ذهبوا، لتصبح الأجهزة الإلكترونية الصديق الأقرب لأولادنا، على الرغم من أن أغلب ألعاب تلك الأجهزة مصنف تحت فئة «فوق 18 عاما»، فلم يعد هناك بيت يخلو من أجهزة الألعاب الإلكترونية التي تحولت إلى نوع خاص من الإدمان، ليطرح سؤال مهم نفسه.. أين دور أولياء الأمور في توجيه أطفالهم والرقابة عليهم؟ أم أن تلك الأجهزة أصبحت لغة المستقبل وإحدى ضرورات الحياة وتكوين شخصية الطفل؟ فكيف يرى أولياء الأمور هذا الفيروس الذي يصيب أبنائهم منذ الصغر بالعزلة والغياب عن الجو العائلي للأسرة وإدمان الألعاب وقلة النشاط والحركة وبالتالي البدانة. يؤكد المواطن راشد سالم (ولي أمر) أن أولياء الأمور يتحملون المسؤولية، فالذهاب إلى المراكز التجارية معناه أن يدخل الأطفال صالة الألعاب الإلكترونية، وإذا اتجهنا إلى الحدائق يحمل الجميع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، ليجلس الطفل وسط الحديقة والملاعب وهو محدق في شاشة صغيرة، ولم يعد أحد يفكر في اصطحاب الكرة أو ممارسة الألعاب البدنية، وأشار إلى أهمية التوعية بمخاطر تركيز الأطفال على هذه الأجهزة، وبالتالي أصبحنا نشتكي من انتشار السمنة والأمراض بين الأطفال. ويتابع: «يجب علينا أن نتحمل مسؤولية هذا الأمر ونبدأ بتغيير نمط الحياة المتبع والذي يتجه لمنحنى خطر على صحة الطفل وجسده، ففي السابق كان ولي الأمر يتشارك مع أبنائه لعب الكرة في الحديقة وتراهم جميعهم يشكلون فريقاً وتستطيع أن تشعر بمدى القرب والألفة بينهم، أما في الوقت الحالي ترى الأب والأم يمسكان بالهاتف، وكذلك الأبناء، لينقطع الاتصال الحقيقي بينهم كأسرة، مكتفين بالتواصل الاجتماعي على الإنترنت. سيطرة دماغية تقول المواطنة موزة الزحمي (مدرسة)، سيطرت الألعاب الإلكترونية على عقول أبنائنا، وأصاب فيروس الأجهزة الإلكترونية النسيج الاجتماعي للعائلة، وأصبحنا نرى أطفالنا مطأطئي الرؤوس، وأيديهم تمسك بالموبايل وعقولهم مشغولة لدرجة الإدمان، ففي الماضي كان الأطفال يبكون لاصطحابهم خارج المنزل للعب في الحديقة أو باحة المنزل، والآن أصبحنا نُلح عليهم للخروج ولكنهم لا يرغبون بذلك ويفضلون الجلوس في المنزل أمام التلفاز أو الأجهزة الإلكترونية أو الهواتف الذكية، وعلى سبيل المثال، مع اقتراب العيد، نخطط للتوجه إلى المراكز التجارية حيث تتجمع ألعاب الأطفال المتنوعة وأغلبها إلكترونية، والأقلية تتجه إلى الحدائق أو الشواطئ، حتى يتحرك جسد الطفل ويلعب، فأنا معلمة للمرحلة الابتدائية وأستطيع أن أرى بوضوح مدى تأثير قلة الحركة على الطلبة، والأغلب يعانون من السمنة والكسل. حدائق مملة وتتفق المواطنة منال أحمد (ولية أمر) معها في وجهة نظرها، وتؤكد أن انتشار الألعاب الإلكترونية في المراكز التجارية ساهم في تغيير تفكير الطفل حول الألعاب المفضلة، وعند تخيير الأطفال حول الذهاب للحديقة أو المركز التجاري للعب، يختارون المراكز التجارية وبشدة، بل منهم من أصبح يرى الحدائق مُملة. وتقول: إن أولياء الأمور أيضاً يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية، خصوصاً عندما ترى مجموعة من الأطفال حضروا إلى المركز التجاري مع السائق والخادمة، لتشرف الخادمة عليهم أثناء اللعب، ولم يعد الأب ولا الأم يصطحبان أطفالهم حتى للألعاب الإلكترونية، ونتيجة لذلك وهنت العلاقة بين أفراد الأسرة، ويلجأ الأطفال إلى الأجهزة الذكية التي أصبحت بمثابة عائلة مسلية وظريفة لهم، فمن الضروري توعية الوالدين بأن الأطفال يحتاجون لممارسة التمارين والحركة بشكل مستمر حتى ينشأ طفلاً سليماً، واقترحت بأن يتم توفير بعض الألعاب الإلكترونية في الحدائق حتى يتوجه لها الأطفال بالتالي يستطيعون ممارسة عدة نشاطات في وقت واحد. ويرى المواطن سيف الكعبي (ولي أمر) أن الوقت الحالي هو وقت الألعاب الإلكترونية وأن أسهم الحدائق تراجعت في نفوس الأطفال والأهالي معا، فالألعاب التي يحبها الأطفال ويهتمون بها من الصعب أن يجدوها في الحديقة، كما أن حرارة الصيف من أهم الدوافع التي تشجع الأسرة على التوجه للمراكز التجارية والألعاب الإلكترونية بشكل عام. ويؤكد المواطن عبدالله حسن الحمادي (ولي أمر) أن عزلة الأطفال وإدمانهم للأجهزة الذكية ترجع إلى الأسرة أولا، فالآباء والأمهات مشغولون عن أطفالهم بأعمالهم ولا يرونهم إلا في أوقات الطعام وقبل النوم، كما أن جلوس الطفل أمام شاشة الحاسوب والتلفاز يجعله شخصا منعزلاً وغير اجتماعي، لأنه يتعامل مع جهاز، والجهاز لا يصنع من المرء الأمور الاجتماعية والوجدانية، إنما هذا الجلوس للتسلية والاستمتاع فقط وتنمية الخيال إذا اختير البث المناسب، أما ما يصنع طفلاً غير اجتماعياً فهو الوسط الذي يعيش فيه الطفل، والتنشئة الاجتماعية، إضافة إلى أنه يضعف شخصية الطفل ويجعله لا يواجه العالم الخارجي ولا يحتك بالآخرين، نتيجة ما يقضيه الطفل أمام الشاشة الصغيرة للموبايل ونتيجة ما تحمله من برامج وفيديوهات متنوعة منها ما هو مفيد وأغلبها ضار. ويضيف: يجب أن يكون هناك مزج بين التنشئة الاجتماعية الصحيحة وتنمية الخيال الواقعي لما يشاهده الأطفال، ناهيك أن هذا الأمر يقلل من النشاط البدني، ما ينتج عنه السمنة وزيادة الوزن، إضافة إلى الأمراض النفسية والإدمان على الألعاب الإلكترونية والتي تتسبب في أمراض عقلية وجسدية ونفسية على مدار الزمن، أضف إلى ذلك سهولة استدراج الأطفال من خلال هذه الألعاب لرفقاء السوء عبر التسويق لألعاب خطيرة وهدامة تفسد الأخلاق والعقيدة وتنشئ جيلا منحلا من الأخلاق والقيم الإسلامية التي تنشر الفتن والقلاقل والمحن وتبث السموم وتدمر المجتمعات عامة من خلال الأفكار والثقافة التي يغرسونها ويطعمونها للأطفال الأبرياء الذين لا يعرفون ولا يدركون مدى خطورة الألعاب، فهم مشغولون باللعب مع كل من هب ودب وشاركهم الألعاب والبرامج التي يحبونها. الحارة والعالم الافتراضي أما المواطن يحيى إسماعيل (ولي أمر)، يوضح المشهد أطفال اليوم أكثر، من خلال صورتين الأولى من الماضي والثانية من الوقت الحالي، ويقول: «إن التوجه في يومنا هذا مختلف عما كنا عليه في الماضي، ففي السابق كان الأهل يراقبون كل تحركات أطفالهم وكانت البيئة صغيرة ومعروفة لدى الجميع في الحارة أو المرافق السكنية والجميع يشترك في قضاء وقت الفراغ والعطلة والحديث مع أقربائه وجيرانه وأصدقائه، وكانت الألعاب آن ذاك مقصورة على لعبة كرة القدم والطائرة واليد والسباحة ونسبة الأمن والأمان كانت عالية فالجميع يراقب الأطفال ويلعب معهم، ولكن في الوقت الراهن تغير حال الأسر والأهالي بعلاقتهم مع أطفالهم، حيث اصبح غالبيتهم يقضون أوقاتهم في اللعب واللهو بالأجهزة الإلكترونية وبعيدا عن أعين ورقابة أهاليهم وذويهم، ما يثير القلق والمخاوف في المستقبل على سلوكياتهم المأخوذة من أفكار وثقافات غريبة مبنية على عادات وتقاليد مصطنعة ولا تمثل موروثنا، فعلى الرغم من التحذيرات من مخاطر الألعاب الإلكترونية، وتأثيرها المباشر على تصرفات الصغار، إلا أنها أصبحت شائعة ومنتشرة بين الأطفال والمراهقين، حتى باتت أمرا عاديا، وهذا الانتشار جعل خطرها يزداد أكثر فأكثر. ولكن لماذا نلوم الأطفال على فعلتهم وانعزالهم هذا والاكتفاء بالأجهزة الذكية الإلكترونية إذا كان الآباء والأمهات مشغولين عنهم طوال الوقت؟ ويقول أحمد محمد بن خصيف الكعبي: «إن الأمور الآن تغيرت وليست كما كانت عليه في السابق، ونظرا لانشغال الآباء والأمهات عن أبنائهم في الحياة اليومية، يتجه الأطفال إلى الأجهزة الإلكترونية كالايباد والموبايل لساعات طويلة، ولك أن تتخيل ما مدى تأثير ما يشاهدونه على طريق تفكيرهم وحياتهم وتواصلهم الاجتماعي، فقد تصبح انت احد الأشخاص المقربين اليهم شخص غير مرغوب فيه لقضاء بعض الوقت في الحديث أو اللعب معك. ويضيف: «يمكن مراقبة الأبناء عن بعد ومشاهدة إيماءات الوجه، ستجد أن هناك القليل من الضحك والكثير من الاستغراب، علامات تدل على مخاطر ما يتعرض له الطفل، فالآن اصبح الأب والأم والأخ والأخت للطفل هي وسائل التواصل الاجتماعي من (فيسبوك وتويتر وانستغرام وسناب شات.. وغيرها) من البرامج الحديثة التي تظهر كل يوم). ويضيف: إن الألعاب الإلكترونية انتشرت في مجتمعاتنا بشكل كبير حتى أصبحت الشغل الشاغل لأطفال اليوم، كما أنها استحوذت على عقولهم واهتماماتهم، ما يمثل مخاطر كبيرة تفوق استيعابنا وقد تؤذي أطفالنا، موضحا أن الكثير من الدراسات أثبتت أن ممارسة الأطفال لألعاب الفيديو التي تعتمد على العنف، يمكن أن تزيد من الأفكار والسلوكيات العدوانية عندهم، كما أن هذه الألعاب قد تكون أكثر ضررا من أفلام العنف التلفزيونية، أو السينمائية، لأنها تتصف بصفة التفاعلية بينها وبين الطفل، وتتطلب من الطفل أن يتقمّص الشخصية العدوانية ليلعبها، لذلك من الضروري متابعة ومراقبة الأطفال، وخاصة من هم في سن صغيرة وصولا إلى مرحلة المراهقة، ومشاركتهم في اللعب إذا ما تيسر لهم الوقت لإضفاء اللمسة العائلية في علاقة الأطفال بوالديهم وذويهم. أهداف هدامة يقول المواطن سعود الحمادي: إن التطور التكنولوجي شهد في الآونة الأخيرة تطوراً سريعاً في صناعة أجهزة الموبايل الذكية، مما أدى لسرعة تطور برمجيات الألعاب الإلكترونية، والتي كان سابقاً هدفها السامي تنمية قدرات الطفل العقلية وتوفر ألعابا تعليمية وتطبيقا لإستراتيجية التعلم عن طريق اللعب، والتي لها دور كبير في إثراء العملية التعلية وترغيب الطفل بالتعلم، موضحا أن ما نراه اليوم أصبح برمجية الألعاب الإلكترونية تجارية وذات أهداف هدامة لعقلية الطفل، حيث ألعاب المتاهات والخطط الحربية وما تحويه من تنفيذ للسرقات والجرائم وطرق الهروب من الشرطة وتفجير المباني للوصول للهدف بأي طريقة وغيرها، الكثير التي أدت لظهور العنف والعدوانية بالدرجة الأولى عند الطفل بتقليد ما ينفذه أثناء اللعب على الواقع الحقيقي مع زملائه وأهله في البيت. ويتابع: إن أساس المشكلة يتمثل في أنه ليست لدينا خطة واضحة ومحددة لكيفية شغل أوقات فراغ الأطفال، ما يحمل الأسرة العبء الأكبر في تلافي أضرار هذه الألعاب «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» فهي تستطيع أن تحدد للطفل ما يمارسه من هذه الألعاب وما لا يمارسه، فعلى الوالدين أن يختاروا ما يكون مناسبًا للطفل في عمره، ولا يحتوي على ما يخل بدينه وصحته النفسية، كما أنه لابد من تحديد زمن معين للعب لا يزيد على ساعة في اليوم، ثم يقضي باقي الوقت في ممارسة الأنشطة اليومية، وألا يكون اللعب بها إلا بعد الانتهاء من الواجبات المدرسية، ولا يكون خلال وجبات الطعام اليومية كما أنه لا توجد بدائل تغني الطفل عن التلفاز وغيره، لأن الطفل في مرحلة عمرية يحتاج فيها إلى تنمية مداركه، ومن هذه المدارك تنمية خياله بالأشياء الموضوعية والواقعية، ولكن علينا أن نوفق بين وسائل الإعلام المرئية وبين وسائل الترفيه الأخرى مثل الألعاب التي تنمي الخيال والإدراك كالألعاب الرياضة مثل كرة القدم والسلة والطائرة والسباحة، كل هذه الأشياء إذا حصلت فإنه بالإمكان أن ننشئ طفلاً اجتماعيًا يتوافق مع نفسه وأسرته ومجتمعه، يستطيع من خلالها أن يعيش حياة مستقرة تنعكس على تكيفه مع الحياة بصفة عامة. ويؤكد المواطن عبدالله الزرعوني (ولي أمر) أنه على الرغم من إيجابيات ممارسة الألعاب الإلكترونية في تنمية خيال الطفل ومهاراته العقلية والإبداعية وغرس روح التصميم والإرادة على الفوز والصبر لتحقيق النجاح باعتبارها رياضة فكرية حركية تساعد على نمو الذكاء إلا أنها تنطوي على العديد من المخاطر لكونها ذات مضامين بعيدة عن سلوكيات مجتمعاتنا وأخلاقنا باعتبارها مصممة لسلوكيات وأنماط حياة المجتمعات الغربية. ويشير إلى أن هناك بعض الحلول لتجنب أخطار هذه الألعاب على الأطفال والتي تبدأ من المنزل حيث تستطيع الأم التقرب من الطفل من خلال محاولة التحدث معه عن اللعبة التي يحبها واكتشاف سبب تعلقه بها ومن ثم مشاركة الطفل تلك اللعبة لإحياء روح الصداقة بداخله من جديد بالإضافة إلى النظر على غلاف كل لعبة قبل شرائها واختيار ماهو مناسب لعمر وعقل الطفل داعية إلى تشجيع الأطفال على ممارسة الألعاب التي تنمي الذكاء والإبداع وعدم الاقتصار على الألعاب الترفيهية. إضافة إلى أنه يجب على الأهل تشجيع أطفالهم على الألعاب الجماعية بدلا من الفردية ليكون لديهم حب المجتمع والأصدقاء بعيداً عن العزلة والاكتئاب وتشجيع الأطفال كذلك على ممارسة التمارين الرياضية التي تحافظ على رشاقة أجسامهم وتخرج الطاقة الكامنة بداخلهم. جيل عنيف وأناني يقول المواطن محمد عبدالكريم (مدرس): إن هذه الألعاب تصنع طفلاً عنيفًا، نظرا لما تحويه من مشاهد عنف يرتبط بها الطفل، ويبقى أسلوب تصرفه في مواجهة المشاكل التي تصادفه يغلب عليه العنف، وهناك تجارب وأبحاث أجريت في هذا الجانب وتبين وجود علاقة بين السلوك العنيف للطفل ومشاهد العنف التي يراها، كما أنها تصنع طفلاً أنانيًا لا يفكر في شيء سوى إشباع حاجته من هذه اللعبة، وكثيرا ما تثار المشكلات بين الإخوة الأشقاء حول من يلعب؟ على عكس الألعاب الشعبية الجماعية التي يدعو فيها الطفل صديقه للعب معه، كما أنها قد تعلم الأطفال أمور النصب والاحتيال، فالطفل يحتال على والديه ليقتنص منهما ما يحتاج إليه من أموال للإنفاق على هذه اللعبة. ناهيك أن هذه الألعاب قد تؤثر سلبا على صحة الأطفال، إذ يصاب الطفل بضعف النظر نتيجة تعرضه لمجالات الأشعة الكهرومغناطيسية قصيرة التردد المنبعثة من شاشات التلفاز التي يجلس أمامها ساعات طويلة أثناء ممارسته اللعب، وأضاف هناك مخاطر من ظهور مجموعة من الإصابات في الجهاز العضلي والعظمي، وكذلك من أضرارها الإصابة بسوء التغذية، فالطفل لا يشارك أسرته في وجبات الغذاء والعشاء فيتعود الأكل غير الصحي في أوقات غير مناسبة للجسم. ويشير إلى أن الآثار الاجتماعية للألعاب الإلكترونية على الأطفال، تصنع طفلاً غير اجتماعي، فالطفل الذي يقضي ساعات طوال في ممارسة الألعاب الإلكترونية من دون تواصل مع الآخرين، تجعل منه طفلاً غير اجتماعي منطويا على ذاته على عكس الألعاب الشعبية التي تتميز بالتواصل. كما أن إسراف الطفل في التعامل مع عوالم الرمز يمكن أن يعزله عن التعامل مع عالم الواقع فيفتقد المهارة الاجتماعية في إقامة الصداقات والتعامل مع الآخرين ويصبح الطفل خجولا ولا يجيد الكلام والتعبير عن نفسه. ويضيف: ألوم نفسي والعوائل على عدم ارتياد المتنزهات والحدائق العامة، نظرا للتكاسل وحب الجلوس مع أطفالنا في الأسواق التجارية والمولات، في حين يقوم السياح والوافدون والمقيمون في بلادنا بعمل خطة مسبقة للاستمتاع وقضاء أوقات الراحة والفراغ في المتنزهات والحدائق العامة، لذا أدعو الجميع بأن يخصص وقتا في عطلة نهاية الأسبوع أو أيام الإجازات والعطلات للذهاب وقضاء وقت ممتع يسوده الجو الاجتماعي المنبثق من القيم العربية الأصيلة والعادات والتقاليد الذي تربى عليها الرعيل الأول ونقلوها لنا حتى وصلت إلينا، مشيرا إلى أنه ينبغي المحافظة على هذه الأجواء الاجتماعية وسط العوائل والأسر لدعم وتقوية وترسيخ روابط الأسرة.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©