الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مقترح «الأجانب السبعة» يفتح الباب لتجنيس أفضل العناصر

مقترح «الأجانب السبعة» يفتح الباب لتجنيس أفضل العناصر
14 يوليو 2010 22:27
تفاعلت الساحة الرياضة مع مقترح اتحاد الكرة بمنح الأندية بالتعاقد مع سبعة لاعبين أجانب، بواقع ثلاثة للفريق الأول، واثنين للرديف، ومثلهما لفريق 18 سنة، على أن يطبق في الموسم بعد المقبل، بصورة لم تكن متوقعة، خاصة أنه يفتح الباب أمام الأندية والكرة الإماراتية لدخول مرحلة جديدة، من التعاطي مع جوانب احترافية اللعبة. وعلى الرغم من عدم مناقشته، خلال اجتماع الجمعية العمومية للمحترفين التي عقدت منتصف الشهر الماضي، بسبب وصول مقترح اتحاد الكرة متأخراً عن موعده، إلا أن المؤشرات الأولية وردود الفعل التي حاولت "الاتحاد" استقراءها، تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا التوجه، هو الأنسب للمرحلة القادمة، فضلاً عما يضمنه من بدائل وحلول على مستوى الدوري المحلي، أو حتى على مستوى المنتخبات السنية، بداية من منتخب الشباب، مروراً بالمنتخب الأولمبي، وحتى المنتخب الأول، فضلاً عن استفادة الأندية نفسها من القرار، خاصة أنها قادرة على ضم أنسب وأفضل العناصر، تمهيداً لثقلها بصورة جيدة، ومن ثم اكتشافها، وتقديمها سواء كلاعبين بارزين بصفوفها أو كمواهب مثمرة لكافة المنتخبات. ومن جانبه نفى مطر غراب رئيس لجنة المسابقات باتحاد الكرة أن يكون هدف المقترح هو فرض واقع غير مناسب على الأندية الإماراتية، بل على العكس، فهو يفتح الباب أمام مرحلة جديدة على الأندية واللاعبين المواطنين أو المقيمين، لما له من إيجابيات عديدة قادرة على تعويض النقص في المعادلة المتعلقة بكرة القدم الإماراتية، والتي كانت تعاني من قلة الممارسين نظراً لقلة أعداد المواطنين مقارنة بالمقيمين. وقال مطر غراب "واقعنا يتطلب تعامل مختلف ونظرة أكثر شمولية، وأن هذا التوجه لا يزال مقترحاً، ولن نتعجل في تطبيقه، بل نرغب في أن تدرسه الأندية، حتى تكون الاستفادة كاملة والنتائج كلها إيجابية، لأن الهدف في النهاية النهوض بكرة الإمارات، وضم لاعبين على أعلى مستوى من بين اللاعبين المقيمين، سواء من مواليد الإمارات، أو حتى بدخول الأندية نفسها حقل البحث عن مواهب صغيرة في دول مختلفة سواء أفريقيا أو البرازيل وغيرها من الدول المصدرة للمواهب، وهو ما يتم تطبيقه بالفعل بالدوريات المتقدمة، والتي تعج بالمواطنين، غير أن البحث عن مواهب كرة القدم لا يعرف جنسية أو لون لأن اللعبة لا تعترف إلا بالمواهب والقدرة على اكتشافها". وأعترف مطر غراب صراحة أن هناك بعد استراتيجي آخر من وراء المقترح يجب الحرص عليه، وقال "التوجه يخدم فكرة البحث عن أفضل المواهب التي تستحق الانضمام للمنتخبات الإماراتية، سواء بالمراحل السنية أو بالمنتخب الأول، حيث أن شروط "الفيفا" تطلب ضرورة مشاركة اللاعب فترة لا تقل عن 5 سنوات قبل تجنيسه، ويعتبر السماح للاعبين والمهارات الشابة بالحصول على فرصة وثقلها، ومن ثم تجربتها موسم وأثنين وثلاثة، ودفعها للعب مباريات دولية بمراحل سنية، يعتبر هو الطريق الوحيد أمامنا، إذا ما أردنا الاستفادة من هذا الأمر، خاصة أن دولاً تضم عشرات الملايين من ممارسي اللعبة، وعلى الرغم من ذلك تبحث عن مواهب فذة لدى جنسيات أخرى، وتسعى إلى تجنيسها لذلك، فالأمر لن يكون الأول أو الأخير عندنا، بل يخدم مصلحة عليا في مجال تطوير ورفع مستوى كرة الإمارات". ولفت غراب إلى أن المقترح له أيضاً أبعاد أخرى أكثر إيجابية وفائدة على الأندية وكرة الإمارات على حد سواء، وقال "لو اهتمت الأندية بدخول عالم الاستثمار في اللاعبين فسيكون الطريق الأنسب عبر التعاقد مع محترفي فريق الرديف، حيث أن هناك فرصة لضم لاعبين بأسعار معقولة والاستفادة منهم، ومن ثم بيعهم عند نضوجهم، أو بتكرار الأمر مع محترفي فريق تحت 18 سنة، إذا ما اهتمت الأندية بالبحث عن مواهب صغيرة في أفريقيا أو البرازيل أو أي دولة مصدرة للمواهب الكروية". وأوضح غراب إلى أن الدول الأوروبية لديها خبرات تراكمية كبيرة في مجال البحث عن المواهب واكتشافهــا في سن صغيرة، وتأهيلها في مراكز تكوين مثاليــة، ومن ثم الاستثمــار فيها بصورة تجاريــة أو تجنيس المهارات الفذة إذا ما اســتدعى الأمر، وهو ما حصل مع دول كثيرة، ومنها دولة ألمانيا التي تضم لاعبين كثيرين يمارسون كرة القدم، ورغم ذلك تسمح بتجنيس أبناء المقيمين، وفق شروط ومعايير خاصة، وهو ما نتج عنه وجود أكــثر من لاعب من أصــول غير ألمانيــة ضمن صفوف "المانشفت" في المونديال الحالي وعلى رأسهم التركي مسعود أوزيل والتونسي سامي خضيرة والبرازيلي كاكاو. وعلى الجانب الآخر أثار المقترح جدلاً واسعاً لدى بعض الأندية التي ترى أنها لن تستفيد منه بصورة كاملة لعدم وجود ضمانات كافية بقدرتها على تجنيس أي لاعب متميز، وبالتالي إنفاق الأموال والميزانيات على اللاعبين الصغار بدلاً من توجيهها للفريق الأول، فيما رأى أصحاب الرأي الثاني أن القرار سيطور كرة القدم، ويرفع من مستوى اللاعبين الصغار بالمراحل السنية، عندما يحتكون بمحترفين من الخارج مبكراً، ولم يفت أصحاب هذا الرأي الحديث عن نموذج ألمانيا، هو المثال الحي الذي يمكن الاستفادة منه بصورة كبيرة، خاصة أنها دولة تعتز بمواطنيها ونادراً ما تسعى إلى التجنيس، ورغم ذلك منحت جنسيتها لمواهب فذة لا خلاف عليها لعبت بمونديال جنوب أفريقيا. وطالب أعضاء الساحة الرياضية من إداريين ووكلاء لاعبين ومدربين بضرورة الاهتمام بهذا المقترح، ومن ثم سرعة تنفيذه عبر آلية تضمن تحقيق الاستفادة القصوى، خاصة أن الدولة تعج بأصحاب المهارات العالية من بين أبناء المقيمين، وفي سن مناسب يمكن ضمه وإعادة تقديمه بشكل أفضل.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©