كلما كبر في السن، زاد لمعانه وتألقه على المستطيل الأخضر، وكأنه ابن العشرين بعدما خطف الأضواء من كل المهاجمين المواطنين، وأصبح يهدد حراس المرمى في كل المباريات التي يلعبها، وبل ينافس على لقب هداف الدوري بعدما سجل أربعة أهداف في ثلاثة أسابيع· إنه محمد عمر نجم نادي النصر والذي فضل ارتداء شعار العميد هذا الموسم فتألق معه، مثلما سبق وتألق بالقميص الأصفر والبنفسجي وشعار المنتخب الوطني· محمد عمر ليس لاعباً عادياً، بل صاحب فلسفة يستطيع من خلالها أن يخطط لحياته بشكل جيد، ويحسب كل خطوة قبل أن تطأ قدماه الأرض، ففي الوقت الذي توقع فيه الأغلبية فشل تجربته مع الأزرق، فاجأ الجميع بالتألق مع انطلاقة دوري المحترفين، ولا يزال أمامه الكثير من الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، وهذا ما كشف عنه خلال الحوار التالي· قال محمد عمر لقد بدأت الاحتراف الحقيقي عند انتقالي إلى نادي العين عام ،2003 وهنا أحب أن أشكر الزعيم الذي أدين له بالفضل في التحول إلى الأسلوب الاحترافي الذي أفادني كثيراً في مشواري الكروي · وعن انتقاله من الوصل إلى العين وبعدها الجزيرة ثم الظفرة وأخيراً النصر وما يحمل ذلك من مجازفة كبرى، قال أنا أحب نفسي، وبالتالي أسعى دائماً إلى اختيار الأفضل لها، لذلك فانتقالاتي لم أشاور فيها أحداً، وكانت بيني وبين نفسي، واتخذت القرارات وأعرف كيف تفيدني، من هنا أقول إن كل انتقالاتي تعد بالنسبة لي نقلة نوعية حتى الفترة القصيرة التي قضيتها في نادي الظفرة قد أفادتني لأن الفريق مكافح، ويسعى إلى الاستمرار مع الكبار الأمر الذي يجعلني أبذل قصارى جهدي حتى أساعده مما ينعكس على مستواي بشكل إيجابي أيضاً· وعن السبب في اختياره للانضمام إلى نادي النصر دون غيره، أشار إلى أنه من الأسباب التي دفعتني إلى اتخاذ القرار هو المدرب الكرواتي لوكا، لأنني أحب التعامل مع المدربين الجادين الذين يعطون كل لاعب حقه، وبالتالي لن يظلمك، فعندما يأتي مدرب يحب لاعباً ويكره آخر بلا سبب، فهذا أمر لا يطاق ولا يتفق مع شخصيتي، بينما يتمتع لوكا بشخصية حازمة، إما أبيض أو أسود، ومثل هذه النوعية من المدربين ترتاح في العمل معهم، وقد يقول البعض أنه عصبي ويحب فرض أسلوبه، وأنا أقول إن هذا حقه، لأنه المسؤول الأول والأخير والذي يُحاسب أمام مجلس الإدارة على مسيرة الفريق ونتائجه· وتطرق النجم المخضرم إلى أسباب النجاح المتواصل الذي يعيشه مشيراً إلى أن ذلك يعود إلى رضا الوالدين ودعائهما الذي يجعلني أثبت قدمي، رغم أنني سمعت الكثير عند انتقالي إلى النصر حيث قال البعض أنها صفقة فاشلة وأشار البعض الآخر إلى أن محمد عمر لن ينجح مع النصر، ويجب أن يعتزل، كما لا أنسى أحد أعضاء مجلس إدارة النصر والذي قال لماذا تعاقدتم مع محمد عمر، لقد انتهى لكنه اليوم من أكبر المشجعين لي، بعدما وجد أن كل ما قاله حدث عكسه!! وبعد إحرازه أربعة أهداف مع فريقه في بداية مشوار الدوري، قال بكل ثقة أنا مستعد لتحدي أي هداف، وهذا معناه أنني سوف أنافس على لقب هداف الدوري هذا الموسم، وهذا ليس غروراً بل ثقة في نفسي · قرار نهائي وحول القرار الذي يتخذه إذا عُرض عليه العودة إلى صفوف المنتخب قال لن أخفي وجود ضغوط حتى أعود إلى الأبيض، لكن قرار اعتزالي اللعب دولياً نهائي، لأنني اتخذته عن قناعة تامة، وبعد مشوار حافل مع المنتخب، توجته بالفوز بأول دورة خليج يحصل عليها المنتخب الأول، فأنا مع المنتخب منذ عام 94 واليوم هناك جيل جديد من اللاعبين الشبان يحتاجون إلى الفرصة لإثبات وجودهم، وبالتالي لابد من حصولهم على الفرصة· وعن شقيقه زهير بخيت الذي عاد إلى صفوف المنتخب الوطني بعد فترة غياب ليست بالقصيرة قال أنا اعتزلت اللعب دولياً بقرار نابع مني وبقناعة تامة، لكن زهير تم إيقافه لفترة لذلك وافق على قرار العودة حتى يختتم مشواره الكروي بشكل جيد ونجح في ذلك· وعن طموحاته في الفترة المقبلة قال أريد أن أترك بصمة في تاريخ الكرة الإماراتية من خلال حصولي على لقب عميد الهدافين والذي يحتله الآن النجم الوصلاوي فهد خميس والذي سجل 160 هدفاً، بينما أملك في رصيدي الآن 121 هدفاً، وبالتالي أمامي فرصة لكسر رقم فهد خميس وتتويجي بلقب عميد الهدافين في تاريخ الكرة الإماراتية· وأضاف لقد دخلنا عالم الاحتراف، وتلك هي السنة الأولى، وبالتالي لابد أن تظهر أخطاء، وهذا شيء طبيعي، ومن هنا أقول للمنتقدين لن نصل إلى مستوى نادي مانشستر يونايتد في أول سنة احتراف، لكن الكرة سوف تتطور وسيكون الأمر ملحوظاً للجميع، فإذا كانت دولتنا قد تطورت بشكل كبير في شتى المجالات، فبالتالي سوف تتطور في عالم كرة القدم أيضاً، لكن دعونا نتحلى بالصبر والعمل الدؤوب، وبكل صراحة اتحاد الكرة برئاسة محمد خلفان الرميثي يقوم بعمل جيد مقوماته التطور والجرأة والنقلة النوعية السريعة، فمع احترامي للمنتقدين لو قارنا دورينا بالدوريات العربية سنشعر أننا نتطور· وعن رأيه في التطور الكبير الذي تعيشه القاعدة الكروية في نادي الوحدة قال أنا من أشد المعجبين باهتمام سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان رئيس النادي بالناشئين والقاعدة في الوحدة، فعندما ترى المدارس الوحداوية في كل مكان من أرض الإمارات، تعرف السر الحقيقي وراء تطور الكرة الوحداوية، وحتى عندما كنا في الوصل كان الوحدة نداً كبيراً، وصاحب مستويات متميزة في كرة الإمارات، فالقاعدة الوحداوية العريضة لابد في النهاية أن تفرز عدداً ليس بالقليل من اللاعبين الجيدين، وهذا الأمر يعود إلى فكر سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان· وعندما جاء الحديث عن المنتخب والفترات الصعبة التي يعيشها قال محمد عمر أنا لن أتدخل كثيراً في تفاصيل قصة ميتسو، لكن أحب أن أوضح نقطة واحدة، ميتسو رحل، وهذا الشيء لا يعرف سببه إلا المدرب، لكن المباراتين اللتين خسرهما المنتخب في ظل وجود هذا المدرب تجعلنا نطرح سؤالاً هل كان ميتسو يريد أن يخسر المنتخب؟ بالطبع لا، لكن سوء الطالع في هذه المباريات جعل عدداً كبيراً من اللاعبين غير موفقين، ولو لاحظت في مباراة كوريا الشمالية تجد أن الفريق قد حصل على فرص عديدة للتسجيل، ولم يفعل، وماذا لو سجلنا، هل كان أحد سيتكلم عن ميتسو ؟ الكل هاجم ميتسو من لاعبين وإدارة، ويبقى التأكيد على أن المدب يتعامل مع الأمور بواقعية، وبعيداً عن الجوانب العاطفية، وأنا لا أدافع عنه، لكن الطريقة التي هوجم بها بعد رحيله لم تكن واقعية، فميتسو مدرب كبير ويعطي كل ما لديه في الملعب لكن هناك أمور خارجية لم تساعده، وسوف يظهر ذلك عندما يحقق النجاح مع المنتخب القطري رغم كبوة البداية· وفيما يتعلق بموقف منتخبنا في تصفيات المونديال أشار محمد عمر إلى أن المنتخب الإنجليزي لم يصل إلى نهائيات أوروبا الماضية، وهل يعني هذا أن الكرة الإنجليزية قد تراجعت؟ مثل هذه الأمور تحدث وعلينا ألا نعطيها أكثر من حجمها·