كان النصر سباقاً في إحراز أول بطولات كرة السلة لهذا الموسم، كاشفاً عن وجهه الحقيقي المغاير للدور التمهيدي ورافعاً شعار التحدي قبل ثلاثة أيام من انطلاق بطولة الدوري العام·
والملفت أن الفريق البطل كرر نفس سيناريو البطولة السابقة، وحقق بطولة كأس صاحب السمو نائب رئيس الدولة عن جدارة واستحقاق، على حساب منافسه الأهلاوي منذ بداية المباراة، ووجه له ''ضربة قاضية'' لم يستطع بعدها أن ينهض من كبوته·
وكان من الطبيعي أن يفرض الأزرق إيقاعه وأسلوبه المميزين، ساعده على ذلك عامل اللياقة البدنية، والذي سهّل له المهمة وجعله يكمل الأشواط الأربعة بنفس القوة والوتيرة، وكان ذلك واضحاً منذ نهاية الربع الثاني والشوط الأول، ومن خلال الارتفاع الملحوظ لفارق النقاط، والذي وصل في بعض الأحيان إلى 15 نقطة وهو فارق كبير في مباراة نهائية تضم فريقين كبيرين يفترض أن تكون المسافة قريبة بينهما·
ولو لاحظنا أرقام المباراة لخرجنا بانطباع واحد، وهو أن معظم لاعبي النصر تسابقوا على تسجيل النقاط والتي توزعت فيما بينهم في النهاية، مع فارق بسيط، مما يؤكد بأن الفريق البطل نجح في فرض الأسلوب الجماعي والذي كان أهم الأسلحة التي استخدمها المدرب ريكي القادم من صربيا·
وعلى عكس النهائي السابق الذي جمع بين الفريقين لم يكن هناك مكان لسلاح الرمية الثلاثية الذي كان يعتمد عليه الفريقان، والذي كان يراهن عليه أي مدرب يتولى قيادة الفريق، وجاء ريكي ليقلب الأمور رأساً على عقب ويواجه منافسيه وخاصة فرق الصدارة بأسلحة أخرى من بينها الاعتماد على التسجيل من داخل المنطقة ''انسايد'' وتكثيف محاولاته على سلة الفريق المنافس لاجبار لاعبي خط الارتكاز على التدخل وارتكاب الأخطاء الشخصية، كما حدث مع المحترف الأميركي ادوارد، والذي ارتكب ثلاثة أخطاء مع بداية الربع الثاني، مما دفع بمدربه جون سنيد إلى استبداله على الفور خوفاً من زيادة تلك الأخطاء·
وعلى عكس لاعبي الأهلي الذين كانوا جميعهم خارج الخدمة في هذه المباراة فقد تنافس نجوم النصر على النجومية، وكان لافتا المستوى الذي قدمه طلال سالم سالم وصالح سلطان أبرز اللاعبين ومعهما الكابتن قاسم محمد العائد من الإصابة وإبراهيم عنبر، فيما تدخل المحترف الأميركي تريلو في الأوقات الصعبة وتمكن من زيادة الفارق ومنع الفريق المنافس من تقليص النتيجة، أما زميله ماركيز فقد لعب دوراً مميزاً في المتابعة (الرباوند) وخاصة في الدفاع واستغل مهاراته أيضاً في الرباوند الهجومي رغم وجود العملاقين كورتني وادوارد·
وفي النهاية لابد من القول إن النصر فرض طريقته الجديدة المتمثلة في توزيع جهوده على الأشواط الأربعة بعكس ما كان يحدث في السابق· قوة وتألق في أول شوطين، ثم تراجع في الشوطين الثالث والرابع وهذه الطريقة ساعدت الفريق البطل على تجاوز عقبة الوصل زعيم اللعبة وصاحب الرقم القياسي في عدد البطولات خلال السنوات الأربع الأخيرة·
ولو تطرقنا لأرقام المباراة نجد بأن نسبة التصويب كانت عالية لدى لاعبي النصر وانحصرت المنافسة على صدارة الهدافين بين طلال سالم (15 نقطة) وصالح سلطان (14) وتريلو (14) وحاول قاسم محمد وماركيز وإبراهيم عنبر الاقتراب منهم، لتتوزع النقاط على اللاعبين الأساسيين·
وعلى النقيض من ذلك فقد كانت نسبة الرميات الثلاثية قليلة، أربع ثلاثيات منها اثنتان لصالح سلطان صانع الألعاب وواحدة لكل من قاسم محمد وإبراهيم عنبر·
وعلى صعيد المتابعة سجل النصر 18 متابعة منها 10 في الدفاع·
قائمة الأبطال
ضمت قائمة الأبطال كلاً من صالح سلطان وتريلو وإبراهيم عبيد وهشام حسن وماركيز وقاسم محمد وعلي خليل وخالد عبيد وعلي عنبر وطلال سلام وغاب عنها بسبب الإصابة طلال مصبح صانع الألعاب والذي كان حريصاً على الجلوس مع الاحتياطيين لرفع معنويات زملائه، وكذلك سالم عبيد المتخصص في الرميات الثلاثية لارتباطه بامتحانات كلية دبي التقنية·
وضم الجهاز الإداري عادل صقر مشرف اللعبة والإداري فريد القيواني، بينما ضم الجهاز الفني المدرب الصربي ريكي ومعه مساعده زاهر عبدالباسط ومدرب الناشئين كركوكلي·
الي ذلك نفى ضرار بالهول رئيس لجنة الألعاب ما تردد عن استقالته من عضوية مجلس إدارة النصر بسبب خلافات شخصية مع المدير التنفيذي أحمد الغيث، وقال بالهول: ''تربطني علاقة وثيقة مع الغيث وانا اختلف معه في أسلوب العمل فقط، لكن هذا الاختلاف بالرأي لن يدفعني للاستقالة''·
ورد ضرار بالهول رئيس لجنة الألعاب بنادي النصر على التصريحات الأهلاوية التي سبقت المباراة وقوله إن المرء يلدغ أحياناً من الجحر مرتين في إشارة بذلك إلى كلام مشرف الأهلي·
وأضاف بالهول: ''النصر يسير وفق خطة محكمة والجميع لاحظوا اختلاف طريقة اللعب التي كانت مغايرة للطريقة السابقة والتي كانت تعتمد فقط على التصويب من خارج القوس، في نفس الوقت الذي كان يعاني فيه اللاعبون من نقص في اللياقة، خاصة في الشوطين الثالث والرابع، والنصر دفع ثمن ذلك غالياً في نهائيات الموسم الماضي''·
وذكر بالهول بأن المدرب الجديد ريكي ركز على جانب اللياقة وعلى أداء المباراة بنفس المستوى والإيقاع، وأكد بالهول بأن ألعاب الصالة بالنادي تحاول رد الجميل إلى قائد القلعة الزرقاء سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية ·
وقال: ''النصر سيشارك في بطولة دبي الدولية خلال شهر ديسمبر المقبل، ومستعدون لاستضافة هذه البطولة إذا ما طُلب منا ذلك''·
من ناحيه أخرى عبر المدرب الصربي ريكي عن سعادته بتحقيق أول إنجاز مع النصر قائلاً: ''اللاعبون استوعبوا الفلسفة الجديدة ولعبوا بتوازن طيلة المباراة مع الإجادة في الناحية الدفاعية والمحافظة على نفس الايقاع في البداية وحتى النهاية''·
وأكد ريكي بأن لاعبيه استوعبوا مفهوم البطولة، لافتاً إلى أن هدفهم القادم هو بطولتا الدوري والكأس·
فيما أكد فريد القيواني إداري النصر بأن هذه البطولة الغالية هي بداية لبطولات قادمة، وقال: ''دائماً كنت أؤكد بأن النصر هو بطل غير متوج، نتيجة لسوء الطالع الذي كان يلازمه في النهائيات السابقة''·
وأضاف: ''اللاعبون بدأوا يستوعبون فلسفة المدرب الجديد وكل واحد منهم يعرف دوره وما هو مطلوب منه''·
عدد اليوم
