أسبوع الموضة حط رحاله في جنوب القارة الآسيوية ليستقر في مدينة «لاهور» الباكستانية، التي احتضنت خلال الأيام المنصرمة نخبة من المصممين الباكستانيين من جيلي الشباب والمخضرمين، مقدمين عروضا متنوعة لخط الملابس الجاهزة لموضة موسمي ربيع وصيف 2013، من تلك التي ترفل بروح المعاصرة والكلاسيكية في آن واحد، وتؤطر سمات الطابع المحلي للأزياء الشعبية هناك.
(الشارقة) - فيما انتقلت حمى الأناقة والموضة لهذه البقعة المميزة من العالم، تحولت أنظار الجميع إلى منصاتها الجديدة في سبيل متابعة فعاليات أسبوع «صن سيلك للموضة»، في نسخته السادسة على التوالي، حيث انطلقت من لاهور الباكستانية فعاليات شيقة لعروض الأزياء، حاملة معها حميمية الألوان وخصوصية الطراز الذي يمتاز بها أسلوب الملابس الآسيوية، عاكسة في مضمونها العام جماليات النمط الشرقي والغنى الفني والثقافي للحضارة الهندوسية التي تميز هذه المناطق، ليتبارى من هناك نخبة متميزة من مصمميّ الأزياء المحليين، مقدمين وجها حضاريا آخر من صورة باكستان الجديدة.
صناعة الموضة
تحت مظلة واحدة أطرت كل مفردات الفن، والأناقة، والجمال التقى كل المهتمين بصناعة الموضة والأزياء، بعبر احتفالية كبيرة اختزلت الموسم الصيفي لموضة هذا العام، من خلال استعراض مشوق لأهم ما أبدعته مقصّات كبار المصممين الباكستانيين المتميزين في هذا المجال، والذين جاؤوا خصيصا إلى لاهور، والتي تعد ثاني أكبر مدينة في باكستان بعد كراتشي، حاملين معهم جملة من أفكارهم، وخيالهم، وآخر مبتكراتهم في موضة الملابس المحلية، آملين في توصيل رسالتهم الحضارية إلى كل العالم، مؤكدين من خلالها على أهمية سوق الموضة والملابس في هذا البلد العريق، حيث كان للشباب فضلا في تغير الصورة النمطية لباكستان بصورة أكثر معاصرة وحداثة، مع دفع عجلة التقدم الاقتصادي والثقافي عبر استقطاب الاهتمام مرة أخرى لصناعة النسيج والمطرزات التقليدية الباكستانية.
لقاء النقيضين
من خلال تشكيلات مختلفة من الأزياء التي تأرجحت بين الطراز الكلاسيكي التقليدي والشكل الأوروبي والغربي، فقد عبّر العديد من فئة الشباب الواعدين عن طموحاتهم في تجديد الموضة المحلية ومنحها وجهة أكثر معاصرة ومدنية، خاصة من هؤلاء الذين دخلوا لهذا المجال حديثا، واضعين بدورهم أفكارا جانحة نحو التغريب وبعيدة كل البعد عن التراث المحلي المعتاد، مما أثار بعض علامات الاستفهام على عملهم، كمجموعة كل من المصممة عائشة هاشواني، وحمزة بوكهاري، والتي جاءت بموديلات وقطع قصيرة ومفتوحة بشكل كبير، فيما نجح البعض منهم في تقديم نفسه بأسلوب مختلف موازنا بذكاء بين طرازي الشرق والغرب في آن واحد، ومسهما في تطوير الموضة الباكستانية، ولكن دون أن يخرجها تماما من خصوصيتها وطابعها المحلي، آتيا بتصاميم عصرية وعملية ولكنها تحمل في ذات الوقت شيئا من الروح الشرقية والذوق الآسيوي.
أظهر كل من المصممين علي أكسشين، ووردة مبارك، وعاكف محمد، جميعا فنونا متنوعة ومختلفة في حقول الخياطة والطباعة والتطريز والشك اليدوي المشهور هناك، كما نجح عرض المصمم الشاب رضوان بييج في لفت الأنظار إليه، حيث قدم باقة زاهية من الألوان المبهجة على خامات خفيفة وهفهافة من الشيفونات والحراير، ليميزها بتصاميم مبتكرة تذكر بالنمط الغجري في الملابس، وبمناسبة هذا الحدث فقد حفلت كافة عروض الأزياء الصباحية والمسائية لأسبوع «صن سيلك» على منصات «لاهور»، بمشاركة نخبة من أجمل العارضات الباكستانيات.
عدد اليوم
