السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليبراليو كندا··· الجميع يصوب ضدهم

ليبراليو كندا··· الجميع يصوب ضدهم
21 أكتوبر 2008 02:15
سوف تكون أول مهمة رئيسية يقوم بها رئيس الوزراء الكندي -عقب إعادة انتخابه يوم الثلاثاء الماضي- هي استضافة الرئيس الفرنسي ''نيكولا ساركوزي'' وعدد آخر من قادة الدول الناطقة باللغة الفرنسية في قمة تعقد خلال عطلة نهاية الأسبوع الحالي؛ إلا أن هذه القمة سوف تأخذه إلى مدينة ''كيبيك'' التي لم يرد زيارتها بهذه السرعة،-لكونها تقع في المحافظة التي حرمت حزبه من إحراز أغلبية برلمانية كبيرة؛ وفي حين عجز ''هاربر'' عن إحراز أغلبية مريحة في مجلس العموم، إلا أنه تمكن من هزيمة الليبراليين الذين هيمنوا على السياسة الكندية في الجزء الغالب من تاريخ البلاد للمرة الثانية على التوالي؛ وتعزى خسارة الليبراليين لـ19 مقعداً برلمانياً في الانتخابات العامة الأخيرة إلى عدة أسباب، بما فيها ضعف اللغة الإنجليزية التي يتحدثها زعيم الحزب ''ستيفان دايون'' إلى جانب المقترح الليبرالي الخاص بفرض ضريبة على انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو المقترح الذي ووجه بمعارضة واسعة النطاق من قبل بعض الساسة والشركات والمستثمرين؛ لكن وعلى إثر تقييم وتحليل نتائج المعركة الانتخابية الأخيرة، أشار بعض الليبراليين إلى أن الوسيلة الوحيدة التي يمكن بها هزيمة السيد ''هاربر'' هي تبني إحدى الاستراتيجيات التي اتبعها، يذكر أن الأخير تمكن من إعادة بناء يمين الوسط السياسي الكندي عبر الدمج بين عدد من الأحزاب الممثلة لليمين؛ وبالمثل ينظر الآن بعض الليبراليين في فكرة إقامة ائتلاف سياسي -سواء كان رسمياً أم خلاف ذلك- بين حزبهم الوسطي، ويسار الوسط الذي يمثله ''حزب الديمقراطيين الجدد'' بقيادة ''جاك ليتون''· وقد ألقى ''أوجال دوسانج'' -وزير ليبرالي سابق- باللائمة على سلوك مرشحي حزب الديمقراطيين الجدد وحزب الخضر، الذين أوشكوا من تمكين مرشح محافظ من التغلب عليه في ''بريتش كولومبيا'' إحدى المحافظات التي تعد دائرة انتخابية مغلقة له؛ وقال إنه وفي حال استمرار هذا الوضع التنافسي بين الليبراليين كما هو، فإنه لن يكون في مقدور الحزب الليبرالي الكندي تشكيل حكومة ليبرالية لمدى زمني طويل· واستطرد ''دو سانج'' في حديث مع الإذاعة الكندية-'': إن علينا توسيع تحالفنا، بما في ذلك استقطاب بعض عناصر الديمقراطيين الجدد؛ وعلى الديمقراطيين الجدد أن يفكروا من ناحيتهم في السؤال التالي: هل أصبحت كندا أفضل حالاً اليوم بحصول السيد ''ليتون'' على 10 مقاعد إضافية لحزبه عقب الانتخابات الأخيرة؟ بهذه النتيجة لن يسيطر الديمقراطيون الجدد إلا على 37 مقعداً من جملة مقاعد البرلمان البالغة 308 مقاعد! كان السيد ''دوسانج'' قد سأل نفسه سؤالاً مماثلاً عندما كان رئيس وزراء في محافظة ''بريتش كولومبيا'' وكان حينها ينتمي إلى تيار الديمقراطيين الجدد؛ وعلى رغم هزيمة هاربر في ''كيبيك'' إلا أن استراتيجيته الرامية إلى توحيد صفوف المحافظين على المدى البعيد، أتت أكلها في محافظة ''أونتاريو'' التي صوتت لصالح المحافظين بعد سنوات طويلة من رفضها الثابت لهم، فأسهمت بذلك في وصول عدد أكبر من نوابهم إلى البرلمان، قياساً إلى عدد الليبراليين الذين انتخبتهم هذه المرة؛ وكان عام 1993 هو الأسوأ بالنسبة للمحافظين في ''أونتاريو''، حيث رفض أغلب الناخبين التصويت لصالح مرشحي ''حزب المحافظين التقدميين'' وهو اسم حزب المحافظين حينها· إلا أن البروفيسور ''ستيفن كلاركسون'' -أستاذ العلوم السياسية بجامعة تورنتو، المعروف بكتاباته المكثفة عن الليبراليين- أثنى كثيراً على ''كونراد إم· بلاك'' ناسباً إليه توحيد فصائل التيار الكندي المحافظ عبر إنشائه لصحيفة ''ذي ناشونال بوست'' التي بدأت بالصدور في تورنتو اعتباراً من عام 1998؛ وعلى حد قوله: ''فقد أسهم السيد ''بلاك'' مساهمة كبيرة بإنشائه لصحيفته تلك، التي نجحت في تحويل الخطاب السياسي في البلاد نحو اليمين''· لكن وعلى رغم ذلك لم يتمكن المحافظون التقدميون من تشكيل ما يعرف بـ''الائتلاف الكندي'' إلا في عام 2003 ، على إثر إعادة تشكيل ''الحزب الإصلاحي'' في محاولة لإنشاء قاعدة سياسية وطنية مشتركة، وقد مكنت تلك الخطوة السيد هاربر من دمج حزب المحافظين في تلك القاعدة، بحكم كونه قائداً لـ''الائتلاف الكندي'' وقتئذ؛ أما البروفيسور ''كلاركسون''، فلا شك أنه يأمل في أن يرى تعاوناً جدياً مشابهاً بين الليبراليين والديمقراطيين الجدد، بحكم انتمائه لليبراليين· غير أن من رأي زميله البروفيسور ''ألان جي· وايتهورن'' -أستاذ العلوم السياسية في الكلية الحربية الملكية في كينجستون، بمحافظة أونتاريو، الذي عرف بأبحاثه المكثفة عن الديمقراطيين الجدد وغيرهم من الحركات والتيارات الاشتراكية الأخرى- أن ائتلافاً سياسياً كهذا بين الليبراليين والديمقراطيين الجدد وغيرهم من اليساريين، ليس مرجحاً حدوثه؛ والسبب الذي يحول دون إنشائه حسب رأيه، أن الديمقراطيين الجدد ليسوا على استعداد للانضمام إلى ائتلاف كهذا؛ وتكمن المعضلة الرئيسية التي يواجهها الليبراليون -على حد قوله- في التحديات الكبيرة التي تقف أمامهم وتعوق مساعيهم الهادفة إلى تشكيل جبهة ائتلافية عريضة، فهم لا يتعرضون للانتقادات من جانب الديمقراطيين الجدد وحدهم، وإنما تتناوشهم سهام أعضاء ''حزب الخضر'' أيضاً· وكانت حكومة يسيطر عليها الليبراليون في عام ،2003 قد أصدرت تعديلات على القوانين الانتخابية قضت بأن تعتمد الأحزاب في تمويلها على الخزانة الحكومية، وفقاً لرصيد الأصوات الانتخابية التي يحرزها كل حزب من الأحزاب؛ هذا هو التعديل الذي استفاد منه حزب الخضر، وتحول بموجبه إلى قوة وطنية كبرى، وبموجبه لم يعد في وسع الحزب الليبرالي، الاعتماد على تبرعات الشركات والمؤسسات المالية المتعاطفة معه· ويعد الضعف المالي الذي يعانيه الحزب، وجهاً آخر من وجوه التحديات التي تعترض طريق صعوده السياسي· إيان أوستين- كندا ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''نيويورك تايمز''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©