السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صفحات من الأزمة

24 يوليو 2017 00:46
صفحات من الأزمة تكتب يومياً ويقرأها المشاهد العربي، ومن بين تلك الصفحات نجد أن قطر قد استهلكت من الحبر ما يكفي لصبغ مدينة كاملة باللون الأزرق. ومنذ اليوم الأول وقطر تستبسل في كتابة سطور جديدة في هذه الأزمة دون هوادة، وكأنها تريد إرساخ معلومة المظلومية التي تبدأ بها في كل حديث، محاولة زراعتها في أذهاننا، فبالأمس خرج أميرهم تميم ليلقي خطاباً يتحدث فيه عن القيم والتسامح، وهذا لا شأن لي به، فكل شخص حر فيما يقول، ولكن الذي كان من المفترض على حاكم كيان، كما يقول ورئيس لمؤسسات حكومية، أن يتمهل قبل أن يرص الكلمات رص الحجارة غير المنتظمة، ومن ثم تتساقط على رأسه، فمن هي ياترى هذه المؤسسات التي حدثنا عنها تميم في خطابه ؟ وماهي الدول التي رفضت المقاطعة؟ علمتنا الحياة بأن نطلب من المتحدث الأسماء عندما يضعنا أمام معلومات أتت من مصدر وهمي، وصدرت من حاكم وهمي، ومن الطبيعي كمشاهد للأحداث وحاضر في تداعياتها أن أطلب مثل هذا الطلب، من هي المنظمات التي تحدث عنها ويقول بأنها أصدرت بيانات ضد المقاطعة؟ الأمر لا يحتاج كل هذه التبريرات بقدر ما هو يحتاج، ولو للقليل من الشجاعة والمروءة، التي تميز الشخص عن الآخرين من بني جلدته وتجعله يعترف بأخطائه حتى وإن كانت صغيرة أو كبيرة على حد سواء، ومن ثم يبحث عن الطرق التي يعتذر من خلالها للمتضررين ، بدلاً من التمسك بالحديث عن السيادة، وإيهام العامة بأن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تمس سيادة الدوحة، متذكرين بذلك خطاب رئيس الإخوان مرسي في جمهورية مصر عن الشرعية في خطاب ألقاه قبل عزله استغرق ساعة ونصف الساعة على شاشة التلفزيون وهو يقول الشرعية الشرعية، وما رأيناه من تميم هو شبيه بما أتى به مرسي، فالسيادة التي كررها تميم يجب أن نوضحها نحن للمشاهد بدلاً عنه، هذه السيادة استخدمها للذهاب إلى طهران والجلوس مع جماعة همها الأكبر تدمير دول الخليج، هذه السيادة استخدمت في الطريق الخاطئ عكس السير مخالفة لقوانين المنظومة الخليجية، والتي كان من المفروض أن ينتهجها تميم، ويستمد منها طرقاً مشروعة للخطى التي يجب أن يسير عليها، طرقاً تيسر له تسيير منظومته الحياتية منهجها الأخلاقي قبل القانوني، لكنه وبكل أسف ضرب تلك القيم والأخلاق وحقوق الجار على الجار عرض الحائط، وكل هذه الأمور لا شك بأنها مؤلمة لكل الشعوب الخليجية الشريفة علاوة على مايعترينا من ألم ومرارة، فقد لشهدائنا الأبرار من جراء يد غدر امتدت من خلف أظهرنا، مما كنا نظنه مكمن أمن لا غدر، وذلك من خلال ما قامت به قطر في معركتنا مع الحوثي وصالح في اليمن، اليس بأقل حق من حقوقنا تهذيب هذه السيادة ولفت انتباه من يستخدمها للطريق السوي والصحيح؟ ولا يسعنا إلا أن نقول عذراً يا خليجنا العربي، اشغلنا من هو ليس بخليجي أتى من الكنيست ليصبح مستشاراً ومن لا يجب أن يكون على منبر الخطابة واشغلنا الإعلامي الذي أتى من الشام والمغرب العربي، ولكن يا خليجنا إن كنت تنتظر من قادة الخليج الظهور على الشاشة لإلقاء خطب وشعارات رنانة عد إلى أريكتك وارتاح لأن قادتنا لن يشغلوك بالخطابات كونهم يعملون على تطويرك والحفاظ عليك من الخطر، أنت خليجنا الذي لايباع بأغلى الأثمان وعرضنا الذي لا ينتهك ولا يهان. * كاتب إماراتي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©