السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صحــف عالميــة: إنهاء الأزمة في يد ترامب

24 يوليو 2017 00:46
دينا محمود (لندن) مع دخول الأزمة الخليجية أسبوعها الثامن من دون وجود أي مؤشراتٍ على إمكانية حدوث انفراجة خاصة بعد كلمة «المراوغات والتناقضات» التي ألقاها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد يوم الجمعة الماضي؛ أبدت وسائل إعلام عالمية عدة تشاؤمها الشديد إزاء آفاق تسوية الأزمة، التي قالت إن الوسطاء الغربيين نفضوا أياديهم منها، وأن محاولة تركيا الاضطلاع بدورٍ في حلها سيزيد الأمور تعقيدا. فمجلة «نيوستاتسمان» البريطانية الرصينة أشارت إلى أن الدول الغربية التي سعت إلى التوسط بهدف الخروج من المأزق الناجم عن التعنت القطري باتت «مشلولة الأيدي». وقالت المجلة في مقال لـ«بيتر ساليسبري» الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمعهد الملكي للدراسات الدولية في لندن والمعروف باسم «تشاتام هاوس»، إن هذه الدول قررت ترك الأمر للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت باعتباره «شأناً عائلياً». وأشار ساليسبري في مقاله التحليلي المطول إلى أنه ليس بوسع قطر «نزع نفسها ببساطة من منطقة الخليج والانتقال إلى موضع جديد» حتى لو لم تكن تحب جيرانها. وأضاف أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، التي اتخذت إجراءاتها ضد قطر مطلع يونيو الماضي بهدف حملها على العودة إلى الصفين الخليجي والعربي، تبدو غير منزعجة من بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه، في إشارة من الكاتب إلى أن مكانة هذه الدول على الساحة الدولية وأمام الرأي العام العالمي لم تتأثر سلباً، على عكس مزاعم مسؤولين قطريين. وبرأي ساليسبري لا يبدو أن هناك حلاً ما في الأفق للأزمة في ظل الظروف الراهنة. ويتساءل إلى متى ستستطيع الدوحة أن تواصل اتخاذ المواقف التي تتبناها في الوقت الحالي؟ كما استبعد الكاتب أن تقف الدول الغربية إلى جوار قطر في الأزمة. ويشير في هذا الصدد إلى تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي ندد فيها بتمويل الدوحة لمنظمات إرهابية، قائلاً إن ترامب عبر في هذه التصريحات بوضوح عن مشاعره حيال الأزمة مُتحدياً بذلك مؤسسة صنع السياسة الخارجية في الولايات المتحدة. ويبرز المقال ما يؤكده الرافضون للسياسات الطائشة والتخريبية التي تنتهجها قطر من أن «ادعاءاتها الخاصة بدعم حقوق الإنسان وحرية التعبير لا تتجاوز مجرد محاولة لتمكين الإخوان» الإرهابية من السلطة والحكم، لاسيما وأن «الإمارة المعزولة» ليس لديها سوى «قدر ضئيل من حرية التعبير الحقيقية (في الداخل) وحيز محدود للمعارضة» هناك أيضاً. ويعود الباحث المخضرم إلى الوراء عدة أعوام، ليستعرض الملابسات التي تخلى فيها الأمير السابق لقطر حمد بن خليفة عن العرش لنجله تميم. ويقول إن الأمير الوالد أُجبر على التخلي عن الحكم بعد شعور «الحلفاء الغربيين للدوحة» بالقلق من التمويل القطري لـ«جماعات جهادية في ليبيا وسوريا». ولكن ساليسبري يشير إلى أن الأمير تميم سرعان ما تعرض لضغوط من الدول الخليجية الأخرى للتخلي عن سياسات والده، وذلك في إشارة إلى سحب الإمارات والسعودية والبحرين سفراءها من الدوحة عام 2014، احتجاجاً على التوجهات القطرية المُزعزعة للاستقرار في المنطقة. ويؤكد الخبير الغربي في شؤون الشرق الأوسط في مقاله أن السياسة الخارجية لقطر تأسست خلال الجانب الأكبر من العقدين ونيف الماضيين منذ أن أطاح الأمير حمد بن خليفة بوالده عام 1995، على تبني توجهات مختلفة عن باقي الأشقاء من دول الخليج العربية. وقال ساليسبري إن هذه الاستراتيجية تعرضت لاختبارٍ خلال الشهرين الماضيين «وأتت أُكلها من وجهة النظر القطرية؛ ولكن بأي ثمن؟» في سؤال تبدو إجابته واضحة في ضوء الخناق الذي يضيق على قطر وحكومتها في كل يوم. أما صحيفة «ذا سترايتس تايمز» فقد نشرت مقالاً أولت فيه اهتماماً أكبر لمحاولة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لعب دور الوساطة في الأزمة الخليجية، رغم العلاقات الوثيقة التي تربط بين بلاده وقطر؛ الطرف الأساسي والمتسبب في الأزمة. وأشار كاتب المقال جوناثان إيال إلى أن جولة إردوغان في الخليج، وهي أحدث محاولات الوساطة لاحتواء التوتر المتفاقم في المنطقة حاليا، لن تؤدي على الأرجح إلا إلى «تعقيد المواجهة بين قطر وجيرانها»، وذلك في وقت لا يلوح فيه «أي حل وشيك» للأزمة في الأفق. واستعرض إيال في مقاله محاولات تركيا للتصرف كـ«وسيط نزيه» في الأيام الأولى للأزمة الحالية، وذلك في تحرك - قال الكاتب - إنه لم يلق ترحيباً من «الرباعي العربي الداعم لمكافحة الإرهاب». وأشار المقال إنه لم يكن مفاجئاً لأحد في المنطقة أن تبدي أنقرة - فور ذلك - دعمها القوي للدوحة فـ«الأتراك والقطريون يتبنون رؤيةً متشابهةً بالنسبة (للوضع) في الشرق الأوسط، كما أنهم داعمون أقوياء للإخوان». وفي استعراضه لأوجه دعم أنقرة للدوحة، لم يغفل المقال - الذي نشرته الصحيفة الناطقة باللغة الإنجليزية التي تصدر في سنغافورة - إقرار البرلمان التركي إرسال قوات عسكرية إضافية إلى قطر، فضلا عن شحن السلطات التركية مواد غذائية عبر البحر إلى الإمارة التي تعاني من العزلة بفعل سياساتها الراعية والداعمة للإرهاب. غير أن إيال يرى أن لدى إردوغان «بعض الأوراق» التي يمكن له استخدامها خلال مساعيه للوساطة، من بينها القوات التي تنشرها بلاده في الأراضي القطرية وكذلك إمكانية تعهده بأن تقلص أنقرة والدوحة دعمهما لجماعة «الإخوان» الإرهابية. ولكن الكاتب يشير إلى أن الأمر كله سيعتمد في نهاية المطاف حول ما إذا كانت الإمارات والسعودية والبحرين ومصر قد باتت الآن حريصة على طي صفحة الأزمة أم لا. ويخلص المقال إلى توقع متشائم مفاده بأن الأزمة «التي أصابت الخليج بالشلل» ستتواصل على الأرجح. ويقول إن الحل لن يتحقق سوى بتدخل شخصي من الرئيس الأميركي، الذي يشير الكاتب إلى أنه يكتفي حتى الآن بـ«بضع تغريدات» تصب في صالح الدول الرافضة للسياسات القطرية التخريبية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©