السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الظاهر لإعزاز دين الله خليفة صنعته امرأة

الظاهر لإعزاز دين الله خليفة صنعته امرأة
16 مايو 2014 21:55
بدأ الوهن يدب في أوصال الدولة الفاطمية بمصر والشام مع حكم سابع خلفائها الظاهر لإعزاز دين الله، وكانت فترة حكمه الطويلة حقبة من الأزمات الاقتصادية والفشل في إدارة البلاد. وحاول أبوه الحاكم بأمر الله أن يبعده عن كرسي الخلافة لعدم قدرة الابن المنغمس في الملذات على إدارة دفة الحكم بالبلاد حتى أنه خالف قاعدة الشيعة الإسماعيلية في توريث الإمامة للابن الأكبر للخليفة دون سواه وعهد بولاية العهد من بعده لابن عمه عبدالرحيم. سيدة الملك وقد أثار قرار الحاكم حنق أفراد الأسرة الفاطمية، ويقال إن أخته (ست الملك) دبرت أمر قتله لتفادي وراثة عبد الرحيم للحكم، رغم أن بعض المؤرخين استبعد ذلك، لكن المؤكد تاريخياً أن (ست الملك) فور إعلان نبأ تغيب الحاكم وتعرضه للقتل أخرجت علي بن الحاكم ولقبته بالظاهر لإعزاز دين الله وألبسته تاج المعز جد أبيه وهو تاج مرصع بأصناف الجواهر وجعلت على رأسه مظلة مرصعة وأركبته فرساً بمركب من ذهب مرصع وأخرجت بين يديه الأمير الوزير عمار بن محمد وصاحب السيف فلما برز للناس في نهار عيد الأضحى عام 411 هـ تقدم الوزير وصاح: يا عبيد الدولة مولاتنا تقول لكم هذا مولاكم أمير المؤمنين فسلموا عليه فقبل الجميع له الأرض فئة وراء الأخرى، وضرب البوق والطبول وعلا الصياح بالتكبير والتهليل والظاهر ابن ستة عشر ربيعا يسلم على الناس يميناً وشمالاً. قادة الجند ولم تكتف (ست الملك) بذلك، بل أرسلت أوامرها بالقبض على عبدالرحيم ابن عم الحاكم بأمر الله وولي عهد المسلمين في بلاد الشام وأن أعدم الرجل وطواه النسيان. ترك الظاهر لإعزاز دين الله أمور الدولة في يد عمته (ست الملك) وأعوانها من قادة الجند، وانهمك في ملذاته المختلفة ينهل منها وحتى يستجلب رضا الرعية وأهل الأسواق الذين طالما أخذهم أبوه بالشدة في سني حكمه الأخيرة رخص لهم العودة لعاداتهم الاحتفالية مثل عادة الخروج لموضع قرب الفيوم يعرف باسم سجن يوسف في يوم معروف من كل عام، وهو اليوم الذي أشاعت العامه أنه أفرج فيه عن يوسف عليه السلام من سجنه. فيضان النيل ولكن الرياح لم تأت بما تشتهيه سفن الظاهر لإعزاز دين الله، إذ انخفض فيضان النيل في عام 414 هـ، وتحكم التجار في عرض السلع الغذائية وضاربوا في أسعارها، مما أدى لانتشار الجوع بين الرعية دفع بهم للتظاهر ضد الخليفة الغافل عن شؤون الحكم قائلين له: الله الله فينا لم يفعل أبوك بنا ذلك، وعندها أفاق الظاهر من غفواته وشمر عن ساعد الجد محاولاً كبح جماح الأسعار بقرارات التسعير الجبرية، ولكن خلو المخازن السلطانية من الكميات الكافية من الحبوب لم يترك له فرصة لتدارك المجاعة التي اجتاحت البلاد في عام 415 هـ . وقد شهدت فترة حكم الظاهر عدة ثورات ضد الحكم الفاطمي بمنطقة الشام فثار صالح بن مرداس الكلبي في حلب، واستقل بها وفعل الشيء نفسه الحسان بن دغفل الجراح في فلسطين. وتوفي الظاهر في عام 427 هـ وهو في الواحدة والثلاثين من العمر بعد أن حكم 15 عاماً وتولى العرش من بعده ابنه معد الذي لقب بالمستنصر بالله. (القاهرة - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©