الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

باحث لبنان يدق ناقوس الخطر البيئي بالصورة والكلمة وثلاث لغات

باحث لبنان يدق ناقوس الخطر البيئي بالصورة والكلمة وثلاث لغات
3 مايو 2012
أسهم الباحث اللبناني الدكتور بديع أبو جودة الذي يعد من أوائل رواد البيئة في بلده بتكريس وتعميم ثقافة الحفاظ على البيئة بين الأجيال. فقد نظّم أبو جودة أول احتفال في لبنان بيوم البيئة العالمي عام 1962، حيث احتفل ببيروت عاصمة للجمال والصفاء في بيئة تشم منها هواء نقياً، يومها وزع أبو جوددة عشرات الآلاف من نسخ كتاب يدعو إلى الحفاظ على نظافة المكان والقلب واللسان والفكر إلى احترام البيئة حتى كان عام 1972 حين أعلنت الأمم المتحدة اليوم البيئي الأول في العالم. وواصل الرجل جهوده كل هذه السنوات، حيث لا تمر مناسبة عن البيئة إلا وكان لأبي جودة فيها بصمة ودعوة للجمال والذوق ولتشييد الحضارة. أبو جودة، أصدر مؤخرا كتابا بعنوان “البيئة رسماً وتعليقات” بثلاث لغات: العربية والفرنسية والإنجليزية، يدهش القارئ فيه بممارسة إبداعية جديدة في طريقة معالجة أخرى، ومهمة، عبر مناقشة مجموعة من المفاصل، منها “التثقيف البيئي” وكيفية التصدي لتلوث المياه وهدرها وتلوث البيئة والهواء والتحدث عن مكونات التلوث وأسباب الصحة وعن كيفية إنتاج الطاقة والدورات الطبيعية، وأخيراً الحفاظ على التراث. أبو جودة وعلى الرغم من اعتماده ثلاث لغات للتعبير عن أفكاره، لكنه يؤمن بأن الرسمة هي الأكثر انتشاراً وتأثيراً، فحملت صفحات كتابه رسوم رمزية مزدانة بالألوان الزاهية وبالتعليقات الخاطفة لحسن التعامل مع النفس والآخر والمحيط. اعتبر أبو جودة الكرة الأرضية قرية صغيرة، لا بل زاوية صغيرة، وإن العالم العربي شريك في الغابات الاستوائية والأمازونية والقطبين الجليديين. وقد استشهد كتاب أبو جودة بكلمات لرئيس الجمهورية السابق العماد إميل لحود، ورئيس مجلس الوزراء الراحل رفيق الحريري والرئيس سليم الحص وعدد من السياسيين اللبنانيين وخبراء البيئة منهم إيف دي سان ويوروفال مدير المركز الدولي لعلوم الإنسان في اليونسكو. يتضمن الكتاب كلمات عن الوطن: “عهداً يا وطني، سأحافظ على بحرك والنهر والمطر والريح.. سأنقذ أرضك والغاب وما يحيط، سترفل أكثر اخضراراً”. الصورة في كتاب أبوجودة مضحكة، باكية، جدية، قسوة، ورقة، ومعالجة هادئة وطبيعة زاخرة، زاهرة، وإنشاء لحضارة، وتدفق لمياه وصناعة تغزو بيئة العالم النظيفة، وتعليمية ذكية، وتحذير من أشياء تشوه العالم. شجر أخضر، وابتهاج بالطبيعة وحرب على التهديم، وتحذير من دخان يقتل الطير في السماء، وأراض تمتد مسقية بالماء، وامرأة تهدر الماء. وفي مقال للدكتور أبو جودة بعنوان “البيئة والحياة” يقول: “نظيفون، أو قل أنيقين، نحن في ما يتعلق بشخصنا فقط. فهل سهرنا دائما على نظافة أولادنا، على ملابسهم، على أيديهم، على نظافة أنوفهم وأفواههم؟”. ويضيف: “الشارع، شارع بيتنا، إننا لا نملكه قانونا، ولكنه في الواقع لنا، فقد نمر فيه عشرات المرات في اليوم الواحد، فلماذا نرمي فيه ما لسنا بحاجة إليه: كيس ورق، بقايا سيجارة، قشرة موز”. ويدعو أبو جودة إلى الحد من الأضرار: الكلور والفليور والكربون لحماية الغلاف الجوي للأرض، وإلى حماية غابات المطر الاستوائية، وإلى عدم قطه 145 الف كيلومتر مربع سنويا، أي 275 ألف كيلومتر مربع كل دقيقة. كتاب أبو جودة تعليمي، تثقيفي، في موضوع يهم كل البشر، في كل الأرض، والمهتمون به قلّة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©