الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مهمة ماكين صعبة ولكنها ليست مستحيلة

مهمة ماكين صعبة ولكنها ليست مستحيلة
21 أكتوبر 2008 02:34
إعلان كولن باول تأييده للمرشح الديمقراطي باراك أوباما أعطى السباق الى البيت الأبيض في أيامه الأخيرة، دفعة إضافية لا شك أن أوباما كان يحتاجها لكي يضمن بشكل حاسم فوزه فيه· كولن باول ليس شخصا عاديا في الحياة السياسية الاميركية وسمعته في اي من الملفات، سواء الداخلية او الخارجية لا غبار عليها ··· لذلك فإنه من المتوقع أن يثير أزمة حقيقية داخل المعسكر الجمهوري، حتى ولو تم استحضار الجانب العرقي، كالقول مثلا انه اختار الانحياز للمرشح الاسود · قبل ايام حذر اوباما مؤيديه من الافراط في الثقة بالفوز اتكالا على استطلاعات الرأي التي تشير كلها الى انه لا يزال متقدما على ماكين· ولأنها استطلاعات رأي فإن ايا منهما لا يمكنه الركون اليها في تقرير الجهة التي ستضمن الوصول في الرابع من نوفمبر الى المكتب البيضاوي· بعض تلك الاستطلاعات يقول ان غالبية البيض لا تزال تميل الى تأييد المرشح الجمهوري، فيما استطلاعات أخرى تشير الى العكس، او على الاقل الى مناصفة لدى هذه الفئة العرقية· ولأن الأمر كذلك يصبح مفهوما لدى المراقبين هذا الحذر الذي يشوب معسكر الحزبين في رصدهما لاتجاهات التصويت· فإذا كان 80 بالمئة من الناخبين هم من البيض و13 بالمئة من السود وباقي الاصوات لفئات عرقية اخرى ، فيحق لاوباما ان يقلق من نتائج الاستطلاعات ، مثلما يحق لماكين ان يصر على القتال لاستعادة زمام المبادرة، خصوصا في الولايات التي أظهرت اخيرا ميلا غير معهود في الاتجاه نحو اللون الأزرق، إشارة الى لون الحزب الديمقراطي ، كولايات فرجينيا وكولورادو ونيفادا ونيو مكسيكو ونورث كارولينا ···لم يعد امام المرشحين في ما تبقى لهما من الحملة الانتخابية ، سوى التركيز على الولايات التي بدى اخيرا انها ستقرر مستقبل العملية كلها ·· في آخر احصاءات خاصة بكلا الحزبين تبين أن اوباما استطاع جمع 260 صوتا من الهيئة الناخبة في الولايات المضمونة للديمقراطيين اضافة الى الولايات التي حقق فيها خرقا مهما، فيما ماكين جمع نحو 160 صوتا في الولايات المضمونة للجمهوريين· واذا كان العدد اللازم الذي يحتاجه المرشح للفوز في السباق هو 270 صوتا، فان ما على اوباما سوى ضمان ما يقرب العشرة اصوات، في حين ان ماكين يحتاج الى نحو 110 أصوات · ليضمن ماكين الفوز، عليه أن يضمن كل الولايات التي فاز بها الرئيس جورج بوش عام 2004 والتي كان من بينها ولايات فرجينيا واوهايو وفلوريدا ونيفادا وكولورادو ونيو مكسيكو، وهي ولايات اساسية ، استطاع الحزب الديمقراطي ان يأخذ فيها اصواتا راجحة في ذلك العام· الماكينة الانتخابية لماكين تتخوف من انه حتى لو تمكن من الفوز في ولايات فلوريدا واوهايو ونيفادا ونورث كارولينا وميسوري ووست فرجينيا وانديانا (وهي ولايات متأرجحة) وغالبيتها باستثناء فلوريدا هي ولايات صغيرة ، فان ماكين لن يستطيع ان يجمع 260 صوتا لمعادلة اوباما على الاقل· في حين ان اوباما تمكن من خرق ولايات جمهورية كولايات ايوا وفيرجينيا ونيو مكسيكو ، والاخيرة بفارق 9 نقاط وصوتت عام 2004 لصالح بوش، وكذلك ولايات ايوا ونيفادا· لذلك يركز المرشحان حملاتهما في الولايات المتأرجحة، والحسابات كلها باتت حسابات احصائية، بمعنى ان هاجس الطرفين هو كيفية استعادة الولايات التي انتقلت الى المعسكر الآخر او المحافظة عليها، كحالة اوباما في ولايات فرجينيا وكولورادو ونيو مكسيكو ونيفادا ·· ولاية فرجينيا تحديدا تكتسب اهمية ومغزى مهمين لكلا الحزبين، فهي ولاية جمهورية تاريخيا، ولم يفز اي رئيس جمهوري من دونها، تمكن اوباما من خرقها بقوة، علما ان فيها 13 صوتا· لذلك كف الطرفان عن التجوال في الولايات المضمونة وصار التركيز على الولايات التي اربكت ايضا استطلاعات الرأي ولا تزال، اذ تتركز فيها الاصوات المتأرجحة القاتلة· لذلك يعتقد المحللون ان مهمة اوباما اسهل نسبيا في ظل المعطيات المشار اليها اعلاه، في حين ان مهمة ماكين باتت صعبة جدا ولكنها ليست مستحيلة، وعليه ان يبذل جهودا كبيرة لضمان عودته الى حلبة السباق وهذا ما شهدناه في الايام الاخيرة حيث استطاع ماكين ان يعيد حشد حملته الانتخابية واستحضار كل الاسلحة المتاحة وغير التقليدية، فضلا عن زيادة حجم التبرعات والاموال والمتطوعين وفتح مراكز جديدة والاتصال المباشر بالناس سواء عبر الهاتف او عبر الزيارات المباشرة للمنازل والبيوت والمدارس والجامعات ·· مترافقا مع برنامج اقتصادي يرى البعض فيه انه نقلة نوعية في نمط تفكير واسلوب ادارة الجمهوريين للشؤون الاقتصادية، خصوصا تركيزه على تجميد الضرائب، الهاجس الاكبر عند الاميركيين، وتقليص الانفاق الحكومي غير المبرر، وتشديده على مكافحة الفساد في ظل الفضائح التي حفلت بها الايام الاخيرة بعد انكشافها في ظل الأزمة المالية والاقتصادية المندلعة في الولايات المتحدة ··· اوباما استجاب لهذه النقلة النوعية في نشاط منافسه، لذلك كان واضحا في تحذيره انصاره من أن المعركة لم تنته بعد وأن المطلوب لا يزال كبيرا لضمان حصول ما يسميه بالتغيير في البيت الأبيض
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©