الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معصومة العيداني: المسرح الإماراتي بخير

معصومة العيداني: المسرح الإماراتي بخير
3 مايو 2012
معصومة العيداني آل علي، هي أول مهندسة كيميائية إماراتية، وحاليا تعمل مستشارا في شركة تكرير، وربما تكون أول مخرجة تهتم بمشروع فني على قيمة عالية من الأهمية وهو مشروع تطوير وتعزيز رسالة مسرح العائلة، وهي أيضا حالة مختلفة على الساحة الفنية المحلّية، فهي تجمع ما بين الهندسة والثقافة والفن بامتياز. سيرتها تقول إنها قدّمت ككاتبة ومخرجة مجموعة من المسرحيات لمصلحة القيادة العامة لشرطة ابوظبي منها: “مادة 43” ويتحدث موضوعها عن خطورة المخدرات على المجتمع، و”مفاجأة عروس”، وكتبت خمسة سيناريوهات لافلام اجتماعية هي: براءة أطفال، مذكرات طالبة، العقوق والرحمة، اتحاد الاجيال، قلب الحجر، بالاضافة الى فيلم كرتوني بعنوان “الدرهم”. ولها مجموعة من المسرحيات في طريقها للتنفيذ منها: مسمار جحا، بين حانة ومانة طارت لحانا، قيثارة الزمن. أحمد علي البحيري حاليا تستعد معصومة العيداني لعرض مسرحيتها الجديدة بعنوان “بدر وبدور واليونيكورن” هذا الشهر على خشبة المسرح الوطني التابع لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وهي من تأليفها وإخراجها وإنتاج شركة “هان هيومان”، بالتعاون مع مسرح بني ياس. يقوم بتجسيد شخصيات المسرحية مجموعة من الممثلين والممثلات: صالح الظاهري بدور (أبو بدور)، عبد الله عبد المجيد (بدر)، نور عبد الله (بدور)، محمد الملاّ (اليونيكورن ـ وحيد القرن)، محمود الرّيس (السائق ناصر)، جميل جمعة (الوحش)، شان خالد (الجنّية ـ المعلمة)، مريم العطر (الجنية الصغيرة)، مريم علي (نوره) وهي أصغر ممثلة في المسرحية التي سيمتد عرضها للجمهور لمدة أسبوع، ومن ثم ستتنقل المسرحية في عروض مختلفة تحت مظلة المسرح الجوال. يذكر أن المؤثرات الصوتية والاضاءة الخاصة بمسرحية “بدر وبدور واليونيكورن” هي من تنفيذ فهد بهاء خليل، وتتضمن أحداث المسرحية أغنيتين من كلمات المخرجة، الأولى أغنية وطنية حماسية مهداة الى مقام صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله” بعنوان “حنّا عرب زايد”، والثانية باللغة الانجليزية بعنوان “مفاتيح الحياة الخمسة”. وتتمتع الكاتبة والمنتجة والمخرجة معصومة العيداني بمواهب فنية عديدة، فهي تكتب الشعر وفنانة تشكيلية ورياضية، كما إنها سيدة أعمال. في حوار معها حول تجربتها المهنية والفنية، وبالتالي عن العلاقة بين الهندسة والمسرح، تقول معصومة العيداني: بالتأكيد هناك علاقة قوية بين الهندسة والفن، فكلاهما يقوم عليهما الانسان، وكلاهما يحتاجان الى مهارات وموهبة خاصة، والمعروف أن المسرح هو أبو الفنون ويستفيد من كل أنواع الابداعات في الحياة، كما أن الهندسة بوصفها فعلا ابداعيا يقوم على التقنية، والأخيرة تظهر بوضوح في استخادامات المسرح لتقنية الكتابة والسينوغرافيا والحركة والتصميم، وبالتالي فان المسرح يستفيد من طاقة الهندسة وجوانبها في تعميق الرؤية الفنية من حيث عنصر التجسيد، وقد حاولت استثمار خبرتي في عالم الهندسة الكيميائية وعلاقتها بالحقيقة الانسانية لتقديم نمط نوعي من المسرحيات اتي تقدم للناس فكرا جديدا منفتحا على الحياة والواقع وطموحات العائلة، ومنها هذه المسرحية التي تقدم شخصيات بشرية الى جانب شخصية كرتونية هي اليونيكورن أو وحيد القرن، ويهتم موضوع المسرحية بقضية التوعية البيئية وأهمية حماية المرافق العامة والخاصة والمؤسسات التعليمية من السلوكيات الخاطئة للاطفال، كما تنبّه المسرحية الى أهمية النظافة الشخصية والصحية، وأيضا توعية أولياء الأمور وتنبيههم لسلوكيات أولادهم وبناتهم سواء في المدرسة أو البيت او في الحياة الاجتماعية بشكل عام، بحيث تكون العائلة بجميع افرادها هي محور هذا العرض الذي سيكون جديدا في محتواه ومبناه وايقاعه الفني. وعن الأسلوب الاخراجي لمسرحية “بدر وبدور واليونيكورن” تقول: إيقاع المسرحية يجمع ما بين الكوميديا والاستعراض والجانب الاجتماعي، فيما تقوم اللغة المستخدمة في الحوارات على اللغتين العربية والانجليزية في إطار غنائي يساعد على الاحتكاك المباشر بالجمهور من خلال ادخاله في اللعبة المسرحية ضمن مفهوم المسرح داخل المسرح، حيث تتداخل المشاهد المسرحية والمواقف والتشخيص لتصنع في النهاية كوميديا الموقف. وتضيف: لكنني في الواقع أطمح الى اكثر من ذلك من خلال هذا العرض في اطار مفهوم (مسرح العائلة)، وأعتقد أن هذا النوع من المسارح قليل الحضور على الساحة الفنية الاماراتية وعلى وجه الخصوص من حيث النصوص والتوجه الفني لابراز القضايا والمشكلات المحلية المهمة وبخاصة في حياة قطاع الشباب والناشئة وطلبة الجامعات والاسرة بوجه عام، ومن هنا فإنني أنادي بضرورة ان يهتم المسرحيون بهذا اللون من التعبير الدرامي باسلوب علاجي يرتكز على بناء كوميديا الموقف، وكذلك التحليل والمخاطبة بصورة غير مباشرة على اعتبار ان قطاع الشباب هو أساس وعماد المجتمع ومستقبل الأمة. وتنظر معصومة العيداني إلى المسرح الإماراتي بنظرة إيجابية، وتقول عنه: المسرح في الامارات بخير، وهناك تطور ملحوظ على مستوى المخرجين والمهرجانات والدعم الرسمي وحضور الممثلين والممثلات بعد أن شهد مجتمعنا تطورا هائلا في ممكنات الظاهرة الاجتماعية، ولكن لا يخلو أي مسرح اليوم من عثرات أو مشكلات في ضوء الأزمة الاقتصادية العالمية وانحسار دور المسرح نظرا للتحديات الكثيرة التي يواجهها بفعل العولمة، ومن ذلك ضعف المواضيع التي تناقش قضايا العائلة كما ذكرت سابقا، كذلك ضعف المواكبة النقدية المتخصصة التي تؤرشف لواقع الحركة المسرحية وتاريخها، وضعف مستوى الاعمال المسرحية المقدمة للاطفال والناشئة والشباب، ومن هنا أدعو كافة الاجيال المسرحية والمؤسسات الانتباه الى أهمية مسرح الشباب بصورة أكثر موضوعية خلاّقة من خلال مناقشة المواضيع المحلية الخالصة في اطار عالمي. وفي الجانب الفكري فأتمنى أن نخرج من مفهوم ان المسرح هو عروض مسرحية وجوائز، بل هو حراك مسرحي على الصعيد الفكري والتجربة الانسانية من حيث طباعة الكتب والدراسات والأبحاث التي ترصد مسيرة المسرح بمقارنة مع المسرحين العالمي والعربي. وتقول معصومة العيداني: لدي طموح كبير بالوصول الى أهدافي في المسرح ومن ثم الانطلاق نحو المهرجانات المسرحية بعد الخروج من مرحلة التأسيس وترسيخ المفاهيم التي أسعى لتحقيقها من خلال اللون المسرحي الذي أقدّمه حاليا، نحن في الواقع بحاجة الى مسرح انساني بالكامل. وعما إذا كانت مهتمة بابراز مسرح المرأة، توضح معصومة العيداني: المسرح في النهاية هو مسرح وفكر وإبداع وإنجاز إنساني سواء قامت عليه المرأة أو الرجل، المهم ما هي درجة وجرعة الابداع التي نقدمها للناس والمجتمع والوطن، ولكن لا يضير في شيء اذا نجح مسرح المرأة في ان يكون له شخصية وهوية خاصة، بحيث ان لا يكون مستقلا عن ظاهرة الابداع العامة، وأن لا يحسب انه للنساء فقط حتى لا نقع في ذات الاشكاليات التي تحيط بمفهوم الأدب النسائي او إبداع المرأة، يجب ان لا ننحاز الا للابداع الانساني مهما كان شكله ومهما كان من يقوم على تنفيذه. لكنني في النهاية أحب ان يكون للمرأة مسرحها ومنجزها التي يكون نافذة لها تطل منها على العالم وتقدم من خلاله احلامها وطموحاتها الكبيرة في حياة كريمة وغد مشرق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©