السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شعر من كوستا ريكا: في الفناء تصرخ الصفعات

شعر من كوستا ريكا: في الفناء تصرخ الصفعات
3 مايو 2012
يعتبر الشاعر نوربيرتو ساليناس Norberto Salinas واحدا من أهم شعراء كوستاريكا المعاصرين، وينتمي إلى أسرة من الممارسين للإبداع بمختلف أشكاله وألوانه، فشقيقته “السا” فنانة تشكيلية معروفة على المستوى الوطني في بلادها والمستوى الدولي أيضا، وابنها الذي لم يتجاوز الثالثة عشرة أقام معارض عديدة ولوحاته مقتناة في العديد من المتاحف والمقتنيات الخاصة. ولا ترجع أهمية روبيرتو ساليناس إلى كتابته القصيدة الملتزمة سياسيا واجتماعيا فقط بل إلى إيمانه بأن الشاعر يجب أن يهبط من برجه العاجي ويختلط بالناس ويمارس العمل اليومي، لذلك فهو مشارك في الكثير من الأنشطة الثقافية التي تقام في بلاده والبلاد المجاورة لها بمنطقة وسط أمريكا اللاتينية، ومن خلال موقعه كرئيس لبيت الشعر في سان خوسيه يقود مجموعة من الشعراء والمبدعين الشباب الذين تربوا على حب الإبداع والعمل الجماعي من اجل تطبيق ما يرونه دورا يجب أن يلعبه المبدع. ورغم شهرة روبيرتو ساليناس المبكرة التي كان يمكن أن تقوده إلى احتلال منصب ثقافي أو سياسي في بلاده إلا انه إيمانا بأن المبادئ الإنسانية يجب الوقوف إلى جانبها في اي مكان فقد انضم إلى إحدى كتائب المقاومة المساندة لحرب التحرير في نيكاراجوا المجاورة التي قادتها جبهة الساندنيستا طول السبعينيات والثمانيات من القرن العشرين، بل وكان يقاتل إلى جواره ابنه الأكبر “نوربي” أي انه زرع بذرة الإيمان بالمبادئ ونصرتها في عائلته أيضا. شعر: نوربيرتو ساليناس ترجمة وتقديم: د. طلعت شاهين الجد El ab elo (إلى رفائيل راميريث) ترتاح يداك على كتفي واسمع صوتك الرخيم ـ ملاكي اهرب مجددا؟ كنت أعرف أنك هنا تتلصص على غاسلات الثياب ـ في الفناء تصرخ الصفعات رفائيل! رفائيل! أهرب من النافذة في انتظار ان يفتحوا الباب المغلق بجسدي المح قبعتك زيك المحكم بكل ترقيعاته فأنت الأعظم بين السادة: تأتي بالزهور بالطبع لا يهم إن كنت تفوح بالنعناع قادر على نزع كل الفقر والتنزه بابتسامتك الكريمة عبر المدينة وأكثر من هذا “يا جد” شكرا بفضل الشاحنات الصفراء التي تعبر الناصية ولا أزال أتساءل إلى أين تذهب يا قديس بين القديسين! ببغاء الكرامة الجميل! V111 عندما كنت طفلا كنت أبني مراكب بألواح الليل تبحر باتجاه سارية سريري والرياح والعواصف تهب من قاربي الخشبي القاتم Xl إلى ماريا أولي العجوز الفونسو لن يخرج منديلا من فمه ملكة الورق لك في مرايا الجدة حيث اعتدنا الاختباء الإله الهندي المختبئ في السقيفة حيث شاهدنا اعتصام السجناء يا لها من غريبة قفزاتك سلالم البيت القديم اثنتان ثلاث تطير التنورة المرسومة حتى فتح البيانو إلى جوار الخطوات وعزف مقطوعة “ديبوسي” فرحة لمعرفتك إنني سأصعد لأهديك حكاية وان كان لمجرد مشاهدتك تفتحين صندوق الأقلام المدهش. سن الأسد Diente de Leon ربما لا يزال هناك وقت لا يدخل المرايا وهذا كله لعبة من صديقي القديم: الصغرى من عيون القمر والرقعة والجبل لا تزال الجدة تعزف على البيانو وفي النافذة يتعلق أطفال البيت ـ المربى بالأسياخ تلصصي على غاسلات الملابس نزهة بين التخيلات أتعثر بالبنادق كما لو كانت طيورا القديس خوان الجنوبي San J an del S r متعلقا بعروس البحر أراقب أضواء الصيادين في الخليج في الليلة الماضية أصر أبي ـ ستكون تاجرا كجدك ـ السيدة بالفندق أشارت إلى قوارب كالفراشات المضيئة خضراء وزرقاء بين الفنارات في الشاحنة الإنجليزية أراني القبطان عجلة القيادة وحبل الصافرة الذي لا يمكن لمسه لكني أتعلق بتلك الصافرة فتتساقط صناديق الجد في الماء أتذكر المزاليج التي قدموها لي مكافأة على عمل في مخزنه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©