الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة صفر: كنا نستقبل رمضان بـ«دق الهريس»

فاطمة صفر: كنا نستقبل رمضان بـ«دق الهريس»
8 يونيو 2018 01:40
هناء الحمادي (الشارقة) يبقى لرمضان زمان، نكهته المختلفة حينما تسترجع بالكثير من عاشوا تلك الفترة، فمع قدوم شهر الصيام، تعود تلك الذكريات الراسخة بأيامها الجميلة والأحداث الأجمل، والمرتبطة بشهر رمضان وسهراته التي كانت تضفي سعادة وتميزاً أكثر من غيره من شهور السنة. وبغض النظر عن بقاء أو غياب تلك المظاهر والعادات الرمضانية القديمة، فإن الذاكرة الإماراتية لم تنسها، فالأجداد والآباء يبوحون بها على موائد الإفطار وفي كل مناسبة ومكان لتبقى محفورة في عقولهم كونها إرثاً حضارياً يستحق التدوين في الكتب والتاريخ. فاطمة صفر، من النساء اللاتي عشن تلك الحقبة الجميلة من رمضان لوّل، فهي حين تتكلم عن تلك الأيام تسترجع رائحة المكان والزمان، ورمضان فيما مضى بكل أيامه الحلوة، تعشق الأعمال التراثية، ولها خبرة طويلة في خياطة الملابس التراثية التي تزدان بالتلي وبخيوط البريسم الذهبية، وبعض الأشغال التراثية من المهفة والسرود والجفير. مذاق أصيل تقول فاطمة: «في الماضي كان الطعام من صنع الأمهات والجدات والأخوات، كانت البيوت في الماضي ليس بها خدم، ولذلك كان كل شيء جميل، بينما الطعام فله مذاق أصيل ونكهة خاصة، لأنه صنع بأيدي الأمهات. وتضيف:«عندما يقترب رمضان أكثر وتحديدا قبل رؤية الهلال بأسبوع، كانت نساء الفريج تستعد لهذا الشهر العظيم من خلال قيامهن بدق الهريس «الحنطة والقمح» في إناء مصنوع من الخشب لتحضير مكونات أكلة الهريس، التي كانت تعتبر بمثابة عادة تلازم شهر رمضان، وكان يتم في زماننا تحضير هذه الأكلة في شهر رمضان، وتحديداً مع كل ليلة خميس، ولا أستطيع أن أصف مدى الفرحة التي كانت تبدو على وجوه أهل البيت الذي يعد هذا الطبق، أما الآن، فالوضع اختلف بعض الشيء، ولم تعد هذه الأكلة مقتصرة فقط على رمضان كما كان في زماننا، ففي وقتنا الحالي يمكنك أن تجد هذه الأكلة «الهريس» في أي يوم. صلاة التراويح تصف فاطمة صلاة التراويح في الماضي بحنين كبير، مؤكدة أن الأجواء الرمضانية كانت أكثر حميمة ومحبة بين الناس، قائلة: «كان الرجال يقيمون صلاة العشاء والتراويح التي كانت تصل إلى عشرين ركعة، على ضوء سراج يعمل بالغاز الطبيعي يكون معلقا في سقف المسجد، وعادة كان هذا السراج ينطفئ في منتصف صلاة التراويح، ويكمل الإمام ووراءه المصلون الركعات المتبقية على الظلام، ولذلك كان يصطف خلف الإمام حفظة كتاب الله لمساعدته أن نسي بعض الآيات». وتعرف فاطمة أن ما يميز رمضان قديماً، هو بساطة الحياة، حيث كان جميع أفراد الأسرة يتناولون طعام إفطارهم على مائدة واحدة، وتربطهم المحبة والتواصل والروابط، وكان الترفيه يتمثل فقط في المجالس التي يقبل عليها الكبار بصحبة أبنائهم الصغار، الذين يستمعون للمناقشات في مختلف الشؤون. فرحة العيد وعن فرحة استقبال العيد، توضح فاطمة صفر في السابق كان الجميع يستعد للاحتفال بعيد الفطر من خلال عادات جميلة، ومن هذه العادات كان الجميع رجالاً ونساء، وأطفالاً يحيكون ملابس جديدة تناسب فرحة العيد، أما الأطفال فكانوا يستعدون استعداداً خاصاً ليوم العيد، فكنا نجدهم يوم العيد يستيقظون مبكراً لأخذ العيدية، من أولياء أمورهم لصرفها على الأراجيح، وغيرها من الألعاب الترفيهية التي كانت منتشرة على أيامنا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©