كشفت وزارة البيئة والمياه، أن 9,1 % من العينات المفحوصة مخبرياً لإرساليات الخضراوات والفواكه المستوردة من خارج الدولة خلال النصف الأول من العام الجاري، غير صالحة للاستخدام ومخالفة للوائح هيئة دستور الأغذية الدولية (كودكس) التابعة لمنظمتي الأغذية والزراعة والصحة العالميتين، لأنها ملوثة بمبيدات أعلى من المعدلات المسموح بها عالمياً.
وقالت الدكتورة مريم الشناصي المدير العام بالوكالة بالوزارة، في تصريح لـ«الاتحاد»، إنه “تم إتلاف إرساليات الخضراوات والفاكهة الملوثة بالمبيدات بالتعاون مع بلديات الدولة، كما تم التواصل مع الدولة المصدرة وإبلاغها برفض دخول إرساليتها ومطالبتها بالحد من تلك المبيدات وعدم السماح بتجاوزها النسب المسموح بها “.
وأشارت الشناصي إلى إلزام الدولة المصدرة بإرفاق إرساليات الخضراوات والفواكه بشهادات فحص متبقيات المبيدات فيها.
وأظهر التقرير نصف السنوي لفحص إرساليات الخضروات والفواكه من متبقيات المبيدات، والذي حصلت عليه «الاتحاد»، أن وزارة البيئة والمياه، أجرت 249,832 عملية تحليل خلال الأشهر الستة الماضية، وقامت بتحليل 1838 عينة خضراوات وفواكه مستوردة خلال الفترة المذكورة.
وأظهرت نتائج الفحوص والتحاليل، أن ما يزيد على 80 % تضم متبقيات مبيدات أقل من الحدود المسموح بها، بينما وصلت نسبة العينات التي تحتوى على مبيدات ضمن الحدود القصوى المسموح بها، إلى نحو 10,7% وهو ما يعادل 198 عينة، بالإضافة إلى 167 عينة تحتوى على متبقيات مبيدات أعلى من الحدود القصوى بنسبة تعادل 9,1%.
وأشار التقرير إلى أنه تم تحليل عدد 137 عينة مبيدات واردة من منافذ الدولة المختلفة وتبين أن جميعها مطابقة للمواصفات المطلوبة وتتوزع بين مبيدات زراعية وبيطرية وفيرمونات، بالإضافة إلى مبيدات صحة عامة.
وكشفت الشناصي، انه تم زيادة عدد المبيدات المستهدفة إلى 166 مبيداً في العينة الواحدة، واصفة ذلك بأنه “إنجاز كبير”، مشيرة إلى أن عدد المبيدات المستهدفة في العينة الواحدة بنهاية 2009 بلغ 136مبيداً، و”تتضمن الخطة المستقبلية لتحليل المبيدات، رفع عدد المبيدات المستهدفة إلى ما يقارب الـ 400 مبيد في كل عينة”.
كما كشفت أن “ الوزارة تعمل في الوقت الحالي على إدخال طريقة جديدة لتحليل متبقيات المبيدات في الخضراوات والفواكه وذلك بالتعاون مع معهد تحليل الأغذية، وهي طريقة “كويشر”، وهي طريقة سريعة وقليلة التكاليف وسهلة وأكثر أماناً للعاملين وللبيئة وذلك لأنها تستعمل كميات قليلة من المذيبات العضوية والكيميائية الأخرى”.
وأقرت الشناصي، انه يوجد إفراط في استخدام المبيدات، وهو ما يؤدي إلى إضرار بصحة الإنسان، مؤكدة أن الجهات البيئية المعنية بالدولة تعمل على صول غذاء سليم وآمن إلى المواطنين والمقيمين.
وتراوحت عدد المبيدات الموجودة في الإرساليات بنسب أعلى من المسموح به، بين 20 و 30 مبيداً.
وذكرت الشناصي أن الوزارة اتخذت إجراءات عدة، من بينها التشديد على أن تصاحب كل إرسالية من الخضراوات الفواكه شهادة تحليل، ويتم المراقبة والتحليل والكشف على الإرساليات الواردة إلى المختبر.
وأفادت الشناصي بأن الوزارة تنوي إدخال نظم إدارة معلومات المختبرات لإدخال العينات ومتابعتها وربط مختبرات الوزارة” وقد تم الاتفاق مع أحد المعاهد العالمية العاملة في مجال تحليل متبقيات المبيدات في المواد الغذائية من أجل التعاون العلمي والتدريب العملي وكذلك عمل أبحاث علمية مشتركة ووضع نظام للتواصل بين الطرفين من أجل المواكبة و الاطلاع على أحدث المستجدات في هذا المجال”.
ونوهت الشناصي إلى انه سيتم تزويد المختبرات ببعض التقنيات الحديثة وخاصة الأجهزة ذات التقنيات العالية، والتي تستخدم في مجال تحليل متبقيات المبيدات.
وأكدت مدير عام الوزارة بالوكالة، أن منع الإرساليات يعكس اهتمام الدولة في مجال الرقابة على الأغذية والبيئة وخاصة ملوثات البيئة التي تعتبر المبيدات أحد أهم مكوناتها التي تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان.
وأشارت إلى أن إدارة المختبرات بوزارة البيئة والمياه تعتبر أول جهة معتمدة بالدولة تحصل علي شهادة الاعتماد في مجال تحليل متبقيات المبيدات في الخضراوات والفواكه وقياس جودة المبيدات المستوردة .
واعتبرت الشناصي، أن المختبرات المحلية التابعة للوزارة “مرجعية وتعرف بسمعتها الجديدة على مستوى المنطقة”.
وأشارت إلى قيامها نهاية الشهر الماضي بتدريب وفد من سلطنة عمان الشقيقة على طرق تحليل متبقيات المبيدات في الخضراوات والفواكه وكذلك عروض تقديمية عن الطرق الصحيحة لجمع العينات بما يتوافق مع لوائح دستور هيئة الأغذية لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية للحدود القصوى لمتبقيات المبيدات في الخضراوات والفواكه الطازجة.
عدد اليوم
