الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ألمانيا: صعود «البديل» على حساب «الديمقراطي المسيحي»

10 سبتمبر 2016 20:08
مُنِيَ حزب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» بزعامة أنجيلا ميركل بخسارة محرجة في الدائرة الانتخابية الخاصة بها يوم الأحد الماضي، حيث ركل الناخبون في الانتخابات البرلمانية المحلية الحزب إلى المركز الثالث، بينما أعطوا دفعة لأعدائها الجدد: حزب «البديل من أجل ألمانيا» المناهض للمهاجرين. وأكدت النتائج الرسمية، التي صدرت في وقت مبكر من يوم الاثنين الماضي، على الطريق الشاق الذي ينتظر ميركل فيما تفكر ما إذا كانت ستخوض محاولة رابعة لقيادة ألمانيا في الانتخابات الوطنية العام المقبل. وعلى الرغم من أن دائرتها الانتخابية في ولاية «ميكلينبيرج ويست بوميرانيا» هي واحدة من أقل الولايات الألمانية من حيث عدد السكان، إلا أن النتيجة أبرزت إلى أي مدى عزز القرار الذي اتخذته العام الماضي بفتح أبواب ألمانيا أمام تدفق تاريخي من طالبي اللجوء من موقف حزب البديل من أجل ألمانيا. وفي الواقع، فإن انتخابات يوم الأحد جاءت بعد مرور عام بالضبط على اليوم الذي أعلنت فيه ميركل أن ألمانيا ستستمر في السماح بدخول المهاجرين الذين كانوا في مأزق في المجر، التي أغلقت حدودها العام الماضي مع ارتفاع طالبي اللجوء السياسي. وقد ألقى أعضاء بارزون في حزبها الذي ينتمي ليمين الوسط، وكذلك في حزبه الشقيق، «الاتحاد الاجتماعي المسيحي» في بفاريا، مباشرة باللوم على سياسة ميركل فيما يتعلق باللاجئين، كونها السبب في هذه الخسارة، ووصفوا نتائج يوم الأحد بأنها «هزيمة مريرة» و«دعوة للاستيقاظ». وقال «بيتر تاوبر»، الأمين العام لحزب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي»: «إن الأمر يتطلب بعض الوقت لاستعادة الثقة المفقودة». وفي التصويت، جاء الحزب «الديمقراطي الاشتراكي»، الذي ينتمي ل«يسار الوسط» في المقدمة حيث حصل على 30.6% من الأصوات، يليه حزب «البديل» من أجل ألمانيا بنسبة 20.8 % ثم حزب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» بزعامة ميركل في المركز الثالث مع حصوله على 19 % من الأصوات - ما يعد أسوأ أداء له على الإطلاق في الولاية. ورددت هذه النتيجة النتائج القوية التي حصل عليها حزب البديل من أجل ألمانيا في الانتخابات المحلية في ثلاث ولايات ألمانية في شهر مارس الماضي، وأثبت مرة أخرى أن الحزب، الذي تأسس عام 2013، يبرز كقوة سياسية كبيرة. وفي «ميكلينبيرج ويست بوميرانيا»، كما كان الحال في أماكن أخرى، ركز المرشحون على تحذير الجماهير بشأن الجرائم والحالة الأمنية التي سادت في أعقاب تدفق المهاجرين وجذبوا الانتباه إلى تراثهم الألماني الخاص. وقالت «فروك بيتري»، زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا للصحفيين يوم الأحد «إن ميركل نفسها هي المسؤولة عن فشل حزبها... ويمكن للمرء أن يصف هذا بأنه بداية النهاية لحزب«الاتحاد الديمقراطي المسيحي». وفي أعقاب الخسارة، ألقى مسؤولون بارزون في حزب«الاتحاد الديمقراطي المسيحي»باللوم علانية على سياسة ميركل فيما يتعلق باللاجئين. وعلى الرغم من أن عدد المهاجرين القادمين إلى ألمانيا قد تراجع بشكل حاد بسبب الرقابة على الحدود في دول البلقان واتفاق الاتحاد الأوروبي مع تركيا، إلى أن نقاد محليين ما زالوا يقولون إن الحكومة الألمانية تتحرك بشكل بطيء في التعامل مع طلبات اللجوء وترحيل اللاجئين الذين لا تنطبق عليهم شروط اللجوء السياسي. وقال وزير المالية في ولاية بافاريا«ماركوس سودر»، وهو عضو في حزب«الاتحاد الاجتماعي المسيحي»، إن ميركل يجب أن تبذل مزيداً من الجهد للقضاء على المهاجرين. وقال لصحيفة«بيلد»إن«النتيجة يجب أن تكون دعوة للاستيقاظ. فلم يعد من الممكن تجاهل مزاج الشعب. وهناك بالطبع حاجة إلى التغيير في برلين». وفيما برز حزب الاتحاد الديمقراطي الاشتراكي على القمة، فإنه هو وأحزاب اليسار الأخرى خسروا ناخبين لمصلحة حزب البديل من أجل ألمانيا - ما يشير إلى أن الأخير لديه القدرة على صيد الناخبين من كلا جانبي الطيف السياسي. بيد أن هذا لم يكن مريحا إطلاقا بالنسبة لحزب ميركل -«الاتحاد الديمقراطي المسيحي»، والذي يعتبر الآن في موقف دفاعي في الوقت الذي ينتظر فيه الألمان سماع قرارها بالنسبة للترشح العام القادم– وهو القرار الذي قالت إنها لن تتخذه حتى الربيع. وبالرغم من نكسة يوم الأحد، إلا أن ميركل لا تزال في موقف قوي نسبياً. فالعامل الأكبر الذي في صالحها، بحسب ما يقول محللون، هو عدم وجود منافس سياسي قوي بما فيه الكفاية لمنافستها. *مدير مكتب«واشنطن بوست»في برلين. ينشر بترتيب خاص مع خدمة«واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©