السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كبريات شركات الاتصالات الأوروبية تواجه صعوبات في تحقيق الأرباح

كبريات شركات الاتصالات الأوروبية تواجه صعوبات في تحقيق الأرباح
16 مايو 2014 22:09
ترجمة: حسونة الطيب لا تزال العديد من كبريات شركات الاتصالات الأوروبية تواجه صعوبات جمة في سبيل تحقيق الأرباح، في وقت يشهد فيه الإنترنت إقبالاً كبيراً من قبل المستخدمين. وكانت شركة تليفونيكا الإسبانية للاتصالات وألكاتيل لوسينت الفرنسية الأميركية العاملة في مجال البنية التحتية للاتصالات، ضمن أخر الشركات التي تعلن عن نتائجها خلال الربع الأول والتي عكست مدى الصعوبات التي يواجهها القطاع في طريق الأرباح. وأعلنت تليفونيكا، واحدة من أكبر شركات الاتصالات في القارة بعملياتها الممتدة من البرازيل إلى ألمانيا، عن تراجع في دخل الربع الأول بنسبة 23% إلى 692 مليون يورو (955 مليون دولار)، بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، في وقت تواجه فيه منافسة حادة في أسواق أوروبية مهمة. كما أعلنت ألكاتيل التي تقوم في الوقت الحالي بعملية هيكلة كبيرة تتضمن تسريح نحو 10 آلاف من منسوبيها في أنحاء مختلفة من العالم، عن خسارة تقدر بنحو 73 مليون يورو خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام الحالي، مقارنة مع خسارة بلغت 353 مليون يورو، في الفترة ذاتها من السنة الماضية. واستفادت الشركة من استمرارها في خفض التكاليف، التي من المنتظر أن تصل إلى مليار يورو عند نهاية العام المقبل. وفي حين تعمل كل من الشركتين في نشاطات مختلفة في قطاع الاتصالات، تمثل الصعوبات التي تواجه كل منهما، المشاكل التي تؤثر على القطاع ككل. وبالنسبة لشركات أوروبية أخرى مثل، فودافون البريطانية ودويتشه تيلكوم الألمانية، قوَّض احتدام المنافسة من الشركات ذات التكاليف المنخفضة والاستثمارات المطلوبة في شبكات بيانات الهواتف المحمولة عالية السرعة، مقدرتها على جني الأرباح من الاستخدام المتنامي للهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية. وفي غضون ذلك، تواجه الشركات العاملة في إنتاج معدات البنية التحتية لشركات الاتصالات مثل، أريكسون السويدية ونوكيا الفنلندية، منافسة من شركات الاتصالات الصينية السريعة النمو مثل هواوي وزد تي إي. كما تبذل هذه الشركات جهوداً كبيرة، لإقناع العديد من عملائها الذين يمثلون المشغلين الأساسيين للهواتف النقالة في العالم، لشراء معدات جديدة للشبكات. عمليات الاستحواذ ويشهد قطاع الاتصال في أوروبا موجة جديدة من عمليات الاستحواذ، في وقت تستعد فيه شركات خدمات الاتصالات والعاملة في تشغيل الكابلات ومعدات البنية التحتية، للاستفادة من الزيادة المتوقعة في معدل استخدام الإنترنت، خاصة في الأجهزة النقالة. ويقول أدريان باشونونجا، محلل الاتصالات في مؤسسة أرنست آند يونج في لندن :«تساهم عمليات الاندماج والاستحواذ بقوة في التصدي لظروف السوق الصعبة التي يمر بها قطاع الاتصالات في أوروبا. وأصبحت الشركات أكثر حرصاً من أي وقت مضى، للمحافظة على الأرباح في ظل الطلب المتصاعد والمنافسة المضطربة والأسعار المتراجعة». وتعاني شركة تليفونيكا، التي تنتظر للحصول على مصادقة محاربة الاحتكار الخاصة باستحواذها على شركة إي بلس الألمانية للاتصالات مقابل نحو 8,6 مليار يورو، من ضعف الطلب في عملياتها في كل من إسبانيا وألمانيا خلال الربع الأول من العام الحالي. وفي إسبانيا، حيث بدأ اقتصاد البلاد في التقاط أنفاسه تدريجياً من ركود طال أمده، انخفضت عائدات الشركة بنسبة قدرها 8%، بينما تراجعت عائداتها في فرع ألمانيا بنحو 9%. وفي سبيل توسيع دائرة المحتوى في السوق الإسبانية، أعلنت تليفونيكا مؤخراً عن موافقتها على شراء شركة ديجتال بلس المحلية العاملة في مجال خدمات التلفزيون المدفوعة، مقابل ما يقارب مليار يورو. وتزامنت هذه الخطوة مع بدء الشركة في التخلص من بعض أصولها في بلدان مثل إيرلندا، بغرض خفض ديونها البالغة 42,7 مليار يورو. وأشارت تليفونيكا أيضاً، إلى التأثير الذي طالها جراء تقلبات العملات في أميركا اللاتينية التي تشكل أكبر أسواقها، رغم أنها كانت مستمرة في تطوير بنيتها التحتية بهدف مجاراة منافسيها على الصعيدين المحلي والعالمي. ويقول مدير الشركة سيزر ألييرتا، :«نحن نعمل على زيادة حجم استثماراتنا وتحديث نظم الشبكات». البنية التحتية واستفادت ألكاتيل لوسينت، من التراجع المستمر في التكاليف خلال الربع الأول، في وقت استجابت فيه لجهود منافسيها لحث شركات الاتصالات على شراء معدات البنية التحتية التي تقوم بإنتاجها. ومن ضمن هذه الشركات، نوكيا التي فرغت من عملية بيع فرع صناعة الهواتف النقالة لشركة مايكروسوفت في أبريل الماضي، في حين تسعى لتوسيع دائرة نشاطها في شبكات الهواتف المحمولة. كما تبذل الشركات الصينية هي الأخرى جهودها، للحصول على عقود يمكن أن تجني من ورائها الأرباح، خاصة في الأسواق الناشئة وأميركا اللاتينية وآسيا. وتتوقع ألكاتيل، انتعاش استثماراتها في شركات الاتصالات الأوروبية على مدى العامين المقبلين، حيث باعت بالفعل ما قيمته 350 مليون يورو من الأصول كجزء من خططها الرامية إلى إعادة الهيكلة. وحققت أسهم الشركة ارتفاعاً نتيجة استجابة المحللين بشكل إيجابي لجهودها الهادفة لإصلاح عملياتها، التي عانت منذ اندماج ألكاتيل ولوسينت تيكنولوجيز في 2006. وجاء في مذكرة بعث بها المحللون في مؤسسة ليبروم كابيتال في لندن للمستثمرين :«نتوقع أن يطرأ المزيد من التحسن على أرباح شركة ألكاتيل لوسينت في غضون الأشهر المتبقية من العام الجاري». نقلاً عن: «إنترناشونال نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©