الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مشاركون: عنوان المنتدى يأتي بعد تحول الدين إلى ذريعة لاغتنام مكتسبات سياسية

مشاركون: عنوان المنتدى يأتي بعد تحول الدين إلى ذريعة لاغتنام مكتسبات سياسية
21 أكتوبر 2008 03:02
شكّل موضوع ''الدين والمجتمع في العالم العربي'' محور المناقشات التي سادت اليوم الأول لمنتدى ''الاتحاد'' السنوي الثالث، الذي افتتح أعماله أمس في فندق الشانجريلا بأبوظبي، في تجمع سنوي لكتاب صفحات ''وجهات نظر'' في جريدة ''الاتحاد'' بدأ منذ العام 2006 بالتزامن مع ذكرى إنشاء الجريدة· ويأتي طرح هذا الموضوع في ضوء التطورات التي تشهدها الساحة العالمية، خصوصاً بعد أن تحول الدين إلى ''ذريعة'' يستخدمها كثيرون لاغتنام مكتسبات سياسية حول العالم، بحسب ما قال مشاركون في المنتدى· ويوضح راشد العريمي رئيس تحرير جريدة ''الاتحاد'' أن المنتدى يصادف كل عام ذكرى صدور (الاتحاد)، ''تأديةً لدورها في خدمة القارئ العربي، وتفعيل الحراك الثقافي الفكري''· ويرى الدكتور سعد العجمي الأستاذ الجامعي في الكويت أن المنتدى ''يشكّل مناسبة للقاء نخبة متميزة من المفكرين والكتاب، ومناسبة لتجديد العهد مع ''الاتحاد'' في الذكرى 39 لتأسيسها''· ويشيد العجمي بـ''شركة أبوظبي للإعلام'' لاهتمامها بنخبة من المثقفين العرب، وإتاحة المجال أمامهم لمناقشة قضايا فكرية تهم الأمة بشكل عام· ويعتبر الدكتور أحمد عبدالملك الخبير والباحث الإعلامي، وهو أحد المشاركين في المؤتمر، أن المنتدى الذي يعقد للسنة الثالثة على التوالي ''يتيح الفرصة لكتاب (وجهات نظر) بأن يتعرفوا إلى بعضهم ويناقشوا القضايا التي تهم القراء، سعياً لتحقيق فهمٍ أكبر لعملية الكتابة في هذه الصفحات''، مشيداً بالحرية المتوافرة في المنتدى، التي تنعكس عبر العناوين وأوراق العمل المطروحة، وبالتالي تبث النظرة التكميلية للمجتمع العربي· وكان المنتدى ناقش في العامين الماضيين قضيتي ''المشروع النووي الإيراني'' و''الثقافة العربية في عصر العولمة''· ويشير العريمي إلى أنه اختار هذا العنوان ''لما للدين من أهمية في تحديد أشكال التعامل في المجتمع، فهو المحدد الرئيسي الأهم في تحديد العلاقات داخل المجتمعات، وليس في مجتمعاتنا العربية فقط، ولكن في كل المجتمعات البشرية''· ويرى العريمي أن الموضوع المطروح ''زادت أهميته بعد إعلان ما يسمى بالحرب على الإرهاب، أو ما يسمى بصراع الحضارات على صعيد التعامل مع المجتمعات الغربية، وكذلك ظهور ما يسمى بجماعات الإسلام السياسي والتنظيمات الإسلاموية المختلفة في مجتمعاتنا العربـــية والإسلامية''· ويضيف: ''من هنا، كان لا بد من رصد هذه الظاهرة ودراستها والتعاطي معها منهجياً وعلمياً في محاولة لدراستها والخروج بتفاصيل أوضح وأدق عن تأثيرها على المجتمعات''· وتعتبر الدكتورة موزة غباش رئيسة الرواق الثقافي والخيري ورئيسة جمعية الدراسات الإنسانية، أن طرح فكرة الدين والمجتمع في ندوة تعقد في أبوظبي ''فكرة خارجة عن المألوف، وعن مجموعة القضايا التي تطرح دائماً في المؤتمرات''· وترى أن هذا ما يميز المنتدى والقائمين عليه· ''فهم بدأوا بالتحدث عن الممنوعات من القضايا في الوطن العربي كالدين والجنس والسياسة· والمتحاورون في هذه القضية هم من كبار مثقفي الوطن العربي''· ويؤيد هذا الرأي الدكتور أحمد عبدالملك، كون الفكر الديني وعلاقته بالمجتمع ''موضوع الساعة، بحكم أن هناك خلطاً وسوء فهم بين التفكير بإقامة الدولة الحديثة مع التمسك بالتعاليم الدينية''· ويتساءل عبدالملك: ''هل الدين مقيد للتطور أم دافع للتقييد؟''، ويردف: ''من التجارب الدينية التي عاصرناها، لاحظنا أن التجمعات الدينية المختلفة في العالم العربي تجنح إلى تقييد الدولة والعودة بالمجتمع إلى التخلي عن مكتسباته الحضارية، وآخذة بالأساليب العلمية والأفكار التقدمية، لدرجة أن بعض هذه الفئات الإسلامية تطرح العودة إلى دولة الخلافة''· ويعتبر عبدالملك أن هذا الأمر ''يتنافى مع حتميات التاريخ، ويعرقل إقامة المجتمع المدني والدولة الحديثة''· وترى الدكتورة موزة غباش أن الحوار في موضوع الدين والمجتمع ''يبقى منقوصاً، وعلينا أن نأتي بأناس يمثلون اتجاهات متعددة في موضوع الدين، كالمستنيرين أو الليبراليين وكذلك المتطرفين، وخلق حوار فيما بينهم''· وناقش المشاركون في الجلسة الأولى علاقة الكنيسة بالمجتمع، والإرهاب الديني الذي طرحه الرئيس الأميركي جورج بوش، والحروب الرأسمالية ضد الدين الإسلامي، وحول هذا تقول غباش إن ما جرى يبقى في ''الاتجاه النظري وليس العملي الواضح الذي يهم النظام الاجتماعي نفسه، بمعنى أن فكرة سوسيولوجيا الدين، أي التحليل الاجتماعي للدين قد غابت''، متمنية أن يكون النقاش في الجلسات المقبلة أكثر ثراء· وتضيف أنه يجب استغلال هذه الجلسة للخروج بنتيجة تقلل من حدة الصراع بين الاتجاهات المتعددة حول الدين، موضحة ميلها إلى ''الحوار بين الأديان، والمذاهب في الدين الواحد وربطها بالنظام الاجتماعي بعيداً عن السياسة والاقتصاد''· في حين يصف الدكتور سعد العجمي، الدين والمجتمع بـ''التوأمين''، ويعتبر أن عنوان المنتدى كان يجب أن يكون ''الدين والسياسة''، معبراً عن رأيه في ضرورة ''تنزيه الدين والسمو به على السياسة وعالمها المتقلب''، موضحاً أنه لا يطالب بفصل وعزل الدين عن السياسة، بل تقديس الدين عن السياسة والسمو به فوق عالمها· وينتقد العجمي من يرفعون الشعارات الدينية لتسييس الدين، ويتهمهم بـ''الإساءة للدين''، داعياً إلى رفع شعارات ''دنيوية''، ورفع شعار ''نعم لتدين السياسة، ولا لتسييس الدين''، أي أن ممارسة السياسة بـ''شعارات جوهرها ديني، لكن نتنزه عن الدين بعدم رفعنا شعارات دينية سياسية''· وتعتبر غباش أن الحوار ''يجب أن يمتد إلى وسائل نشر الوعي، وهي الإعلام بشكل عام وليس فقط الصحافة''· داعية إلى ''تبني فكرة توضيح هذه الاتجاهات الدينية أمام الأجيال المقبلة من الشباب والشابات، بحيث تصل هذه الحوارات اليهم ويستطيعون الاستفادة منها في وعيهم وممارستهم ثم في المشاركة المجتمعية بشكل عام''· وتختتم حديثها بالقول: ''إننا نعاني التسطيح الثقافي بشكل عام، وليس الديني فقط· لذلك، يجب أن نتبنى فكرة وصول هذه الأفكار إلى كل الأجيال لنصل إلى مرحلة الوعي الديني والمجتمعي''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©