إيدراك: توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج قبل نهاية العام

رجحت وزيرة الدولة الفرنسية لشؤون التجارة الخارجية آن ماري إيدراك أن يتم التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربي التي يجري التخطيط لها منذ سنوات خلال العام الحالي· وأعربت الوزيرة الفرنسية خلال اللقاء الصحفي الذي جمعها مع وزيرة التجارة الخارجية معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي في مقر السفارة الفرنسية في أبوظبي أول من أمس، عن تفاؤلها حيال تبعات الاتفاقية وانعكاساتها على حجم التبادل التجاري بين المجموعتين، لا سيما بعد مرورها بأعوام من المفاوضات بين الجانبين· وقالت معالي الشيخة لبنى القاسمي عقب اللقاء: إن فرنسا بصفتها واحدة من أهم وجهات الاستيراد والتصدير على مستوى العالم و''تعد أحد حلفائنا الأساسيين في سعينا لتحقيق التنمية المستدامة''· وأضافت أن زيارة الوزيرة الفرنسية تأتي ''لتؤكد التزامنا المتبادل بتوفير أعلى مستويات التعاون في عدد من الجوانب المهمة ذات الصلة بالتطوير الوطني وتعكس رغبتنا في توسيع علاقاتنا الإقتصادية الدولية مع كل من فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي''· وزادت : ''نتطلع بصفتنا أحد الأعضاء الرئيسيين في ''مجلس التعاون الخليجي'' إلى توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع الإتحاد الأوروبي خلال فترة قريبة''· ومن جهة ثانية، قالت إيدراك، إن ''هيئة الاستثمارات الفرنسية'' اختارت أبوظبي لعملياتها في المنطقة من خلال فتح مكتب إقليمي لها يشمل دول الخليج العربي والشرق الأوسط للتأكيد على أن الاستثمارات الظبيانية ''مرحبا بها'' في باريس· وزادت : ''الوقت مناسب جدا والفرصة مواتية للاستثمار في فرنسا''· وترأس فرنسا الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي· وأكدت أهمية فتح باب الاستثمارات بين البلدين، لما لها من دور أساسي في بناء علاقة اقتصادية وسياسية ودبلوماسية طويلة المدى والبدء في شراكات وتوجهات للشراكة في تطوير مختلف القطاعات والخدمات· وأشارت إلى أن اختيار إقامة المكتب التمثيلي في أبوظبي جاء كون الإمارة ''أفضل موقع لتغطية المنطقة نتيجة لأهميتها الاقتصادية والاستثمارية''· وقالت : ''رغم الأزمة العالمية، إلا أن فرنسا بلد جيد للاستثمار، بحيث تعمل على إصلاحات عامة شاملة خصوصا في القطاع العقاري والتكنولوجي''· وأشارت إلى أن هذه الخطوة ''توجد الثبات والثقة في فرنسا للاستثمار فيها''، مؤكدة أن فرنسا ''ترحب بجميع أنواع الاستثمارات سواء السيادية أو العامة أو الخاصة''· وتقوم إيدراك بجولة تزور خلالها المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات (دبي وأبوظبي) وعمان، وبدأت منذ 19 من الشهر الحالي وتستمر لغاية 22 منه· والتقت الوزيرة الفرنسية معالي لبنى القاسمي وزيرة التجارة الخارجية وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومعالي خلدون المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية وعبدالله رشيد العتيبة رئيس دائرة النقل في أبوظبي ومطر محمد الطاير المدير التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات· وأعلنت الوزيرة خلال جولتها عن إطلاق مكتب ''وكالة الاستثمار في فرنسا للشرق الأوسط'' بحضور السفير الفرنسي ورئيس مجلس إدارة IFA ''هيئة الاستثمارات الفرنسية'' فيليب فافر، إضافة إلى مناقشة المشاريع الضخمة التي سيتم تطويرها في الإمارات مع رجال أعمال مهمين وتعريفهم إلى شركات فرنسية· وزارت الوزيرة الفرنسية خلال الجولة معرض جيتكس وتفقدت جناح بلادها ''يوبى فرانس'' الذي يضم 20 شركة فرنسية متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يرافقها آلان كوزان رئيس وكالة ''يوبى فرانس''· وتطرقت إلى العلاقات الاقتصادية والسياسية المتميزة بين دولة الإمارات وفرنسا منذ وقت طويل، وخصوصا بعد زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الأخيرة إلى دولة الإمارات وتوقيع اتفاقيات مهمة لتعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين· وكان معالي عبدالرحمن بن حمد العطية الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تسلم رسالة خطية من الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزي تتصل بعلاقات التعاون بين فرنسا ودول مجلس التعاون· وقام بتسليم الرسالة آن ماري إيدراك وزيرة الدولة الفرنسية لشؤون التجارة خلال لقائها مع العطية بالدوحة أمس الاول· وتم خلال اللقاء استعراض العلاقات بين مجلس التعاون وفرنسا التي تترأس حاليا الاتحاد الاوروبي اضافة إلى مسيرة مفاوضات التجارة الحرة· وأكد الجانبان أهمية سرعة إنهاء مفاوضات التجارة الحرة والتوقيع على الاتفاقية قبل نهاية العام الجاري· ووصلت العلاقات التجارية بين فرنسا والإمارات إلى مستويات قياسية، بحيث بلغت الصادرات الفرنسية الى الإمارات من غير المعدات العسكرية 18,25 مليار درهم (3,65 مليار يورو) العام الماضي، مقارنة بـ12 مليار درهم (2,4 مليار يورو) قبل خمس سنوات· وتستورد فرنسا من الإمارات بما قيمته 5 مليارات درهم (1 مليار يورو) من النفط ومشتقاته، إضافة الى أن عددا من الشركات الـ250 الفرنسية الموجودة حاليا في أبوظبي مر على افتتاحها أكثر من 30 عاما· وتضاعفت الاستثمارات الفرنسية المباشرة في الإمارات أكثر من 10 مرات في السنوات القليلة الماضية لتصل الى أكثر من 9 مليارات درهم (1,8 مليار يورو) في العام ·2006 وتلك الاستثمارات المباشرة تمثل 40% من الاستثمارات المباشرة الفرنسية في الشرق الأوسط، وبلغت الاستثمارات المباشرة الإماراتية في فرنسا نحو 6 مليارات درهم (1,2 مليار يورو) العام ،2006 ليجعل الإمارات المستثمر الـ24 في فرنسا· وفي سياق أنشطتها أمس بحثت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي مع نائبة وزير خارجية سلوفاكيا ديانا سترفوفا سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والاستراتيجي والحفاظ على شروط وأهداف الاتفاقات التجارية التي تم التوصل إليها سابقا بين البلدين· وقالت معاليها عقب اللقاء: إن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد موطناً لمختلف القطاعات الإنتاجية السلوفاكية في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والصناعية؛ لذا نرغب في التبادل التجاري واستكشاف بيئات الأعمال والاستثمار في تلك البلاد أيضاً· وأضافت معاليها: إن الشراكات الاستراتيجية في مجالات مثل البنية التحتية والطاقة المتجددة ستكون ذات منفعة متبادلة وستسمح بالحصول على أرض خصبة لعلاقات قوية في سعينا لتحقيق النمو المستدام· وأوضحت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي أن زيارة سترفوفا من شأنها تعزيز العلاقات بين الإمارات وسلوفاكيا ورفع مستوى التجارة البينية والأنشطة الاقتصادية بين البلدين· ودعت المستثمرين السلوفاك للمشاركة في مختلف المعارض الدولية رفيعة المستوى التي تعقد بانتظام في دولة الإمارات العربية المتحدة والاستفادة من الفرص الممتازة التي تقدمها· من جانبها أعربت سترفوفا عن سعادتها بنتائج لقائها مع معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وقالت: إن من شأنها دعم علاقات بلادها مع دولة الإمارات العربية المتحدة· وحثت المستثمرين في دولة الإمارات على مواصلة استكشاف فرص الاستثمار في سلوفاكيا خاصة في مجالات المعادن والعقارات والأغذية والأخشاب والسيارات والصناعات الدوائية