الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ولد عبدي يلقي الضوء على تطور الشعر الموريتاني

ولد عبدي يلقي الضوء على تطور الشعر الموريتاني
15 يوليو 2010 00:38
استضافت جماعة الأدب في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي أمس الأول في مقر الاتحاد بالمسرح الوطني بأبوظبي الناقد والشاعر الموريتاني الدكتور محمد ولد عبدي في محاضرة تحت عنوان “تطور الشعر الموريتاني” وبحضور عدد من الأدباء والمهتمين بالأدب والشعر. وفي تقديمه للمحاضرة قال الشاعر سالم بو جمهور “إن مساهمة الأدباء الموريتانيين في الثقافة الإماراتية تمتد لعقود قديمة، حيث تمازجت الثقافتان وأفرزت عطاءات إبداعية مهمة”. ونوَّه بوجمهور باسهامات محمد ولد عبدي وتعرفه منذ بداية التسعينيات على واقع الثقافة الإماراتية، وأن قراءة تطور الشعر الموريتاني تسهل على المتلقي معرفة مفاصل ثقافة بلد عربي أطلق عليه بلد المليون شاعر. واستهل ولد عبدي محاضرته بالحديث عن أهم الحقب الإبداعية للشعر بخاصة وتحولات الوعي الثقافي المواجه للشعر في المجتمع الموريتاني. ووصف ولد عبدي ثلاث مراحل مر بها الشعر الموريتاني وهي أولا مرحلة التأسيس التي تكرست في العصر المرابطي حيث كانت الثقافة دينية فبدا الشعر ذا حضور محدود جداً وأطلق عليها الباحث بالمرحلة (التأثيمية) إذ أنها تصف من يتعاطى الشعر بالآثم، والمرحلة الثانية هي المرحلة التأصيلية وهي التي تكرست في العصر الحساني نتيجة بروز ظاهرة التعليم الحضري اذ ظهرت تطورات محسوسة في الثقافة الاجتماعية وأطلق عليها الباحث المرحلة التعظيمية، بسبب اعتبارها تعليم اللغة العربية وسيلة للعبادة وعليه صار الشعر مزدهراً وذات قيمة معنوية وثالثاً المرحلة الاستعمارية التي بدأت منذ عام 1905 حيث احتل الفرنسيون موريتانيا والتي أطلق عليها الباحث بالمرحلة التذميمية بسبب بدء هجرة جزء من المجتمع الموريتاني إلى الخارج، وفيها أصبح تعاطي الشعر عيباً أو مذموماً وليس إثماً، وبحسب ولد عبدي لا تزال هذه المرحلة تمد رؤاها في المجتمع الموريتاني لحد الآن. ونوه إلى أن الاحتلال الفرنسي لموريتانيا يعتبر احتلالاً شكلياً لأن موريتانيا من وجهة نظر الاستراتيجية الفرنسية رابطة بين المغرب العربي وأفريقيا وبالتالي لم يسهم الاحتلال في سبل التحديث ووفق ذلك ظلت البنى الاجتماعية والثقافية قارة ولكن المجتمع الموريتاني استطاع أن يقف ضد الغزو الأفريقي والأمازيغي والفرنسي في آن واحد. وأكد ولد عبدي أن مرحلة الاستقلال الوطني عام 1960 تعد مفصلاً مهماً في تطور الثقافة الموريتانية باعتبارها حدثاً جديداً ابتدأ بابتعاث الموفودين إلى دول مثل مصر والعراق وظهور التيارات القومية والثقافات الحداثية مما أوجد أساليب جديدة متأثرة بشعر السياب ونازك الملائكة وعبدالوهاب البياتي وكانت حركة الاتجاهات الشعرية قد تمثلت في الاتجاه الكلاسيكي ومنها الاتجاهات السننية “الاتباعية” والجديدة والاتجاه التسجيلي بخصيصته الصحفية والاتجاه التمثيلي بخصيصته التراثية والاتجاه الحداثي. وقرأ محمد ولد عبدي بعد هذه الطروحات النظرية التاريخية ثلاث قصائد من شعره الكلاسيكي وهي قصيدة “مقام الماء” وشعر التفعيلة “سيرة ناقصة” ومن قصيدة النثر “الشجرة”. حيث يقول في قصيدة “مقام الماء”: للروح في حضرة التلوين أشواقُ وللرؤى في مقام الماء إشراقُ نحن الذين حملنا الوجد فانبجست من حبرنا في فضاء الله أذواق.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©