بوش: رياح الهلع من الأزمة المالية تتبدد

اعتبر الرئيس الأميركي جورج بوش أمس الأول أن ''رياح الهلع'' التي أثارتها الأزمة المالية لدى الأميركيين قد تبددت، وبعد لقاء مع رؤساء مؤسسات تأثرت بالأزمة المالية، قال بوش: إنه سمع محاوريه يقولون له: إن ''الناس بدأوا بتغيير مواقفهم، وانهم في صدد الانتقال من مرحلة القلق الكثيف الذي يشبه الهلع الى مرحلة يسودها مزيد من الانفراج، وبدأوا يلمسون نتائج التغيرات الناجمة عن ضخ السيولة في النظام المالي''· إلى ذلك ارتفعت البورصات العالمية أمس مدعومة بالآمال المعلقة على خطط الانعاش الاقتصادي في الدول الصناعية الكبيرة وبارتياح في سوق القروض· ووافق البرلمان الإسباني أمس الاول على مشروع خطة لشراء أسهم بقيمة تتراوح بين 10 إلى 30 مليار يورو بتمويل حكومي لمساعدة المؤسسات المصرفية· كما أعلنت وزيرة المالية الفرنسية كريستيان لاجارد في وقت متأخر من مساء أمس الأول اعتزام الحكومة ضخ 14 مليار دولار (5ر10 مليار يورو) إلى ستة بنوك فرنسية في إطار محاولاتها لتوفير السيولة في النظام المصرفي الفرنسي لاستئناف تقديم القروض للشركات والأفراد· وتجاوبت الأسواق على غرار وول ستريت مع دعوة رئيس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) الأميركي بن برنانكي الى اعتماد خطة انعاش اقتصادي جديدة في الولايات المتحدة بعد الخطة بقيمة 168 مليار دولار التي اقرت في الربيع الماضي· وقال برنانكي أمس الأول متحدثاً أمام لجنة الميزانية في مجلس النواب انه ''يبدو من المناسب في الظروف الحالية ان ينظر الكونجرس في خطة موازنة'' لانعاش الاقتصاد· وعلى اثر هذا التصريح، ارتفعت بورصة نيويورك أمس الأول، فاغلقت على زيادة بمعدل 4,67% لمؤشر داو جونز و3,43% لمؤشر ناسداك· وسجلت بورصات آسيا والمحيط الهادئ الكبرى توجهاً مماثلاً أمس حيث اغلق مؤشر نيكي في بورصة طوكيو على 9306,25 نقطة بارتفاع بنسبة 3,34%، وارتفع مؤشر نيكي القياسي 3,3 في المئة أمس لليوم الثالث على التوالي مدعوماً بصعود سهم شركة كانون وغيرها من أسهم شركات التصدير مع تراجع الين فيما تحول الاهتمام للخطوات التي يمكن أن تتخذها الولايات المتحدة لدعم الاقتصاد· وقفز مؤشر نيكي القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى 300,66 نقطة إلى 9306,25 نقطة، وصعد مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 3,2 في المئة إلى 956,64 نقطة· كما سجل ارتفاعا بنسبة 2,73% في سيدني و1,21% في سنغافورة و2,15% في نيوزيلندا و1,24% في بانكوك و0,79% في بومباي و1,41% في جاكرتا و0,69% في كوالالمبور· وكان الارتفاع محدوداً أكثر في هونج كونج بنسبة 0,05%، وشنغهاي بنسبة 0,42%، فيما بدأت التداولات على تراجع في سيؤول وتايبيه، وكانت سوق مانيلا أول بورصة اغلقت في المنطقة وقد انتهت الجلسة على ارتفاع بنسبة 2,61%· وارتفعت الأسهم الأوروبية أيضاً في التعاملات المبكرة أمس لتواصل مكاسبها لليوم الثالث على التوالي مع ترحيب المستثمرين بتحرك الحكومة الفرنسية لدعم بنوكها وارتفعت أسهم شركات النفط بفضل بقاء سعر الخام قرب 75 دولاراً للبرميل· وبحلول الساعة 1407 بتوقيت جرينتش ارتفع مؤشر يوروفرست 300 للأسهم الاوروبية الرئيسية 1,4 في المئة إلى 941,41 نقطة وسجلت أسهم البنوك وشركات الطاقة أكبر مكاسب· وقال بيل تشاترتون من شركة ايه بي ان امرو مورجانز في بريسبان مبديا ارتياحه: ''إن السوق تتصرف بشكل مناسب الى حد ما· لن أذهب الى حد القول اننا خرجنا من الورطة، لكنه على الاقل يوم ايجابي''· ورأى ماساتوشي ساتو المتعامل في شركة ميزوهو انفستورز سيكيوريتيز في طوكيو: إن ''تعليقات برنانكي عززت الآمال في اقرار اجراءات اقتصادية جديدة ودعمت السوق''، وأضاف أن ''أسواق المال هادئة نسبياً على المدى القريب، والأموال التي سحبت من السوق تتوجه نحو أصول مشكوك في تحصيلها''· كذلك شهدت سوق القروض بين المصارف الاثنين انفراجاً كبيراً في معدلات فائدتها أمس لليوم السابع على التوالي بعدما كان شللها في قلب الازمة المالية، وتعود الازمة التي اصابت هذه السوق الى فقدان الثقة في ملاءة المصارف ما جعلها تتردد في إقراض بعضها البعض· ومن المتوقع ان تنشر عدة مجموعات كبرى أميركية وأوروبية نتائجها خلال أيام ما سيعطي لمحة اولى عن مدى المشكلات العملية التي تواجهها المؤسسات· وفي قطاع البنوك الأوروبية قفز سهم بي·ان·بي باريبا 8,2 في المئة وسوسيتيه جنرال 11 في المئة وكريدي اجريكول 7,4 في المئة بعدما وضعت فرنسا خططاً لإقراض 10,5 مليار يورو لأكبر ستة بنوك في البلاد قبل نهاية العام· وفي القطــــاع النفطــــــــي ارتفعت أسهم بي·بي ورويال داتش شل وتوتال بين 2,5 و2,7 في المئة