الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأسواق الآسيوية ملاذ أخير للماركات الشهيرة

22 أكتوبر 2008 01:15
أدت ثماني سنوات متواصلة من النمو العالي في دول الاقتصادات الآسيوية الناشئة إلى تغيير الإمكانات المادية والسلوكات الاستهلاكية لشرائح عريضة من الصينيين والهنود وغيرهم· ويمكن لتزايد الإقبال على المنتجات الراقية مثل ''لوي فويتون'' و''رولكس'' و''كارتييه'' و''جوتشي'' و''آرماني''، أن يقدم فكرة مهمة عن هذا التحول الذي استأثر بالكثير من اهتمام المحللين الاقتصاديين· وعلى الرغم من الآثار النفسية السيئة للأزمة المالية التي يعيشها العالم الآن، إلا أن المدخرات الاحتياطية للطبقتين الوسطى والغنية في تلك الدول كانت كافية لاستمرار الانتعاش في أسواق السلع الفاخرة· ويعترف معظم مصنعي تلك السلع أن السوق الآسيوية هي التي تعمل الآن على تعويض الكساد الذي يعانون منه في أسواقهم التقليدية في أوروبا وأميركا· ويرى الخبراء أن التغير الوحيد الذي شهدته تلك الأسواق في آسيا مؤخراً يتلخص في أن الزبائن أصبحوا يستخدمون عيناً مفتوحة أكثر عند الشراء· ويفسر سيمون تام الخبير في المجموعة التي تدير سلسلة مقاهي ''كافيه ديكو جروب'' في هونج كونج هذا التطور فيقول: ''أصبح زبائن الأسواق اليوم أكثر نضجاً وخبرة مما كانوا قبل بضع سنوات، ولم يعد الناس يقذفون نقودهم كيفما اتفق، بل باتوا أكثر ميلاً للتدقيق والتمحيص قبل انتقاء ما يروق مزاجهم من هذه السلع ذات الأثمان الباهظة''· ويؤكد محللو الأسواق الآن أن آسيا أصبحت الهدف الأول لأصحاب الماركات الشهيرة بعد أن فاقت مبيعاتهم فيها بقية مناطق العالم· ويبدو بوضوح الآن أن نتائج الأزمة المالية التي يعاني منها العالم كانت في آسيا أقل وطأة، ومن القرائن الدالّة بقوة على هذه الحقيقة، أن نصف الصادرات السنوية من الساعات السويسرية التي تتعدى قيمتها الإجمالية 10 مليارات دولار، يتم استهلاكها في دول الاقتصادات الآسيوية الناشئة· وقال أونج بين، نائب رئيس شركة ''سينسير ووتش'' السنغافورية في معرض توصيفه لقوة تلك الأسواق: ''أصبح المقياس الحساس لمدى قدرة ساعة فاخرة جديدة على الرواج في الأسواق العالمية تعتمد على مستوى رواجها في آسيا وإيطاليا؛ فلو حققت أداء جيداً في هاتين السوقين، فلن يبقَ بعد ذلك أي شك في أنها ستحقق أداءها الجيد في بقية الأسواق العالمية''· ويمكن للأرقام أن تزيد من خلفية هذه الصورة وضوحاً، خاصة في آسيا التي تعرف عنها ظاهرة ضخامة الأشياء من ناحية عدد السكان واتساع الرقعة الجغرافية والمعدلات العالية للنمو والاستهلاك· وتشير الإحصائيات إلى أن الأسواق الآسيوية الناشئة تستأثر بنحو 40 بالمئة من مجمل المبيعات العالمية لشركات الماركات العالمية لشركات شهيرة مثل جضحب الفرنسية التي تعد الأضخم في إنتاج السلع الفاخرة على مستوى العالم، وهي تضم ماركات ذائعة الصيت مثل ''لوي فويتون'' و''فوف كليكو''· وعاماً بعد آخر، تزداد شهية اليابانيين على اقتناء السلع الفاخرة حتى أصبحوا يستهلكون ثلث المبيعات العالمية من بعض الماركات الشهيرة· وحتى بعد أن بدأت الأزمة المالية الراهنة تلقي بظلالها السوداء على أسواق السلع الفاخرة في آسيا، إلا أن كبار مصمميها ومنتجيها العالميين، ما زالوا يضخّون استثماراتهم الضخمة فيها، ومنهم شركة ''شانيل'' الفرنسية التي افتتحت في شارع جينزا الراقي في طوكيو مخزناً فاخراً ضخماً بلغت تكلفته الإجمالية 240 مليون دولار· ويقول ريتشارد كالوس المدير العام التنفيذي لفرع شركة شانيل في اليابان: ''أصبحت عوائد شركتنا في اليابان أعلى بثلاث مرات من عوائدها في فرنسا ذاتها''· عن موقع asiangazette.blogspot.com
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©