الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

منصات التمويل الجماعي منافس قوي للبنوك

منصات التمويل الجماعي منافس قوي للبنوك
9 يونيو 2018 14:30
حسام عبدالنبي (دبي) ستصبح منصات التمويل الجماعي منافساً قوياً للبنوك، ولا يجب الاستهانة بها، حيث يبلغ حجم سوق التمويل الجماعي 490 مليار دولار، حسب مصرفيين وخبراء أكدوا أن ظهور مثل تلك المنصات في العالم حقق المعادلة الصعبة، حيث مكن الشركات الناشئة، والتي تعمل في مجالات مبتكرة أو غير تقليدية (والتي ترفض البنوك تمويلها) من الحصول على قروض أو تمويلات بطريقة أكثر مرونة، وبأسعار تنافسية من خلال الاستثمار الجماعي، وتجميع أموال المستمرين الأفراد عبر المنصة مقابل حصولهم على عائد ربما يكون أفضل من عائد البنوك. وأشار الخبراء إلى أن إدراك البنوك للدور المستقبلي المهم لمنصات التمويل الجماعي جعل بعض البنوك المحلية تتخذ خطوات فعلية لمواكبة هذا التوجه، لافتين إلى أن تلك المنصات تطورت في الخارج، وأصبحت تؤدي نفس مهام البنوك في الإقراض والاقتراض، بل وصل الأمر بها إلى أن أصبحت وسيلة للادخار وتوفير الفرص الاستثمارية وإدارة الثروات حول العالم. منافس قوي وتفصيلاً قال معالي عبد العزيز الغرير، رئيس اتحاد مصارف الإمارات، في تصريحات لـ«الاتحاد»، إن ظهور منصات التمويل الجماعي وتنامي دورها في العالم يستوجب من البنوك أن تتنبه لمثل هذا الأمر، حيث يمكن أن تصبح تلك المنصات منافساً قوياً للبنوك في المستقبل، محذراً من عدم تطور البنوك بالشكل الذي يواكب المرونة التي تتيحها تلك المنصات أو الاستهانة بدورها مثلما حدث عند ظهور منصات التجارة الإلكترونية، وكان الكثيرون يستبعدون أن تنافس المراكز التجارية التقليدية لاعتقادهم بصعوبة شراء السلع إلكترونياً، ولكن تنامي الإقبال على التجارة الإلكترونية أجبر المتاجر الكبيرة على عمل منصات خاصة أو التعاون مع منصات التجارة الإلكترونية الشهيرة للاستفادة من نجاح الفكرة. وشدد الغرير، على أن البنوك ليس لديها خيار إلا أن تتماشى مع التطورات الحادثة في القطاع المصرفي (كل على حسب اجتهاده)، حيث إنه كلما كان البنك أكثر قدرة على مواكبة التطورات كان أكثر قدرة على الاستمرار والمنافسة. بديل تكنولوجي ومن جهته، قال أحمد بن سليم، الرئيس التنفيذي الأول لمركز دبي للسلع المتعددة، إنه وفقاً لتقرير أصدره المركز حول «مستقبل التجارة»، فإن البنوك ترفض تمويل 50% من طلبات تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ولذلك فإن التمويل التجاري البديل المدعوم من التكنولوجيا المالية (FinTech) وتقنية بلوك شين (Blockchain) يشهد تزايداً، مدللاً على ذلك بتضاعف معدل سوق التمويل البديلة في منطقة آسيا والمحيط الهادي بين عامي 2015 و2016 ليصل إلى قيمة إجمالية تبلغ 245.2 مليار دولار. وأكد أن التقرير يشير إلى أنه يمكن للتقدم التكنولوجي سد الفجوة الحالية في التمويل التجاري البالغة 1.5 تريليون دولار، متوقعاً أن تحدث تكنولوجيا بلوك شين وغيرها من التقنيات الناشئة ثورة في التجارة والتمويل التجاري، ولهذا الغرض تتقدم الإمارات بسرعة من خلال التطلع إلى المستقبل للاستفادة من هذه التغييرات الحاسمة للحفاظ على مكانتنا في الصدارة على مستوى العالم كمركز لتجارة السلع. انضمام ومن جهته قال سوميت أغاروال، نائب الرئيس التنفيذي ومدير العمليات المصرفية في بنك الإمارات دبي الوطني، إن البنك انضم إلى أعضاء منصة «إدارة رأس المال ومخاطر الائتمان»، وهي منصة رقمية للتمويل التجاري تم إطلاقها في عام 2017، تتيح التواصل بين المصارف والمؤسسات المالية لإنشاء وتوزيع الأصول التجارية، موضحاً أن المنصة الشبكية تضم نحو 40 عضواً من المؤسسات المالية العالمية في 17 دولة، ومن شأنها أن تتيح لبنوك الشرق الأوسط القدرة على إدارة احتياجاتها من رأس المال والائتمان والسيولة النقدية بكفاءة أعلى. وأكد أغاروال، أن الانضمام إلى منصة «إدارة رأس المال ومخاطر الائتمان» يأتي في إطار حرص البنك المتواصل على الاستفادة من أحدث الحلول المصرفية الرقمية، لافتاً إلى أنه من شأن الشراكة مع المؤسسات المالية العالمية الرائدة على غرار هذه المنصة أن يتيح للبنك تقديم الخدمات والمنتجات عالية القيمة لعملائه لدعم تدفق تعاملاتهم التجارية في مختلف أنحاء العالم، وتمكينهم من الوصول بسهولة إلى السيولة النقدية. وقال والتر جوب الرئيس التنفيذي لشركة زيوريخ في الشرق الأوسط، إن الشراكة مع «ميرسر» تسهم في علاج مشكلة معروفة في الشرق الأوسط إذ إن هناك حاجة واضحة للاستشارات المتميزة في مجال مدخرات العمل وتمويل المكافآت بالمنطقة، وهو ما تحققه تلك الشراكة بامتياز. مجالات جديدة دخلت منصات التمويل الجماعي إلى مجالات جديدة وغير تقليدية لم تمولها البنوك، وكان آخرها الشركات الناشئة والمتخصصة في مجال توفير الطاقة الشمسية حيث أعلنت شركة «PAWAME» عن نجاحها في أن تصبح أولى شركات الطاقة الناشئة في الشرق الأوسط التي تقوم باستخدام التمويل الجماعي كطريقة تمويل فعالة للديون. وتمكنت الشركة من الحصول على تمويل ديون بقيمة 543 ألف دولار من خلال شركة TRINE، التي يقع مقرها في السويد، ومن خلال الاستثمار الجماعي، تساعد شركة TRINE الناس لدعم مشاريع الطاقة الشمسية مع توفير عوائد استثمار لهم في الوقت نفسه. وذكر إسكندر علاق أليغ، رئيس مجلس إدارة والشريك المؤسس لشركة PAWAME: «لقد أثبت التمويل الجماعي المعتمد على الديون أنه بديل رائع بالنسبة لنا، حيث يوفر مرونة أكثر، ونسب فائدة أقل واختيارات أكثر لتأمين الموارد عند مقارنته بالقرض المصرفي التقليدي، منوهاً أنه يعد طريقة رائعة للوصول إلى الدعم المالي والموارد خارج إطار الاقتراض التقليدي، مع مستثمرين بنفس طريقة التفكير التي تتوافق مع رؤيتنا». وفي الإطار ذاته، أعلنت شركة أكورن كولكتيف، المؤسسة لأول منصة تمويل جماهيري عالمية قائمة على البلوكشين، سعيها إلى جمع ما يصل إلى 50 مليون دولار لتطوير منصة جديدة من شأنها أن تجعل التمويل الجماعي متاحاً عالمياً ومجاناً لجميع مشاريع البدء القانونية، بغض النظر عن موقعها الجغرافي. من خلال التمويل عن طريق القطع النقدية «ICO»، واستخدام بلوكشين الإثريوم، فسيكون بإمكان أكورن كولكتيف التخلص من رسوم المعاملات 3-5% التقليدية و5% لدى منصات الرسوم المرتبطة عادة مع منصات التمويل الجماعي الأخرى. المقرضون الجدد قال سيمون باريس، رئيس شركة «مايسيس»، إن وسائل التمويل البديلة مثل الإقراض المباشر بدأت بترك بصمة مهمة في هذا القطاع، ولا تزال أحجام القروض الإجمالية في ارتفاع، لافتاً إلى وجود شريحة متنامية في سوق الإقراض يتم تمويلها من قبل مقدمي خدمات التمويل عبر منصات الإقراض المباشر أو ما يعرف بـ P2P (PEER TO PEER LENDING). وأوضح باريس، أنه مع تعرض مؤسسات التمويل التقليدية للضغط من هؤلاء المقرضين الجدد، تتعرض البنوك لخطر خسارة العملاء والفرص.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©