منصة إلكترونية لقراءة الكتب الإسبانية مجاناً ودون تحميل

تشهد صناعة الكتاب في عالم اليوم أكثر من تجربة واتجاه، سواء من ناحية ولوج العصر الرقمي أو من ناحية حقوق المؤلف والعناية به، ولا سيما في المجتمعات التي لا توفر فيه هذه الصناعة مردودا ماليا وافرا يضمن حياة كريمة للكتاب، الذين ينتهون غالبا إلى حالات حاجة وفقر كما هو الحال في الأرجنتين ومعظم دول العالم الأقل نموا. والبارز في هذا المجال حديثاً تجربة إسبانية تسعى إلى التميز الرقمي في صناعة ونشر الكتاب الإلكتروني، مما يتوقع أن يكون له تأثير إيجابي على تأليف ونشر الكتب، وتوجه الأرجنتين لتبني نظام يضمن حياة كريمة لمؤلفي الكتب لبقية حياتهم وذلك على طريقة بعض الدول الأوروبية. قراءة افتراضية ففي إسبانيا، تحاول إحدى الشركات تغيير الطريقة التي يستخدم فيها الناس الكتب، أو المعادل الحديث لها على الأصح، أي الكتب الإلكترونية. ومن المقرر أن تطلق منصة تدعى” 24 سيمبولز” ومقرها مدريد، في الشهر القادم، تجربتها الجديدة في القراءة الافتراضية التي تسمح للزوار بقراءة هذه الكتب بأكملها بالمجان ودون ضرورة تحميلها، أياً كان الوقت الذي يستغرقونه في القراءة، لكن في المقابل فإن القراء يجب أن “يسعدوا” ويتقبلوا عروض الإعلانات على الموقع. وتتطلب هذه الخدمة الجديدة أداة إلكترونية جديدة واشتراكا أولياً بنحو 10 يورو شهرياً أو 60 يورو سنوياً. وتأمل الشركة أن تكون مباشرة على الشبكة بشكل كامل بحلول العام 2011 ، وأن تتمكن من تطبيق النموذج نفسه الذي طبقته الشركة السويدية “سبوتفلاي” في الموسيقى حيث يتلقى المستخدمون تسجيلات مجانية مشروعة ومرخصة قانونياً من قبل معظم العلامات المعتمدة. القرصنة وتنطلق رؤية المشروع الجديد، حسبما جاء على موقع الشبكة الألمانية “دويتشيه ويلليه “ ما قاله جوستو هيدالجو الشريك المؤسس للمنصة: “بسبب القرصنة، وربما الأسعار في بعض الأحيان، يتفهم الناس ويبدأون استهلاك محتويات ومواد بطرق مختلفة عما كان سارياً من قبل. وطالما أن التسجيلات الموسيقية والأفلام والاستعراضات التلفزيونية قد انتقلت إلى نموذج التوزيع العريض عبر “الأونلاين” فإن الأمر نفسه سيحصل للكتب الإلكترونية”. وأضاف هيدالجو أن شركته تركز حاليا وبشكل أساسي على الكتب الإسبانية، ولكنها سوف تنتقل في وقت لاحق إلى لغات أوروبية أخرى بما في ذلك الإنجليزية والألمانية وغيرها. كتاب فقراء ومن المميزات الجديدة الموعودة لهذه المنصة هو أنها تركز على التواصل الاجتماعي “والتشارك في تجربة القراءة “ حيث إن تطبيقات “شركة 24” سوف تجعل من الممكن بنقرة واحدة “تشارك مقاطع من نصوص الكتب مع الأصدقاء على مواقع الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك”. وعلى خطى مبادرات شبيهة شهدتها دول مثل فرنسا وإسبانيا، بدأ الكونجرس في الأرجنتين دراسة مشروع منح ما يشبه المعاش التقاعدي للكتّاب الذين يساهمون بالثراء الاجتماعي، ولكنهم يصبحون غالباً في نهايات عمرهم إلى الفقر. وذكرت صحيفة الجارديان في تقرير لها عن هذا الموضوع أن الكونجرس سوف يدرس اقتراحا تقدم به قبل أسبوع يسمح للمؤلفين الذين نشرت لهم أعمال تقاضي ما يعادل 565 جنيها ( نحو 900 دولار ) وهو ما يفوق الحد الأدنى للمعاشات التقاعدية في البلاد. ويستفيد من هذا المعاش الكتاب الذين يتخطون سن الخامسة والستين ويكونون قد أمضوا أكثر من عشرين سنة في مجال “ الإبداع الأدبي”. ورأى بعض المحللين وفق الصحيفة أن اقتراح القانون هذا الذي تقدم به حزب يدعم الرئيسية الأرجنيتينية كريستينا كيرشنر، على علاقة بسعيها للترشح إلى ولاية رئاسية ثانية في انتخابات أكتوبر القادم. وقال جراسيليا أراؤوز، رئيس جمعية المؤلفين الأرجنتينيين إن القانون سيسمح للكتاب المتقدمين بالسن “بالعيش بكرامة لبقية حياتهم”. وتفخر مدينة بيونس إيريس بتقليد أدبي وطني يبرز فيه روبرتو ارلت، جوليو مورتازار وجورج لويس بورجس وافقت على اقتراح مشابه في العام 2006 يضمن معاشا شهريا بنحو 400 جنيه، وقد تمت الموافقة على 72 طلبا من بين مائة طلب تم التقدم بها للحصول على هذا المعاش في المدينة وحدها.