الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رجع الصدى

22 أكتوبر 2008 01:21
الأول أو لا شيء، لماذا؟، لأنك لست أقل من فلان، أو لأن الناس ''ستأكل'' وجهنا إن لم تكن كذلك، أو لأن هذا هو المركز الوحيد الذي يضمن لك طريقا الى واحدة من كليات القمة· إما إن تكون طبيبا أو مهندسا، أولا تكون شيئا يذكر بمقاييس الوجاهة الاجتماعية، هذا هو الحوار المتكرر والمقرر في كل بيت يوجد به طالب أو تلميذ أو حتى طفل في ''كي جي''· بالنسبة لمعظم أولياء الأمور، فإن التفوق ولاشيء غيره هو المطلوب، والتفوق يعني عندهم صدارة الجميع، رغم أن المركز الأول، شئنا أم أبينا، يحصل عليه طالب واحد أو اثنان أو حتى ثلاثة، ورغم أن معظم عظماء العالم، من زعماء وعلماء ومبدعين، لم يكونوا الأوائل في مدارسهم ولم يكونوا ممن يحصلون على العلامات الكاملة، بل أن بعضهم كانوا فاشلين بالمقاييس المدرسية· بالنسبة لأولياء الامور فإن التفوق هو المكانة الاجتماعية وسبب للتفاخر والمباهاة، ومن أجل ذلك لا مانع من تعذيب الأبناء وتعريضهم لضغوط تفوق الاحتمال، ومطالبتهم بما يفوق قدراتهم أو ما لا يعكس مواهبهم الحقيقية أو يجسد رغباتهم· ولأولياء الامور أقول: أبناؤنا في مراحل التلعيم المختلفة في حاجة إلى الهدوء والى مشاعر الطمأنينة وإلى روح التفاؤل، في حاجة الى من يغرس فيهم حب العلم والرغبة الحقيقية في الاستزادة منه، في حاجة الى من يؤكد لهم ان الهدف من التعليم ليس اجتياز امتحان نهاية العام، بل اكتساب المعارف وتنمية المهارات وفهم الحياة· قبل أيام اتصل بي صديق طالبا مساعدته في العثور على مدرسة خصوصية لابنته في اسرع وقت بأي ثمن، وابنة صديقي التي بيحث لها عن مدرسة خصوصية فورا لانقاذها من الضياع تلميذة في الصف الثالث الابتدائي، و''جريمتها'' الوحيدة انها حصلت على الترتيب الخامس في صفها، في أحد الامتحانات الشهرية، وهو لا يرضى لها بغير أحد المراكز الثلاثة الأولى· ولصديقي ومن يفكر بطريقته اسوق مقولة أديسون المخترع العملاق: العبقرية واحد بالمائة موهبة و99 بالمائة جهد وعرق ومثابرة· علينا أن نعلم أبناءنا بذل الجهد·· دون أن نضعهم أمام تحديات لا قبل لهم بها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©