شيوخ سلاطين الطرب تحيي تراث أساطير الغناء

تنهل فرقة ''شيوخ سلاطين الطرب'' من التراث الغنائي والموسيقي العربي· فهو مرجعها وهدفها· منه انطلقت مسيرتها الغنائية لتقدم الموشحات الحلبية على كافة أشكالها، واقتفاء الأثر غير المتداول لهذا التراث والعمل على نشره· ولعل ما يلفت النظر إلى الفرقة هو عدد أفرادها الكبير الذي يصل إلى 50 شخصاً يتوزعون بين العزف والغناء واللوحات المولوية (الدراويش) التي لا يكاد يخلو منها عرض للفرقة مع عناصر تمثل لوحة الرقص الشعبي لمدينة حلب· فالفرقة كما يقول مديرها الإداري علي العقباني ''امتداد لفرقتي سلاطين الطرب وشيوخ الطرب· من هنا جاءت تسمية الفرقة ''شيوخ سلاطين الطرب''، لأن أعضاءها شيوخ في الموسيقى والطرب ويبلغون المستمع النشوة في الاستماع الموسيقى· والطرب الذي نقدمه مستمد من أساطير الغناء واللحن في العالم العربي وتحديدا من مدينة حلب· هذا عدا عن اهتمامنا بالتراث الموسيقي غير المدون الذي يسمى بالفلكلور الذي نجهل من لحنه أو من قام بغنائه، ولكنه متداول بين الناس وتناقلوه عبر مئات السنين''· وتسعى الفرقة إلى إحياء التراث الموسيقي العربي الغني بالمقامات الموسيقية الصعبة، كما تعمل على تجديد البناء الموسيقي لأي أغنية دون تغيير قوالبها الغنائية· تواشيح جماعية وتعتمد الفرقة على الغناء الجماعي الذي يصفه محمد بشار شريفة رئيس الفرقة وعازف الشيليو بـ''الصعب، والذي يحتاج إلى الكثير من التنسيق''· ''فمثلا يجب أن يكون هناك توازن على صعيد الصوت والكلام عند تقديم الموشح أو الدور بين المنشدين الذين يصل عددهم إلى خمسة''· لذلك هناك صفات محددة للمنشدين الذين ينضمون إلى الفرقة أهمها كما يقول شريفة: ''أن يكون المنشد ذا صوت جميل، ودارسا للموسيقى وتجويد القرآن حتى يتمكن من نطق الحروف وتشكيل الكلمات بطريقة صحيحة· هذا عدا عن إلمامه بالتراث الموسيقي''· هدف الفرقة وتهدف الفرقة في عملها إلى تخليد ذكرى الرواد، وتقديم التراث إلى الجيل الجديد الذي لا يعرفه· لذلك يرى العقباني أن جمهور الفرقة ليس نخبويا بل تملك جمهورا عريضا، شارحا'' ليس لدينا حنين ميت للماضي بل حنين حي قابل للتطور والتجدد، مع أننا نطل على المسرح بالزي التقليدي للفرق الموسيقية الحلبية''· صعوبات فنية على الرغم من نجاح الفرقة إلا أنها حتى الآن لم تقدم أغنيات خاصة بها بسبب صعوبة إيجاد كلمات تناسب الجو التراثي العام الذي تقدمه الفرقة، مع أن الشعر العربي غني بنصوص يمكن أن تلائمها· هذا عدا عن صعوبات مادية كما يقول العقباني، ''فشركات الإنتاج لا تدعم هذا النوع من الفرق بسبب اعتقاد خاطىء أنها لا تجني الربح وليس لها جمهور· ولكننا استطعنا الحصول على دعم من وزارة الثقافة السورية من ناحية مشاركة الفرقة في الحفلات التي ترعاها الوزارة أو تنظمها، خصوصا حفلات التبادل الثقافي بين سوريا والدول العربية مثل حفلتين قدمتهما الفرقة الأولى في دولة الإمارات العربية المتحدة والثانية في اليمن''· التراث أمانة يبدو أن العودة إلى الأصالة هي حالة بدأت تتغلغل في الشارع العربي· لذلك لم يعد غريبا أن نرى بعض الشباب يذهبون لمشاهدة فرقة ''شيوخ سلاطين الطرب'' التي ترفع شعار التراث أمانة يجب الحفاظ عليه، ولكنه تراث متحرك ومتجدد وإنساني·