فنانون يعلقون فشلهم على شماعة النظام السابق

فتح مؤخراً عدد من الفنانين المصريين النار على النظام المصري السابق ورموزه، وأكدوا أنهم خسروا بسببه الكثير من مواهبهم ونجوميتهم، بدعوى تعمد استبعادهم من المشاركة في الأعمال الفنية، ولم يلق أي من هؤلاء باللائمة على نفسه أو على ظروف السوق والعرض والطلب، وبدت تصريحات غالبيتهم كما لو كانت تريد ركوب موجة الثورة لا أكثر. وفي مقدمة هؤلاء نجوى فؤاد التي أكدت أنها تضررت كثيراً في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك، واتهمت التليفزيون المصري بأنه تعمد تجاهلها، واعتبرت مشاركتها العام الماضي في مسلسلات “مذكرات سيئة السمعة” أمام لوسي وسوزان نجم الدين و”رحيل مع الشمس” أمام محمود قابيل وعزت أبوعوف و”حضرة الضابط أخي” أمام محمد رياض، بمثابة أدوار كومبارس، لا تتناسب مع مشوارها الفني الحافل بعشرات الأفلام والمسلسلات التي لعبت بطولة غالبيتها على حد قولها. واللافت أن نجوى فؤاد لم تذكر أن المسلسلات الثلاثة أنتجها مباشرة قطاع الإنتاج وشركة صوت القاهرة التابعان لاتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري، كما تجاهلت عامل الزمن الذي عانت منه غالبية زميلاتها ومن عاصرنها فاعتزل بعضهن وآثر البعض الآخر الابتعاد ومنهن شادية وفاتن حمامة وماجدة الصباحي وهند رستم ونادية لطفي ومريم فخر الدين. وأرجع حمدي أحمد قلة أعماله طوال العشرين عاماً الاخيرة الى مواقفه السياسية التي رفض فيها مواقف النظام السابق، واتهم صراحة وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف بمنعه من التمثيل وسد كل المنافذ أمامه في المسرح والسينما والتليفزيون. وأكد أنه كان كلما يلتقي بمنتج يقول له: انت ممنوع من التمثيل بأمر صفوت الشريف، ولم يذكر أنه سافر لفترة خارج مصر قدم خلالها العديد من الاعمال الفنية، كما شارك في بطولة عدد كبير من المسلسلات في الأعوام الأخيرة منها “أوراق مصرية” و”ينابيع العشق” أمام صلاح السعدني ونبيل الحلفاوي وهالة صدقي، و”بعد الطوفان” أمام هشام عبدالحميد، و”الشيخ الشعراوي” أمام حسن يوسف. الأمر نفسه تكرر مع المطربة عزة بلبع التي أكدت أن وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف كان يقوم بالتضييق عليها وأنه حاربها فنياً من خلال إلغاء مسرحياتها ومنع أغنياتها من التليفزيون الرسمي، وعرقلة أو إلغاء أي عمل تشارك فيه بالغناء، وانها كانت حين تتفق مع جمعية أو هيئة أو حتى الأفراد لإحياء حفل خارج مصر، وتحديداً عقب تقديمها أغنيتي “الحلم جي” و”جدف يا برادعي” كانت تفاجأ لاحقاً بعبارة “نأسف لأنك ممنوعة دولياً”. أما هشام سليم فكشف عن أن النظام السابق حرمه نجومية كان يستحقها قائلاً: تعرضت لمضايقات ومحاولات دائمة لوضعي في حيز لا يتناسب مع تاريخي وإمكانياتي كفنان، وكان هذا في إطار حرب ضد عائلة صالح سليم، ولفت إلى أن مشكلته مع النظام السابق لم تنته برحيل والده، خصوصاً وأنه كان يتحدث كثيراً ويبدي ضيقه من الأوضاع الخاطئة، وكان يتعرض لمضايقات في مسألة الأجر ووضع اسمه في حملات الدعاية للأعمال في أماكن أقل بكثير من قيمته الفنية، وأكد أن هؤلاء كانوا يتدخلون في تدعيم نجوم ومحاربة آخرين، ولم يتحدث عن ظروف العرض والطلب من الفضائيات التي لا دخل للحكومات فيها، وأنه كان موجوداً طوال 20 عاماً في العديد من المسلسلات وبأدوار رئيسية ومنها “الراية البيضا” و”ليالي الحلمية” و”ارابيسك” و”الكومي” و”أماكن في القلب” و”ظل المحارب” و”المصراوية” و”حرب الجواسيس” و”اختفاء سعيد مهران” وغيرها. وقال جلال الشرقاوي إن المسرح المصري انهار في عهد مبارك ووزير ثقافته فاروق حسني، وأنه لم يكن يحب الفن أو الفنانين على الإطلاق وكان يحب الكرة ويهتم بها أكثر. ويذكر الجميع أن الشرقاوي أنتج وأخرج عدداً من المسرحيات التي عرضت على مسرحه في وسط القاهرة انتقد فيها النظام بقوة باعتبارها تنتمي للمسرح السياسي الذي يفضح ويدين السلبيات بشكل قوي ومنها مسرحيات “ع الرصيف” لسهير البابلي وحسن عابدين، و”انقلاب” لنيللي وايمان البحر درويش و”المليم بأربعة” و”بشويش” لهالة صدقي ومحمد الشرقاوي و”دستور يا أسيادنا” لاحمد بدير و”حودة كرامة” و”برهومة وكلاه البارومة” لاحمد آدم. وقال علي الحجار إن جهاز أمن الدولة في النظام المصري السابق كان السبب في منع أحد ألبوماته من الطرح في الأسواق بسبب تشجيع أغنياته على مقاومة الفساد ورفض الظلم، وأنه تم منعه من الغناء في حفلات ليالي التليفزيون لصالح المطرب العراقي كاظم الساهر بسبب بعض أغنياته ضد الفساد والمفسدين. وفي الوقت الذي أشار فيه إلى أنه منع من دخول التليفزيون المصري لفترة طويلة بسبب غنائه رباعيات صلاح جاهين، لم يذكر أنه أكثر مطرب غنى تيترات البداية والنهاية لعشرات المسلسلات التي أنتجها تليفزيون الدولة، إلى جانب مشاركته بالتمثيل في مسلسلات أخرى منها “أبوالعلا البشري” و”قشتمر” و”بوابة الحلواني” و”السائرون نياماً” الذي انتجه قطاع الإنتاج في رمضان الماضي، كما شارك في بطولة عدد من المسرحيات التي أنتجها مسرح الدولة.