الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دماء المقدسيين الشرفاء

24 يوليو 2017 23:43
أجل إن هواء القدس الذي امتلأ بدماء المقدسيين الشرفاء الأحرار يظل مخضباً على مر الدهور والأعوام؛ لأنه مغموس بالدماء، مجبول بتراب الوفاء، يستصرخ الولاء، معجون بالفداء، مستجير لهوف للنداء، مسربل بقوافل الشهداء، متوقد الجمر الحارق، الماحق الظلم المارق. مصحح المسيرة، عالي الهمة يرفع رايات الأمة تتوق إلى مدائنها وواحاتها، الدماء الزكية يشمخ برؤيتها الأبطال الأفذاذ ممن يسطرون ملاحم الفداء، وجوه سمرٌ وصدورٌ مخضبة تقتحم الوغى وتثب على رأس المحتل، فيحترق ويتلظى، حيث يصير الحجر والشجر والمطر وابلاً كطير أبابيل. وها هو العتيبة الشاعر يسطر في قصيدته رسالة إلى القدس.. جلية واضحة يصور حقيقتها دون إسهاب أو إطناب. يا قدس يا مدينة السمـــــــاء أراك فــي ثوب من الـدماء فهــل تــراك مبتــدا قطيعـــة للقوم أم مكان الالتقاء يحيطـــك الظــــلام يا حبيبتي وكــنت فينا منبـع الضـــياء ويغرس الباطل فيك نابه فيستجير الحق بالفداء ذكرى القدس في قلب الشاعر لها صدق المشاعر ولهفة الخاطر والتشوق المملوء شموخاً، وتؤكد الحقيقة التاريخية الدامغة التي تعني التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين منذ نشأة المدينة وانبساطها فوق الأرض، والحق تؤول إليه الغلبة مهما طغى الظلام وعظم الأمر وتكاثرت المحن وتكالبت الخطوب. أنـــا هنــــا يقولهـــــا مكــبر ومقرئ السلام للعذراء أنا هنا ومسجدي لي شاهد وهــــــذه كنيســــتي إزائـي ولا أراك جــــــــاهــــــــلاً بأنني أقــــوى من الــزوال والفناء مناجاة الخل الوفي ولأن المحن كثيرة والخطوب جسيمة، والتردي الذي ينخر جسد الأمة كبيرة، فلا بد أن تخرج الزفرات حميمة ملتهبة، والآهات عذابات متلاحقة، والمناجاة حارة جياشة، وهذا هو شأن شاعرنا العتيبة باثاً هموم أمة وجراحات شعب ومصير وطن، ممجداً القدس لمنزلتها السامية المقدسة في روح الأمة العربية والإسلامية. محمد عوض الجشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©