الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معاقو «الترابط الاجتماعي المصرية» يحلمون برعاية متكاملة

معاقو «الترابط الاجتماعي المصرية» يحلمون برعاية متكاملة
15 يوليو 2010 20:21
قدم أطفال وفتيان «جمعية الترابط الاجتماعي» المصرية - بسعادة غطت على إعاقاتهم- استعراضات فنية على مسرح المركز الثقافي الروسي بالقاهرة شملت استعراض مراحل التاريخ المصري منذ عصر الفراعنة وعرضاً لأحداث ثورة 1919 وحرب أكتوبر، وتم عرض منتجاتهم من رسم على الزجاج وإكسسوارات وتفوقوا في إتقانها. أنشطة وفعاليات منذ تأسيسها تقدم الجمعية مجموعة من الفعاليات تراعي الأوضاع الخاصة للمعاقين، تقول في ذلك الدكتورة عصمت علوي- رئيس الجمعية: «منذ أكثر من 12 عاماً اكتشفت أن المعاقين ذهنياً لا يجدون الأماكن المتخصصة في التعامل معهم كحالة خاصة! ولأنني أملك مدارس خاصة وأعشق التعامل مع الأطفال وجدت أنه من واجبي إتاحة الفرصة لهذه الشريحة المهمشة التي يجهل الكثير كيفية التعامل معها وإدماجها في الحياة. لذا أنشأت هذه الجمعية لتعنى بالمعاقين ذهنياً ووجدت استجابة من هؤلاء الأطفال للتدريب المتواصل على أيدي خبراء ومتخصصين في علم النفس والاجتماع والتربية الخاصة، فبدلاً من الاعتماد الكامل على الأم في كل احتياجاتهم علمناهم الاعتماد على أنفسهم في أبسط أمور حياتهم مثل دخول دورة المياه والأكل وتغيير ملابسهم، فمهما كانت مرحلة التأخر التي يعانون منها فكلهم يدركون، لكن بشكل مختلف، والمهم التدريب المتواصل على أيدي المتخصصين، فكل طفل له برنامج خاص به يضعه الخبراء الذين نستعين بهم لمواكبة مشاكله واحتياجاته ونعلمه الأشغال الفنية.. وهذا الحفل الفني هو العاشر، فكل عام نقوم بتدريبهم على هذا الحفل». متميزون ومتفوقون حصل بعض الأطفال والشباب المشاركين في أنشطة الجمعية على ميداليات ومراكز متقدمة مثل: دعاء حسين «15 سنة» حصلت على 3 ميداليات في رفع الأثقال. أحمد مصطفى «15 سنة» حصل على مركز أول في كرة البوتشي. سلمى يحيى «14 سنة» بطلة الجمهورية في رمي الجُلة. أميرة ناصف «29 سنة» مركز أول جري 100م. محمود عادل «15 سنة» مركز أول رمي جُلة. ومع صعوبة التحدث والحوار مع هؤلاء الأطفال توجد لغة أخرى من السعادة التي تعلو وجوههم والامتنان لتشجيعهم والتصفيق لهم وتصويرهم وهم يؤدون أدوارهم على المسرح. تقول صباح إبراهيم خالة مي- 13 سنة : «تحسنت مي كثيراً منذ انضمامها للجمعية وتعلمت أشياء لم تعتقد يوماً أنها ستتقنها وأصبحت تنتج أشغالاً فنية وحتى المدرسة تفوقت فيها كثيراً فهم يعلمونهم كيفية الاندماج في المجتمع». فيما يقول الدكتور مصطفى: «اكتشفت تأخر ابني حسام ذهنياً منذ ولادته وبذلت مجهوداً كبيراً لمحاولة علاجه ولكن دون جدوى! واليوم ابني تقدم في أسلوب تعامله وأنتج مشغولات فنية وتعلم مبادئ رائعة في الحياة وأصبح يفهم أفضل من ذي قبل بفضل انضمامه للجمعية». جنود مجهولون أثمر الجهد المبذول مع هؤلاء الأطفال والتدريب المتواصل نتائج رائعة، لذا فالمدرسون الذين يتعاملون معهم هم أشبه بالجنود المجهولين. يقول مصطفى عبدالكريم ـ المدير الفني المشرف على التدريب: «تخرجت منذ عشرين عاماً في كلية الآداب قسم علم الاجتماع وعندما تعاملت مع الأطفال المتأخرين ذهنياً عشقت هذا المجال وتبحرت في دراسته، فالتعامل مباشرة معهم وتدريبهم على الاستعراضات أسهل من التعامل مع الأطفال العاديين لأن الطفل المعاق ذهنياً عندما يرتبط نفسياً بمدربه ويحبه ويفهمه ينفذ كل مايتلقاه وبالتدريب المتواصل يتقنه». وعن الصعوباب التي تصادفهم خلال التدريب، يقول: «النسيان وتشتت الذهن أكبر العوائق التي تصادفنا لذا نتفاداهما بالتدريب المستمر الطويل، كذلك الإمكانات الحركية والعضلية قد تكون من المعوقات. لذا نقوم بتعليم الأطفال تأهيلياً وفنياً في المدرسة من الثامنة والنصف صباحاً إلى الثانية والنصف بعد الظهر، كما نعلمهم الموسيقى والكمبيوتر والقراءة والكتابة كلاً على قدر استطاعته». فنانون داعمون تقوم على تدريب الأطفال قبيل الحفل بعدة شهور مجموعة مدربين (أحمد وهشام ووليد وإسماعيل ومنى مجدي، وغيرهم) فهم من المدربين الشباب الذين يدربون الأطفال ويتواصلون معهم وهم متخصصون في التعامل مع ذوي الإعاقات الذهنية، ويؤكدون أن نجاح الحفل أكبر هدية لهم حيث أثبتوا أن هؤلاء الأطفال قادرون على الإنجاز. وقالت أميمة: «لم أتصور كل هذا الحماس والنشاط من هؤلاء الأطفال فقد فاقوا الكثير من الأسوياء الذين قد لا يستطيعون القيام بكل هذه الاستعراضات والانشطة الفنية». وقد شاركت الفنانة مديحة حمدي في تقديم الأطفال والإشادة بهم وبأدائهم. وكذلك الفنانة ناهد رشدي التي قالت: «أنا سعيدة بأداء الأطفال المعاقين ذهنيا وأدعو كل الناس لتشجيعهم، كما أدعو وسائل الإعلام لإعطائهم مساحة أكبر والاهتمام بهم». «نهر الخير» يتبع مركز «نهر الخير» للجمعية التي تستضيف الأطفال بلا مقابل، وكذلك «بيت العيلة» الذي يرعى المعاقين مجهولي النسب والأيتام.. لذا أوجدت الجمعية هذه المراكز لتهتم بهؤلاء المساكين. في ما يتجلى حلم الدكتورة علوي الكبير في تربية متكاملة للمعاق، وقد بدأت أول خطوات تحقيقه حيث خصصت لهم الدولة مساحة في منطقة الشيخ زايد لتكون مدينة متكاملة للمعاقين يستطيعون ارتيادها والتعلم في ورش تدريبية ومدرسة خاصة ومستوصف ودورات متعددة. ويستطيع أي معاق من خارج المدينة الالتحاق بها وستقام هذه المدينة المتكاملة بالجهود الذاتية. لذا فالتمويل هو العقبة الأولى في طريق نجاح هذا الحلم ويحتاج إلى تضافر كل الجهود لإنجاحه وإنجازه.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©