الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

توقعات باختراق في لقاء السراج وحفتر بباريس اليوم

24 يوليو 2017 23:57
باريس، القاهرة (وكالات) أعلنت فرنسا أمس أنها تستضيف اليوم الثلاثاء المحادثات بين رئيس المجلس الرئاسي الليبي لحكومة الوفاق فائز السراج وقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر بهدف التوصل إلى حل ينهي الأزمة الليبية. وذكر بيان صادر عن قصر الرئاسة الفرنسي (الإليزيه) أن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الجديد غسان سلامة سيشارك بالمحادثات التي نظمها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وأعربت فرنسا عن الأمل في تحقيق «المبادرة» هدفها عبر التوصل إلى اتفاق بين السراج وحفتر و«تسهيل الوفاق والتفاهم السياسي بينهما». وأكد البيان دعم فرنسا وحلفائها جهود التوصل إلى تسوية سياسية تحت إشراف الأمم المتحدة تجمع مجمل الأطراف الليبية. وأوضح أن فرنسا تهدف من خلال المبادرة إلى بناء دولة قادرة على تلبية احتياجات الشعب الليبي ولديها جيش موحد يخضع لإشراف السلطة المدنية، كما أنها تهدف أيضاً إلى محاربة «الإرهاب» ومكافحة تهريب الأسلحة والهجرة وعودة المهاجرين إلى حياة مؤسساتية مستقرة. إلى ذلك ، رجح دبلوماسي مصري مسؤول حضور وزير الخارجية المصري سامح شكري، لقاء السراج وحفتر، وذلك خلال زيارته لفرنسا. وقال الدبلوماسي الذي رفض ذكر اسمه لموقع 24 الإخباري، إنه لم يتم التأكيد بشكل تام على حضور شكري لهذا اللقاء، ولكن من المرجح حدوث ذلك انطلاقاً من الدور المصري البارز في القضية الليبية وما تمثله من أهمية كبيرة في دعم وتعزيز الاستقرار داخل الأراضي الليبية. ورحب مراقبون للشأن الليبي أمس باللقاء المزمع بين حفتر والسراج. وتوقع مراقبون في تصريحات متفرقة أدلوا بها لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن يحدث هذا اللقاء «اختراقاً سياسياً» في اتجاه التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية «لاسيما وأنه يجمع بين أهم طرفين في النزاع الدائر حالياً في ليبيا. في هذا الصدد قال والكاتب التونسي الخبير بالشأن الليبي جمعة القاسمي أن «القمة المرتقبة بين حفتر والسراج في باريس تندرج في سياق سعي فرنسي لافت نحو ضمان موطئ قدم واضح وثابت على مستوى الملف الليبي الذي مازالت تتقاذفه العديد من المشاريع الإقليمية والدولية ارتباطاً بمصالح هذه الدولة أو تلك». وأضاف أن «هذا اللقاء يأتي بعد المبادرة الإماراتية التي نجحت في عقد أول اجتماع بين السراج وحفتر في (أبوظبي)، ولكن بعد تراجع الدور الإيطالي في ليبيا عادت فرنسا لتستغل هذا الفراغ الإقليمي لجلب الملف الليبي إليها خاصة أن مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى ليبيا غسان سلامة مقرب من باريس بل ومحسوب عليها». وأوضح القاسمي أن «فرنسا التي حافظت على علاقات ودية مع كل من المشير حفتر وحكومة الوفاق الليبية، تسعى لإيجاد صيغة توافق وتفاهم بين الرجلين في مرحلة تزايدت فيها احتمالات تحرك قوات حفتر نحو غرب ليبيا ولاسيما العاصمة طرابلس لإخلائها من المليشيات المسلحة». وشدد على أن «اجتماع (أبوظبي) بين الرجلين كسر الجليد بين أهم طرفي الأزمة الليبية.. أما اجتماع باريس فسيبنى على ذلك ويسعى لإيجاد توافق وتفاهم لتجسيد المبادرة التي طرحها السراج أخيراً، لإجراء انتخابات والتوصل لحل سياسي للأزمة الليبية»، مؤكداً أن فرنسا «قادرة على تحقيق اختراق سياسي قد يجنب ليبيا الذهاب نحو الحل العسكري لأزمتها المتفاقمة». من جهته رأى المحلل السياسي التونسي صلاح الدين الجورشي أن «هذا اللقاء بين السراج وحفتر خطوة إيجابية في حد ذاتها لأن ليبيا في أشد الحاجة إلى الحوار السياسي وهذان الشخصان يمثلان الصف الأول من طرفي النزاع الدائر حالياً في ليبيا». وأضاف الجورشي «لكن يجب أن نميز بين مستويين في التفاعل مع هذا اللقاء المرتقب الأول يتعلق برمزية الاجتماع بحد ذاته ومؤشراته الإيجابية والثاني يشمل ما يجري على أرض الواقع في ليبيا فالمشير حفتر يواصل تعزيز سيطرته على التراب الليبي في محاولة لتحقيق المزيد من المكاسب الجغرافية والسياسية قبل المفاوضات».واعتبر الجورشي إلى أن «محاثات باريس بين حفتر والسراج ستكون صعبة خاصة أن كلا منهما يعتقد بأنه هو من يمثل الشرعية وسيسعى خلال اللقاء إلى تحقيق مزيد من النقاط في هذا الخصوص». وأكد أن «أهمية اللقاء تكمن في مزيد من التدخل الفرنسي ومن ورائه الأوروبي في الملف الليبي من أجل توفير ظروف أفضل لنجاح المفاوضات.. الغطاء الدولي مهم جداً خاصة أمام هشاشة الأوضاع في ليبيا». من جانبه اعتبر الدبلوماسي التونسي السابق أن «فرنسا تسعى لتحمل مسؤولياتها وترتيب المستقبل الليبي بصفة نهائية وذلك بالتنسيق مع إيطاليا». وبين ونيس أن لقاء باريس بين حفتر والسراج يمثل «خطوة واعدة نحو سياسة متوسطية (نسبة للبحر الأبيض المتوسط) بالتنسيق مع أبرز دول البحر الأبيض المتوسط وبعيداً عن أميركا ما سيخدم مصالح دول المنطقة، وينقذ القضية الليبية من التأثيرات الإقليمية والدولية الأخرى».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©