الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمدالراشدي: لـ «الاتحاد»: أجواء رمضان في السنغال إيجابية ومريحة

محمدالراشدي: لـ «الاتحاد»: أجواء رمضان في السنغال إيجابية ومريحة
8 يونيو 2018 22:56
نسرين درزي (أبوظبي) تحدث محمد سالم الراشدي سفير الدولة لدى داكار عن ارتياحه للصيام في السنغال؛ لأنه بلد مسلم وأجواؤه الرمضانية إيجابية وحاضرة طوال الشهر. وذكر أن هنالك الكثير من القواسم المشتركة بين الإمارات والسنغال التي يدين غالبية سكانها بالدين الإسلامي الحنيف. وقال السفير، إن أصعب رمضان مر عليه خلال توليه مهامه الدبلوماسية كان في هونج كونج، وأكثره ثراءً كان في باريس وبلجيكا. ولا يخفي السفير تدخله في الأطباق التي يطلبها يومياً على مائدة الإفطار، وأهم صنفين لا يستغني عنهما البلاليط والفطائر على أنواعها. تستحق التجربة في حوار مع محمد سالم الراشدي سفير الدولة لدى داكار، ذكر أن العمل الدبلوماسي وخدمة الوطن يتطلبان منه توطين النفس على الغربة. واعتبر أن هنالك فرقاً كبيراً بين قضاء شهر رمضان المبارك في أرجاء الوطن وسط الأهل والأقارب والأصدقاء وبين قضائه في الخارج بعيداً عنهم. وقال إنه يرى في هذا الاختلاف تنوعاً وثراءً لجهة التعرف إلى ثقافات جديدة، والتوقف عند تقاليد شعوب أخرى تجمعنا بها مجموعة طقوس إسلامية تستحق التجربة بأساليب مغايرة. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه بعثة الدولة في السنغال، كما تفعل بعثاتها في بلدان أخرى، لجهة نشر العادات الإماراتية عموماً والمرتبط منها بشهر رمضان. وهذا لا يكون إلا من خلال الفعاليات التي يتم تنظيمها بين الجانبين الإماراتي والسنغالي لتبادل المعارف والتوقف عند المشترك منها. رصيد الذكريات وتحدث الراشدي عن الأجواء الروحانية لرمضان، وقال إن الشهر الفضيل يمثل له شعيرة دينية واجتماعية عظيمة، حيث تقوى صلة العبد بربه، وتتجدد أواصر الألفة والمحبة بين أفراد العائلة الواحدة. وهو يحرص خلال الشهر المبارك على التواصل مع الأقارب والأصدقاء والمبادرة إلى الزيارات، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية التي تمتاز بها الأسرة الإماراتية في هذا الشهر. وقال: «إن العمل الدبلوماسي يتطلب الانتقال من بلد إلى آخر في عالم متنوع ثقافياً ودينياً واجتماعياً وجغرافيّاً. وقد كان لي شرف خدمة وطني في هونج كونج وتايلاند وبلجيكا وفرنسا وحالياً في السنغال، حيث لكل تجربة نكهتها الخاصة، ورصيدها من الذكريات». وروى السفير أن أصعب تجربة له في بلاد الاغتراب خلال شهر رمضان كانت في هونج كونج لندرة المسلمين فيها وندرة البعثات الدبلوماسية العربية التي كانت تقتصر على بعثتين فقط. «ولكم أن تتخيلوا قضاء شهر رمضان في أجواء تخلو تماماً من الروحانيات الرمضانية». وعلى العكس، أشار السفير إلى الحضور الخاص لرمضان في باريس وبلجيكا؛ بفضل الجاليات العربية والمسلمة. وذكر أن الأمر الوحيد الذي كان يربكه هو ساعات الصيام الطويلة، بحيث تصل إلى 18 ساعة يضيق معها الوقت الفاصل بين الإفطار والإمساك. أهل البر عن طبيعة العمل في السفارة، خلال شهر رمضان، أوضح السفير محمد سالم الراشدي، أن الأنشطة تزداد هذه الأيام، لاسيما مع إقامة الإفطارات الجماعية التي تدعى إليها الجاليات المسلمة. وذكر أنه بالإضافة إلى الأعمال الاعتيادية التي تقوم بها السفارة طوال العام، يأتي شهر رمضان الكريم بخيره فيجري التنسيق مع المؤسسات الخيرية في الدولة لتوزيع السلال الغذائية والتمور وتنظيم برنامج «إفطار صائم» في القرى الفقيرة والمساجد وفي جامعة داكار. ولإنجاح هذه الفعاليات، يتم التعاون مع مؤسسة خليفة بن زايد ومؤسسة زايد الخيرية و«الهلال الأحمر» الإماراتية وجمعية دبي الخيرية وجمعية الشارقة الخيرية ومؤسسة أحمد بن زايد الخيرية، وجمعية دار البر وسواها. وأشار السفير إلى أن هذه البرامج الإنسانية والخيرية التي تشرف عليها السفارة مباشرة لا تستهدف السنغال فقط، بل تمتد إلى دول الجوار، مثل غامبيا والرأس الأخضر وسيراليون وساحل العاج. وقال «إن الأعمال الإنسانية والخيرية التي تصب في ميزان حسنات أهل البر والإحسان تترك أثراً إيجابياً ملموساً يضاف إلى السمعة الإنسانية الطيبة التي يحظى بها شعب الإمارات». مجلس رمضاني وبالسؤال عن الأنشطة التي تنظمها السفارة لمواطني الدولة وضيوفها في السنغال خلال شهر رمضان، أوضح السفير أنه على الرغم من عدم وجود عائلات إماراتية مقيمة بشكل دائم في السنغال خارج نطاق أعضاء السفارة، غير أن ذلك لا يمنع من استحضار بعض العادات والتقاليد الإماراتية خلال الشهر الفضيل. وتحدث عن تنظيم مجلس رمضاني في سكن رئيس البعثة على مدار أيام رمضان المبارك يحضره أعضاء السفارة، وعدد من الدبلوماسيين العاملين في السفارات الخليجية والعربية في داكار. يتم خلاله تناول الإفطار وأداء صلاة التراويح وتبادل الروايات والأحاديث، حيث يحاول أعضاء البعثة المقيمون إيجاد جو رمضاني خاص بهم عبر إحياء بعض العادات، وإعداد الأطعمة والمأكولات الرمضانية المتوارثة في الدولة. ولفت السفير إلى أنه على الرغم من صعوبات بعد المسافة عن الوطن في رمضان، إلا أن بعثة الدولة تحاول قدر الإمكان استحضار الأجواء الإماراتية في السنغال، من خلال إحياء العادات والتقاليد السمحة في المحيط الأسري وبيئة العمل، مع الحرص على إظهار كم لهذه القيم والأخلاقيات من أهمية في التعريف بالهوية الإماراتية الأصيلة. كما تؤكد الأسر الدبلوماسية الخليجية والعربية المقيمة في داكار على التواصل فيما بينها وتجهيز موائد الإفطار والسحور للفقراء والمحتاجين. تفاصيل حياته بالإشارة إلى الأمور التي يفتقدها في حياته اليومية بسبب ارتباطاته العملية على فترات طويلة خارج الدولة، اعتبر السفير محمد سالم الراشدي، أن العمل الدبلوماسي يبعد السفير عن بعض تفاصيل الحياة التي يحب أن يعيشها مع أسرته في رمضان، إذ من الصعب أحياناً الجمع بين متطلبات العمل والاحتياجات الأسرية. «إلا أنني أحرص قدر المستطاع على إيجاد حالة من التوازن بين مسؤولياتي الرسمية والتزاماتي الأسرية». وأوضح أن وتيرة العمل الدبلوماسي تتميز بالتنوع والتسارع والكثافة ولا تتقيد بزمان أو مكان، بحيث يجد الدبلوماسي نفسه أمام مساحة ضيقة للتعاطي مع الأمور الشخصية والعائلية. ويضطر أحياناً إلى التخلي عن كثير من جوانب الحياة الاجتماعية لأداء واجبه الوطني على أكمل وجه. وبالنظر إلى رمضان بين الأمس واليوم، اعتبر السفير أن الاهتمام الواسع والزخم الكبير الذي كان يحيط بمراسم استقبال شهر رمضان قد تراجعا بشكل كبير في الفترة الأخيرة. وذلك يعود برأيه إلى التغيرات الاجتماعية المتسارعة التي طرأت على نمط الحياة المعاصرة بسبب العولمة التي أسهمت في عزوف جيل الشباب عن الكثير من التقاليد والعادات الاجتماعية المتوارثة. كرم الضيافة يحرص سفير الدولة لدى داكار محمد سالم الراشدي على إظهار كرم الضيافة الإماراتية لضيوفه على مائدة رمضان. ويؤكد يومياً تقديم كل الأصناف الشعبية المفضلة لديه، وعلى رأسها الهريس والثريد واللقيمات والكثير من البلاليط وأنواع الفطائر، وعدد من الأطباق الشرقية. عمل ميداني ذكر السفير الراشدي أن فترة العمل في السفارة خلال رمضان تقتصر على 5 ساعات يومياً من الاثنين حتى الجمعة. وأن الشهر الفضيل يمتاز مقارنة ببقية أشهر السنة بالعمل الميداني، إذ غالباً ما يتواجد موظفو السفارة في مناطق مختلفة للإشراف على توزيع السلال الغذائية في السنغال ودول الجوار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©