الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قصر المسافرخانة.. محل ميلاد الخديوي إسماعيل

قصر المسافرخانة.. محل ميلاد الخديوي إسماعيل
8 يونيو 2018 23:00
مجدي عثمان (القاهرة) حارة متعرجة بشارع الجمالية تنتهي إلى ساحة كبيرة، تُعرف بـ «درب الطبلاوي» على ناصيتها مسجد «سيدي مرزوق»، فيها يقع قصر «المسافرخانة»، في منطقة قصر الشوق، وعلى الجهة الأخرى حارة حادة طويلة تسمى «درب المسمط»، فالاثنان يؤديان إلى القصر الذي يحتل ما وراء وكالة بازرعة، ويحيط القصر مجموعة من الأبنية متنوعة الوظائف والمنتمية إلى عهود إسلامية مختلفة، منها باب النصر ووكالتا قايتباي وقوصون، وسبيل أوده باشا وخانقاه بيبرس. كان «المسافرخانة» ركناً ركيناً في درب الطبلاوي، وباختفاء القصر، فقد الدرب جزءاً رئيساً من ذاكرته، وفقدت القاهرة القديمة مركزاً للإشعاع وبث الخصوصية، كان المسافرخانة في البداية موضعاً لإثارة الخيال والحنين، بؤرة للحفاظ على الماضي الذي يندثر ويولي أبداً. يعود القصر إلى صاحبه شاهبندر تجار مصر الحاج محمود محرم الفيومي، أحد كبار تجار القاهرة، والذي بدأ في عام 1779 ببناء المرحلة الأولى من القصر في موقعه الحالي، وعلى ناصية حارة درب المسمط أنشأ مسجداً باسمه، وفي 1789 استكمل ابنه المرحلة الثانية، ثم أُهدى البيت إلى إبراهيم باشا بن محمد علي، ليتم استخدامه مكاناً لاستقبال الضيوف واستراحة المسافرين، ومن هنا جاء اسمه المسافرخانة أو «دار الضيافة»، وأهداه إبراهيم باشا إلى ابنته فاطمة، وكان للقصر مكانة عظيمة لدى أسرة محمد علي باشا، حيث إنه في القاعة القبلية منه بالطابق العلوي ولد الخديوي إسماعيل في 22 يناير سنة 1829م، والذي تولى عرش مصر في الفترة من عام 1863 حتى عام 1879م، وشهد القصر أول ثمانية أعوام من عمره. كان ارتفاع القصر يقارب 22 متراً، واحتوى على ثاني أكبر «مشرفية» في العالم، نسبة إلى «الشرفة» أو البلكون في العمارة الحديثة، وقد استضاف القصر عبد الله النديم والجبرتي وعلي بك مبارك، وبعد قرارات التأميم بعد ثورة يوليو، قرر وزير الثقافة آنذاك الدكتور ثروت عكاشة تحويله إلى مراسم للفنانين التشكيليين. والقصر ينقسم إلى جزئين، يحتوي الأول على ثلاثة طوابق، الأرضي يخص «السلاملك» أو المكان المخصص لاستقبال الضيوف الرجال و«التختبوش» وبه فرق موسيقية تستقبل الضيوف، والثاني على طابقين، ويضم «الحرملك»، وهو مخصص لنساء القصر. وللمسافرخانة ثلاثة أبواب، اثنان في درب المسمط، أحدهما الرئيس، والثالث في حارة الطبلاوي، ويؤدي الباب الرئيس إلى مدخل منكسر، وتليه دركاة الدخول والصحن والمقعد والتختبوش، ثم القاعة وغرف النوم وعناصر الخدمة، وكلها تطل على صحن أو فناء القصر الذي يحتوي على فسقية، وتلحق بالدار حديقة وطاحونة لطحن الغلال وساقية وإسطبل ومدخل ثانوي للخدمة. وفي الجانب الشرقي من الفناء، توجد ثلاثة أبواب، الأيسر يؤدي إلى سلم يوصل إلى الغرف العليا، خاصة الجناح الشرقي، ويؤدي الباب الأوسط إلى قاعة أطلق عليها اسم «قاعة الأُنس»، أما الباب الأيمن، فيوصل إلى «قاعة المجد»، وهي القاعة القبلية الكبرى الخاصة باستقبال التجار وغيرهم. ويعد قصر المسافرخانة أحد أهم إبداعات العمارة الإسلامية، وأكبر القصور العثمانية في القاهرة، وصفها البعض بأنها تنافس قاعات روايات «ألف ليلة وليلة»، وهناك ميّزة معمارية بالقصر، تتمثل في بناء هرمي الشكل من خشب غامق يواجه الشمال بفتحة واسعة، يسمى «الملقف» مخصص لاستقبال الهواء ودفعه إلى قاعات البيت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©