الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

30 قتيلاً و53 جريحاً باعتداءات في العراق

30 قتيلاً و53 جريحاً باعتداءات في العراق
3 مايو 2013 23:48
هدى جاسم، وكالات (بغداد) - أعلنت مصادر أمنية وطبية عراقية مقتل 30 شخصاً وإصابة 53 آخرين بجروح خلال اعتداءات متفرقة في العراق أمس. وقتل 6 مصلين وأصيب 30 آخرون بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة خارج جامع للسنة بعد انتهاء صلاة الجمعة في حي الراشدية شمالي بغداد. وأسفر انفجار عبوة ناسفة لدى خروج المصلين من مسجد للشيعة في حي أور شرقي بغداد عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 5 آخرين بجروح. وأصيب 4 شرطيين خلال هجومين مسلحين في التاجي على بعد 25 كيلومتراً شمال بغداد. كما أسفر انفجار قنبلة يدوية ألقاها مسلحون على محل لبيع المشروبات الكحولية في حي الشعب شمال شرقي بغداد، عن مقتل 3 أشخاص وإصابة اثنين آخرين بجروح. وقتل ضابط شرطة برتبة نقيب بانفجار عبوة ناسفة تحت سيارته الخاصة وسط تكريت. وانفجرت عبوة ناسفة تحت حافلة ركاب صغيرة في ناحية خان بني سعد جنوب بعقوبة، ما تسبب في مقتل 3 مدنيين وإصابة 5 آخرين بجروح. كما قتل شرطي برصاص مسلحين قرب منزله في بعقوبة. وأسفرت اشتباكات بين مسلحين وقوات الشرطة في عدد من أحياء الموصل عن مقتل 9 شرطيين الشرطة وإصابة 7 آخرين بجروح ومقتل 4 مسلحين. في غضون ذلك تظاهر مئات الآلاف من العراقيين أمس في عدد من أحياء بغداد، وفي كبرى مدن محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى والتأميم (كركوك) ونينوى، تحت شعار «جمعة الخيارات المفتوحة»، رفضاً لتهديد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باستخدام القوة العسكرية لفض اعتصام محتجي الأنبار في الرمادي، وتنديداً بنهجه الطائفي ضد السنة. وطرحوا خيارين لتفادي حرب أهلية، هما رجيل المالكي أو إعلان إقليم لمحافظاتهم، فيما دعت المرجعية الشيعية العليا العراقية بزعامة علي السيستاني الحكومة العراقية والمتظاهرين إلى الحوار بهدوء. وشهدت الرمادي والفلوجة (الأنبار) وسامراء (صلاح الدين) وبعقوبة وعدد من البلدات التابعة لها (ديالى) وكركوك والموصل (نينوى)، مسيرات حاشدة بعد صلاة الجمعة الموحدة، تم خلاها تجديد المطالبة بالكف عن قمع السنة وتهميشهم في العملية السياسية العراقية، وإقرار قانون العفو العام وإلغاء قانون المساءلة والعدالة والمادة الرابعة في قانون مكافحة الإرهاب، وإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومحاكمة منتهكي أعراض السجينات، وحسم ملفات المسرحين من الخدمتين المدنية والعسكرية منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وسط دعوات إلى نبذ الفتن والطائفية. وقال إمام صلاة الجمعة في ساحة الاعتصام في الرمادي الشيخ إسماعيل رديف «إن معتصمي الرمادي لا يهمهم من يتولى الحكم، سواء سني أو شيعي، وهذه رسالة موجهة لجميع العراقيين، وندعو المالكي إلى أن يكون عراقياً ويدفع الفتنة عن البلاد». وأضاف «عودة المتظاهرين إلى بيوتهم من دون تحقيق مطالبهم أمر مستحيل، وقد أبعدوا خيار العنف عنهم ولجأوا إلى الحوار». ووصف قتلة 5 جنود في الأنبار بأنهم «قذرون ومندسون»، وقال «هناك مؤامرة دبرت لنا، وقتل الجنود جريمة لا تغتفر ونحن بريئون منها». إلى ذلك، أكد شيوخ العشائر وعلماء الدين في الأنبار رفضهم استهداف قادة الاعتصام ولصق التهم بهم، ودعوا إلى القصاص من قتلة المدنيين والعسكريين وسحب القوات من المدن، وجددوا تفويض المرجع الشيخ عبد الملك السعدي حصراً للتفاوض مع الحكومة بشأن مطالبهم. وقالوا، في بيان أصدروه في الرمادي، «نؤكد حرمة الدم العراقي والصبر لتفويت الفرصة على من يريد جر البلاد والعباد إلى مشروع وراءه قوى إقليمية لزعزعة استقرار العراق، وجعله فريسة سهلة لأعدائه». وأعلنوا أن أهالي الأنبار «فوضوا العلامة السعدي حصراً للتفاوض مع الجهات الحكومية، وكان هذا التخويل بتواقيع رسمية من جميع شيوخ عشائر المحافظة وعلماء الدين وبرلمان الساحة، وعلى الحكومة أن ترسل وفدها إليه». وأضافوا «ننوه بمجموعة نقاط، أهمها عدم استهداف ولصق التهم بقادة الاعتصام، ومنهم الشيخ سعيد اللافي وقصي الزين ومحمد الخميس لبراءتهم من الدم العراقي، لأن ذلك يشكل استهدافاً سياسياً لزعزعة استقرار المحافظة”. وتابعوا «نؤكد ضرورة منع المظاهر المسلحة والملثمين، والقصاص ممن انتهك الدم العراقي من المدنيين والعسكريين، وسحب القطاعات العسكرية من داخل المدن، وإعادة المطالبة بالحقوق وإبقاء الاعتصام مفتوحاً والصلاة الموحدة، وأن تكون ساحات الاعتصام محمية من قبل الشرطة المحلية». وقال إمام صلاة «جمعة الخيارات المفتوحة» في جامع الرضوان جنوبي كركوك الشيخ محمود العزي «إن العراقيين جميعا يرفضون الحديث عن الحرب الطائفية، وأي دم يسال لعراقيين فهو محرم». وأضاف «الظلم الذي تمارسه الحكومة على المعتصمين مرفوض، وما يدور من حديث عن إنهاء الاعتصامات والعودة إلى المنازل غير صحيح، فنحن باقون في ساحات الاعتصام بكركوك وبقية المحافظات المعتصمة». وتابع «إن خيارات الجمعة المفتوحة كثيرة، ومنها الذهاب إلى حكم أنفسنا بأنفسنا عبر إقليم بسبب استمرار الظلم الواقع علينا من قبل الحكومة التي ترفض الاستجابة للمطالب». ولوحت «لجنة علماء ديالى»، بخيار إسقاط حكومة المالكي أو إنشاء إقليم، مؤكدة رفضها أي قتال أو صدام يسبب سفك الدماء في البلاد. وقال عضو اللجنة الشيخ أحمد سعيد «إن الحراك الشعبي مستمر في ديالى، وستبقى تقام صلاة موحدة في ست وحدات إدارية، والخيارات المفتوحة تتضمن إسقاط الحكومة سلمياً أو إعلان الإقليم في المحافظات المحتجة». وأعلن حرص علماء ديالى على عدم سفك الدماء أو الانجرار وراء الحرب الأهلية. وأضاف «المشروع الوطني ودعوات التكاتف بين القوى والمكونات لتنفيذ مطالب المتظاهرين لم تتحقق حتى الآن، وندعو الحكومة إلى عدم إجبار المواطنين على الدفاع عن أنفسهم وإلى الابتعاد عن إزعاج واستفزاز المواطنين في بعض مناطق ديالى». وأعلن «مجلس علماء العراق»، أن الخيارات المطروحة لحل الأزمة السياسية العراقية أصبحت ضئيلة جداً ولا تتجاوز الثلاثة، وأكد أن الخيار الأفضل المطروح هو «رحيل المالكي» أو الحكم الذاتي لأهل السنة في العراق. وقال المجلس في بيان أصدره بهذا الشأن «إن الخيارات التي جربناها في المرحلة السابقة للمطالبة بحقوقنا لم يستجب لها، والخيار الوطني لعل المظلومين من أهل الجنوب ينتفضون معنا فلم يفعلوا، وحتى الأكراد أخذوا حقوقهم وعادوا إلى الحكومة». وأوضح «الخيارات المتبقية أمامنا هي رحيل المالكي أو تغييره. والخيار الثاني هو أن نحكم أنفسنا بأنفسنا ونقرر مصيرنا بأيدينا ضمن عراق واحد نحفظ فيه ديننا ونحقن به دماءنا ونصون به أعراضنا في حكم ذاتي ضمن بلد واحد». من جانب آخر، قال وكيل السيستاني في كربلاء الشيخ عبد الهادي الكربلائي خلال إلقائه خطبة صلاة الجمعة في مسجد الإمام الحسين وسط كربلاء «إن الحوار هو الحل الأمثل، وتوفير الأجواء الإيجابية لكي نتمكن من تحقيق ماهو مطلوب من الحوار، والأجواء الإيجابية تتمثل في إبعاد ساحات التظاهر عن المظاهر المسلحة والعناصر التي تسيء إلى الآخرين وتعتدي عليهم». وأضاف «يجب أن يكون الخطاب الداعي إلى تنفيذ مطالب المتظاهرين هادئاً بعيداً عن التشنج والانفعال والاستفزاز وجرح مشاعر الآخرين. ويجب ألا يكون للسلطات العراقية ردود فعل تجاه قيام مسلحين بقتل 5 جنود عراقيين الأسبوع الماضي، حتى لا تتعقد الأمور ومن الممكن اللجوء إلى القوانين النافذة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©