السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مشاركون يؤكدون ضرورة فهم الإسلام لسحب البساط من تحت أقدام المتطرفين

مشاركون يؤكدون ضرورة فهم الإسلام لسحب البساط من تحت أقدام المتطرفين
22 أكتوبر 2008 02:22
شكّل ''البحث عن حداثة عربية مجددة'' مدار بحث الجلسة الأخيرة لمنتدى ''الاتحاد''، حيث دعا المشاركون إلى الاطلاع على مفاهيم الإسلام ومعرفتها للتمكن من مخاطبة الجمهور، وجذب انتباههم، وسحب البساط من تحت أقدام الحركات المتطرفة· وشددوا على ضرورة التواصل مع علماء الاعتدال وإبرازهم، ''لسد الفراغ في هذا الجانب''· واعتبر الدكتور علي راشد النعيمي الذي أدار الحوار خلال الجلسة أن العلاقة بين الدين والمجتمع ''علاقة أزلية''، معتبراً أنه ''لا يمكن تجاهل دور الدين على مراحل التاريخ''· وأشار النعيمي إلى أن ''توظيف الدين في المجتمعات يحدد مدى تقدمها''· وقال ''من مجمل ما سمعنا نجد أننا أمام حقيقة علينا مواجهتها، والانطلاق بالعمل بخطط عملية، لإنقاذ المجتمعات، كون ما يحصل أصبح يشكل خطراً على السلم الأهلي''· كما دعا النعيمي إلى طرح أفكار ''تخدمنا في كيفية التعامل مع المجتمعات العربية''· وطرح الدكتور محمد عابد الجابري تعريفاً لمصطلح الديموقراطية كأيديولوجيا على أنه ''الرأي الذي يقول به الخصم''، قائلاً ''جل المداخلات التي سمعناها ككلمات أو ردود كانت موصوفة بالرأي الذي يقول به خصمي''· وأشار الجابري إلى أن الحوارات التي دارت حول الإسلام السياسي تتناول هذا المفهوم ''الغريب عن الإسلام، ولا معنى له في القاموس الفكري الإسلامي''، وأكد أن الإسلام ''عقيدة وعبادات وأخلاق· ولا مخرج ولا مدخل للسياسة في القرآن، فلم يرد فيه، لا من قريب ولا من بعيد، ما له علاقة بنظام الحكم''، بحسب تعبيره· وأضاف ''عادة يقال الإسلام عقيدة وشريعة، والقرآن منهاج''، مذكّراً بسيرة الخلفاء الذين جاؤوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم في إطار تفنيده التاريخي لقدم مصطلح الإسلام السياسي· وشدد الجابري على أن الخلل ليس في الدين وإنما في المجتمع، لافتاً إلى تداعيات الهوة السحيقة بين الأغنياء والفقراء على السياسة· من جهته، تطرق الباحث محمد العسومي إلى مشكلة الحركات السياسية ومدى علاقتها بالمجتمعات النامية، مشيراً إلى التشويه الذي يلحق بالمناهج التعليمية التي يتسبب بها غياب المهنية والتي تؤثر بالتالي على فكر الأجيال· وأشار إلى التحريف الذي يطال مضامين الحركات السياسية ومنها العلمانية ومدى تأثيرها على النشء· وقال: ''وصلتنا العلمانية من باني الدولة التركية كمال أتاتورك، وهو وضعنا بمواجهة الدين والمسجد· بعكس أوروبا التي وصلت الى العلمانية دون الاصطدام مع الكنيسة''، بحسب ما رأي العسومي· وعن دور المثقفين في استنهاض مجتمعاتهم، عبر الدكتور أسعد عبدالرحمن عن اعتقاده بأن هذه الندوة عالجت بثراء قضايا اجتماعية ومنها الصعود الديني، لكنه أخذ عليها عدم الإشارة إلى أسبابه· ورأى عبد الرحمن أن المنتدى لم يركز على السعي لحداثة عربية عبر الاستعانة بآليات مختلفة، داعياً إلى جعل عنوان منتدى العام المقبل ''السعي إلى حداثة عربية جديدة''· من جهته، رأى الدكتور خالد الحروب أن القرآن حوى آيات لها علاقة بالسياسة، كإشارته للحرب والسلم والهدنة، معتبراً أن مصطلح الإسلام السياسي، ''ليس قديماً''، إلا أن له دلالات وقد يكون قابلاً للجدل''· ونبه الحروب إلى عدم إغفال الضغوطات الخارجية وعلاقتها بالتطرف الديني، ملمحاً إلى دور الاحتلال في بروز هذه الظاهرة، مطالباً بمواجهة الحركات الإسلامية وتصرفاتها عبر ''إنتاج نظرية تقوم على المشاركة وليس المغالبة''· ولفت إلى التجربة الماليزية التي تقوم على التسامح الديني، على رغم اعتقاده أنه تطبيق الديموقراطية الغربية عند العرب، ''سيؤدي إلى اندلاع حروب أهلية، لأننا لا نفهم أن الديمقراطية تحمي الأقليات''· ورفض الدكتور عبدالله عبيد حسن فكرة ''الإقصاء، لأنها غير سديدة وغير مقبولة''، لافتاً إلى الإقصاء الذي مارسه ''الإسلامويون'' ضد خصومهم والذي وصل إلى حد القتل· وقال ''أتصور أن الحركات الإسلاموية المعاصرة هي حركات سياسية قامت على الانتهاج السياسي مستغلة النزعة الدينية وسط الجماهير العربية الإسلامية للوصول إلى السلطة''· واقترح بحث مسألة ''الديموقراطية العربية في المرة المقبلة'' في المنتدى المقبل· وأكد الدكتور خليفة السويدي أن العالم العربي يعاني من أزمة في الخطاب الإسلامي· وقال ''معروف أننا كعرب لا نقرأ· وإذا قرأنا لا نقرأ لعدو واضح لنا''· وتطرق إلى الصورة النمطية السلبية لليبراليين في الوطن العربي، داعياً إلى مخاطبة الشارع بذكاء ''لنتمكن من تسويق أفكارنا بينهم''، عبر بناء جيل جديد من المفكرين، باستثمار البعثات الدراسية، لإطلاع الشباب على الثقافات الأخرى· وبين السويدي أهمية تشجيع العلماء المعتدلين المغيبين عن الإعلام وتقديمهم كنماذج جيدة، لما لذلك من دور في تعديل مسيرة الجماهير· ورأى الدكتور سعد بن طفلة العجمي أن المثقفين في العالم العربي فقدوا زمام المبادرة ''وأصبحنا نخاطب أنفسنا''، داعياً إلى حسم الأمر بين تأييد دولة مدنية أو دينية· وأضاف ''علينا استغلال كل قدراتنا لإبعاد الإسلاميين عن الناس· وعلينا إفهام الناس أن الدولة المدنية فيها تدين أكثر من الإسلامية· فاليابان فيها محافظة أكثر من أفغانستان وإيران· علينا الدفاع عن المدنية والمحافظة عند الناس''· ولفت الدكتور عبدالله المدني إلى أسباب نجاح التجربة الماليزية ''لأن منظومتها الفكرية والاجتماعية تختلف عنا· فهم يهتمون بالتعليم وينفقون أموالاً طائلة على الأبحاث· في حين ننفق نحن المال على السلاح''· وشدد على ضرورة خروج المنتدى بتوصيات وإتاحة الفرصة للمشاركين فيه بلقاء صناع القرار لنقل الأفكار لهم· ودعا الدكتور عمار علي حسن إلى مواجهة التطرف الديني، بإنشاء ''نظام تعليمي يخلق تفكيراً نقدياً كون التعليم الآن يقوم على الذاكرة، وإنشاء مراكز أبحاث تقدم حلولاً وأطروحات ومشروعات حقيقية، وتحديث مؤسسة الوعظ، ورفد الوسائل الإعلامية بأناس يواجهون الأفكار التي تغزو الإسلام''· كما طالب حسن بـ''خلق قنوات حوار ناعمة واستبعاد المواجهات الأمنية، ومراجعة الفقه وتشجيع كتب التراث المستنير، وإنشاء مؤسسات لتشجيع الإبداع الثقافي، وإجراء تحديث سياسي عبر اتباع طريقة تتماشى مع الظروف المجتمعية، فضلاً عن صناعة رموز تشكل قدوة للشباب، وعدم الاشتباك مع أي مشروعات خارجية تستخدم دول الخليج وغيرها لمشاريعها الخاصة، وخلق فرص عمل والقضاء على البطالة''· ولاحظ الدكتور رضوان السيد أن الجماعات الإسلامية ''لم تستطع إلغاء أي نظام عربي''· وقال إن العنف الذي يمارسه الإسلامويون ''يدل على أنهم لا يملكون ديناً ولا قانوناً ولا مبدأ إلهياً أو إنسانياً''، على رغم ادعائهم السعي إلى بناء دولة المؤسسات والقانون· وأيد السيد القول بأن الدولة المدنية هي ''الحل''، على أن تعالج مشكلتي الأنظمة والمجموعات الإسلامية، مقترحاً مناقشة موضوع ''العرب ومسألة الدولة''، خلال المنتدى المقبل، مع إجراء مناقشة معمقة عن العرب، ومشكلة الدولة في الأزمنة الحديثة والمعاصرة والسعي لحداثة عربية محددة· من جهته، دعا الدكتور حسن حنفي إلى اعتماد نموذج ''المفكرين الثوار''، مؤكداً أن ''ثقافة الحداثة تعطي الأولوية للمبادرة والحرية والعمل الجماعي وليس الفردي''· ودعا إلى ''الاستفادة من الحركات الإسلامية في حشدها للناس''· في حين، دعا الدكتور وحيد عبد المجيد إلى العودة إلى مشروع النهضة الذي سبق الحداثة، معتبراً أن النهضة ''أكثر نقاءً وقابلية لخلق توافق''· وقال ''لدينا تراث عظيم في هذا المفهوم، بدأ من القرن الـ19 مع محمد علي باشا في مصر، وفشل بسبب العامل الاستعماري وخيانة الدولة لهذا المشروع وعدم قيامها بواجباتها''· وانتقد ''العجز عن التوحد والتوفيق بين اتجاهات المثقفين ومواقفهم المختلفة''، قائلاً ''فشلنا في إحداث التوفيق الخلاق وبرعنا في التلفيق''· واعتبر أن ''هذا الأمر أحد أسباب الفشل العربي''· ورأى عبد المجيد أن الدولة المدنية ''اختراع لمواجهة الدولة الدينية، لأننا نبحث عن تجديد، وإذا أردنا أن نكون بنائين، فإن علينا بناء مشروعات التوفيق· وهذا التميز نمتلكه لكننا نستبعده''· ودعا الدكتور محمد يوسف إلى ''عدم لجوء الأنظمة إلى خزعبلات تنافس بها الحركات الإسلامية''، داعياً إلى قيام ''مشاريع وطنية تعطي الشعوب حقوقها لتتمكن من سحب البساط من تحت أقدام هذه الحركات، كونها تستغل الأوضاع السيئة للشعوب للنفاذ منها إليهم''· وبدا الدكتور برهان غليون أكثر تفاؤلاً، حيث قلل من مسألة وجود ''كارثة في العالم العربي على الرغم من كل ما نشهده''، وقال ''لا يوجد مجتمع بلا دين ومجموعة من المبادئ يتقيد بها المجتمع ويجتمع حولها· لكن هذه المبادئ تتغير مع التغيرات التي تحصل أو ما يعرف بالعصرنة''· واعتبر أن العودة التي حصلت في السنوات الأخيرة نحو الإسلام ''سببها فشل الحلول السياسية التي قدمت، والتي شعر معها المواطن أنه يسير خلف حلول وهمية''· وأضاف ''هناك شعور بأن الحلول التي قدمناها مخادعة، فشعر الشعب معها بالخديعــــة· لذلك علينــــا إصلاح مفهــوم الـــــدولـــة والمجتمع، وتزويد الناس برؤى واضحــــة وبســــيــطــــة ودفـعهــم إلى توظيــف أنفسـهـم للقـيام بهـذا التغيير''· في حين اعتبر السيد ولد اباه أن الخلل الذي يعاني منه المثقف هو في التفكير وليس العمل· وتساءل ''هل الشريعة نهج ديني؟ الإشكالية هي في ربطها بالهوية الوطنية· والمشكلة الثانية هي في الاجتهاد''· وأكد الدكتور محمد عارف أن مشكلة العراق تكمن في الطائفية ''وهي تختص بنوع من الدين لا نسبر أغواره، ولا علاقة له بالوضع الجيوبوليتيكي للعراق''· ومعتبراً أن مشروع النهضة قد يتحقق على المستويين الإعلامي والفكري ''عبر العلم والدين''· ودعا الدكتور أحمد جميل الى التخلص من تعريف ''فصل الدين عن الدولة وإنهاء هيمنة رجال الدين على السياسة''، قائلاً إن الشق الثاني يتحقق بفصل رجال الدين عن المال، ''لأن الدين ليس طريقاً للإثراء والربح''· وفرّق السيد يسين بين مصطلحي الحداثة والتحديث ''فالحداثة مشروع حضاري متكامل سياسي واجتماعي وفكري''· ورأى ''أننا فشلنا في تحقيق الحداثة السياسية في العالم العربي''، معرباً عن تشاؤمه إزاء تحقيق ''الحداثة''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©