شب حريق أمس بمستودع ''سكراب'' في المنطقة الصناعية بالعين اثر قيام العمال بتجزئة قطع كبيرة من حديد الخردة بآلة كهربائية داخل المستودع الذي يحتوي على كميات كبيرة من الخردة والمخلفات من بينها مواد بلاستيكية وكيميائية سريعة الاشتعال إضافة إلى برميل مملوء بالزيت·
وبحسب المقدم سعيد سالم الراشدي مدير فرع الإنقاذ الفني والتدخل السريع بقسم الطوارئ والسلامة في العين الذي أشرف على عمليات الإطفاء، فإن الحريق الذي اقتصرت أضراره على النواحي المادية، كشف عن غياب إجراءات الأمن والوقاية المطلوبة في تلك المنشآت مما يجعلها دوماً مصدر خطر يتهدد العاملين بها والمنشآت المجاورة والمنطقة المحيطة بأكملها·
من جهته أكد المقدم محمد إبراهيم العامري رئيس قسم الطوارئ والسلامة ضرورة دعم أسس التعاون والتنسيق بين كافة الجهات المعنية بتوفير إجراءات الأمن والوقاية في المستودعات والورش وغيرها من المنشآت الصناعية التي تضم أعداداً كبيرة من العمال وإحكام الرقابة عليها·
وشدد على أهمية تفعيل آليات المراقبة ومتابعة وضبط المخالفين وتغليظ العقوبات بحقهم وفق القوانين واللوائح المقررة لإغلاق الباب على تجاوزات المستودعات وغيرها من المنشآت التي قد تؤدي إلى وقوع حوادث خطيرة تترتب عليها خسائر في الأرواح والممتلكات·
وأضاف الراشدي أن العناية الإلهية والجهود الكبيرة التي بذلتها وحدة التدخل السريع في المنطقة الصناعية بالتعاون مع وحدة التدخل السريع في زاخر ساهمت في محاصرة النيران والسيطرة على الحريق في غضون عشر دقائق، ما حال دون امتداده إلى المستودعات العديدة الأخرى المنتشرة في المنطقة·
وأكد أن الحريق نبه إلى العديد من المخالفات التي لم تكن خافية في الواقع والتي تتعارض مع الحد الأدنى من اشتراطات الأمن والوقاية المطلوبة حيث لوحظ وجود كميات كبيرة من السكراب والمخلفات ومعظمها مواد قابلة للاشتعال متناثرة في الموقع بشكل عشوائي، مما يضاعف من فرص اشتعالها تحت أي ظرف وصعوبة تعامل رجال الإطفاء معها والسيطرة عليها·
كما لوحظ وجود سكن للعمال داخل المستودع يفتقد شروط السلامة المطلوبة مع وجود بعض التمديدات الكهربائية العشوائية والتي تمثل تجاوزات تنطوي على خطورة كبيرة ووجود مساكن أخرى منتشرة بصورة عشوائية بين المستودعات في المنطقة مما يزيد من احتمال تكرار مثل تلك الحوادث المؤسفة·
ودعا الراشدي إلى نشر الوعي بأهمية الالتزام باشتراطات الأمن والوقاية الواجب اتباعها في الورش والمستودعات بين شريحة العمال العاملين فيها وتكثيف حملات التفتيش الميداني عليها وتنبيهها إلى المخالفات الموجودة لقواعد الأمن والسلامة وإنذارها في حالة التكرار بضرورة تعديل أوضاعها·
تجدر الإشارة إلى أن منطقة العين الصناعية شهدت خلال الصيف الماضي عدداً من الحرائق التي أعادتها السلطات المعنية لذات الأسباب المتمثلة بعدم الالتزام بشروط الأمن والسلامة من قبل المحال ومخالفة مساكن العمال للوائح المعمول بها·
ربحي سعد
عدد اليوم
