واشنطن وموسكو تتأرجحان بين التطبيع العملي والتصعيد الكلامي

تأرجحت العلاقات الروسية الاميركية امس بين اتجاهين متعاكسين؛ التصعيد الكلامي، وبحث سبل التطبيع العملي، اذ احتضنت فنلندا اجتماعا ضم رئيسي الاركان الاميركي والروسي، علق عليه حلف شمال الاطلسي (ناتو) بالقول إنه ''لن يوثر على قراره المتخذ في اغسطس بتعليق علاقاته مع روسيا على مستوى عال الى حين إشعار آخر''· وقبل الاجتماع الذي وصف بالـ''تطبيعي'' بساعات، وجهت واشنطن انتقادات إلى موسكو على خلفية تدخلها في جورجيا باعتباره أمرا ''غير مسؤول''، بينما جددت موسكو انتقاداتها لواشنطن محملة إياها مسؤولية الازمة المالية العالمية · وأعلن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية دانيل فرايد الليلة قبل الماضية خلال زيارة الى تببليسي عاصمة جورجيا ان روسيا تتعاطى بشكل ''غير مسؤول'' بإبقاء قواتها في المنطقتين الانفصاليتين الجورجيتين ابخازيا واوسيتيا الجنوبية· واعتبر فرايد انها بإبقاء قواتها في المنطقتين لم تحترم موسكو اتفاق وقف اطلاق النار الذي ينص على عودتها الى مواقعها قبل النزاع الروسي الجورجي في اغسطس· وقال إن ''اتفاق وقف اطلاق النار ينص على ان تعود كامل القوات الروسية الى مواقعها قبل المواجهات ولم تحترم روسيا تلك الوعود''، مضيفا ان ذلك التصرف ''غير مسؤول''· وبعد هذه التصريحات بساعات قليلة التقى رئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال مايكل مولن في عاصمة فنلندا نظيره الروسي ليبحث معه في امكان تطبيع العلاقة بين البلدين بعدما تأثرت بالنزاع الأخير بين روسيا وجورجيا· والتقى مولن الجنرال نيكوي ماكاروف بعد مأدبة غداء اقامها مسؤول في الدفاع الفنلندي يوهان كاسكيالا· وقال مسؤول عسكري اميركي كبير للصحفيين قبل اللقاء ''أعتقد أن من الأهمية بمكان من الناحية الاستراتيجية ان يحصل حوار مع روسيا، ونحن نؤيد علاقة جدية على المدى الطويل''· وأضاف ''سنظل مختلفين حول بعض الامور· من الواضح ان جورجيا تحتل مقدم اهتماماتنا حاليا''· بدوره أكد مولن أن للبلدين ''مصالح مشتركة مهمة'' وخصوصا السعي الى الاستقرار في الشرق الاوسط وارتباط ذلك بإمكان امتلاك ايران السلاح النووي، وذلك بمعزل عن خلافهما حول نشر اجزاء من الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في بولندا وجمهورية تشيكيا· وعلى الفور أعلن المتحدث باسم حلف شمال الاطلسي أن المنظمة ستبقي حتى إشعار آخر على القرار المتخذ في أغسطس بتعليق علاقاتها مع روسيا على مستوى عال· وسئل جيمس اباثوراي عما اذا كان اللقاء امس بين الاميرال مالن والجنرال ماكاروف يعتبر مؤشرا الى تغيير في موقف الحلف الأطلسي، فأجاب أن دول الحلف تتمسك بالقرار المتخذ بعد النزاع الذي اندلع بين جورجيا وروسيا في السابع من اغسطس· وقال ''إن الحلف لم يبحث بعد ولم يقرر التخلي عن الموقف الذي اعتمده الحلفاء'' خلال اجتماع وزراء خارجيتهم الطارئ حول الازمة الروسية الجورجية في 19 أغسطس· وأضاف ''ليس هناك حتى الآن استئناف للعلاقات على مستوى السفراء في اطار لجنة الحلف الاطلسي - روسيا''· وقال ''لم يعقد ايضا منذ شهرين اجتماع للجنة العسكرية لرؤساء اركان الحلف الاطلسي وروسيا''، وهي اجتماعات كانت تعقد شهريا