برلمان لبنان يقر بالإجماع قانون المجلس الدستوري

أقر مجلس النواب (البرلمان) اللبناني في جلسة عامة أمس بالإجماع قانون المجلس الدستوري معدلاً، بحيث حصر حق الترشح لعضويته على القضاة المتعاقدين في سن 64 عاماً وما فوق وألغى حق المحامين السابقين وأساتذة القانون في الجامعات السابقين، وحدد نصاب اتخاذ القرارات بأغلبية 7 أصوات من أصل عشرة· وينتظر أن تبادر الحكومة بتعيين 5 اعضاء في المجلس الدستوري، على أن ينتخب البرلمان الخمسة الآخرين بالاقتراع من بين عشرات المرشحين لعضويته· ويعتبر هذا القانون ''المدماك'' الاساسي المتتم لقانون الانتخابات النيابية المقبلة، حيث إن المجلس الدستوري المرتقب تشكيله قبل نهاية العام الحالي سينهي خلافاً مفتوحاً منذ سنوات بين فريقي المعارضة والاكثرية ويضمن انطلاق الحملات الانتخابية على أرضية ثابتة تتيح للجميع الاحتكام إليه في القضايا الخلافية والطعن في نتائج الانتخابات، بعدما حالت ثغرات قانونية خلال 3 سنوات دون اجتماع المجلس الدستوري للنظر في الطعون في نتائج انتخابات عام ·2005 وأبدى رئيس البرلمان نبيه بري ارتياحه لمرور القانون دون سجالات واعتبره بمثابة مصالحة وطنية تنعكس إيجاباً على الجولة الثانية لمؤتمر الحوار الوطني المقرر عقدها في الخامس من نوفمبر المقبل برعاية الرئيس البناني ميشال سليمان في قصر بعبدا الجمهوري· وقال عضو تكتل ''التغيير والاصلاح'' النائب ابراهيم كنعان رداً على سؤال ''الاتحاد'' حول موقف التكتل من القانون ''ان ما تم التوصل اليه بشأن قانون المجلس الدستوري يشكل الحد الادنى المطلوب، وسنواصل العمل لتحقيق المزيد من الاصلاحات عليه''· وقال قطب بارز في المعارضة رداً على سؤال مماثل ''إن إعادة الاعتبار إلى المجلس الدستوري من شأنها وضع حد للغط حول تفسير القوانين في الدستور، لكن المعارضة تتمنى أن تتسع صلاحيات المجلس الرقابية· وأضاف ''لو كان المجلس الدستوري قائماً وفاعلاً لما أعادت هذه الطبقة السياسية العمل بقانون الستين، ولما وصل البلد الى المهوار''· في غضون ذلك، اشتعلت جبهات المناوشات الاعلامية بين فريقي الاكثرية والمعارضة مع بدء الحملات الانتخابية، حيث اعلن النائب بطرس حرب أن النائب ميشال عون لا يمثل المسيحيين في لبنان ولن يحصل خلال الانتخابات المقبلة على اكثر من 30% من اصواتهم· ورد عليه مباشرة منسق عام ''التيار الوطني الحر'' بيار رفول بالقول ''إن حرب يحلم وستثبت نتائج الانتخابات المقبلة أن عون يمثل المسيحيين واقعاً وفعلاً''· وتوقع مراقبون سياسيون في بيروت حصول معارك طاحنة بين أحزاب ''التيار الوطني الحر'' بزعامة عون و''الكتائب'' بزعامة بيار الجميل و''القوات اللبنانية'' بزعامة سمير جعجع خلال الانتخابات، خصوصاً وأن كل طرف بدأ يعد العدة للمعركة ويطمح الى كسب أكبر قدر من أصوات المسيحيين ليثبت زعامته السياسية للمسيحيين