أوباما يقطع جولته الانتخابية بسبب مرض جدته وماكين يراهن على المترددين

واصل المرشح الديمقراطي الى البيت الابيض باراك اوباما تقدمه على منافسه الجمهوري جون ماكين في استطلاعات الرأي قبل أسبوعين من موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية في الرابع من نوفمبر المقبل· لكن مع ذلك أكد الخبراء ان السباق لم يحسم بعد· وقال بيتر براون المسؤول في مركز جامعة كوينيباك للاستطلاعات ان عودة ماكين لا تزال ممكنة رغم ان فرص تحقيقه انقلابا كبيرا هزيلة جدا· معتبرا ان فوز ماكين اذا تحقق سيكون بفارق طفيف· في وقت حض اوباما مناصريه على عدم الاسترخاء، وقال خلال لقاء في فلوريدا ''علينا ان نواصل جهودنا''· ووفق آخر الاستطلاعات فإن نحو ناخب من أصل خمسة لا يزال متردداً او قد يبدل اسم مرشحه· ويعول المعسكر الجمهوري خصوصا على هذه الفئة· وقال فرانك نيوبورت المسؤول في معهد ''جالوب'' لصحيفة ''شيكاجو تريبيون'' ''الاحتمال الاقوى ان يفوز اوباما في الانتخابات لانه يتقدم منذ أسابيع الاستطلاعات لكن مع ذلك الفارق ضعيف الى درجة لا يمكننا استبعاد فوز ماكين بالنظر الى نسبة المشاركة''· ولفت الخبراء في هذا الصدد الى الرئيس الراحل رونالد ريجان الذي كان متخلفا في الاستطلاعات امام الرئيس الاسبق جيمي كارتر في اكتوبر ،1980 ثم ما لبث ان فاز في الانتخابات بتقدم كبير· لكن مع ذلك المقارنة لا تصح بين ريجان وماكين· ففي العام 1980 تمكن الرئيس الراحل من التفوق على منافسه بفضل مناظرة تلفزيونية بثت قبل أسبوع واحد من يوم الانتخاب· وفي رأي خبراء فإن المرشح الجمهوري ماكين يحتاج الى حدث استثنائي يقلب فيه الموازين، مثل أزمة دولية كبيرة أو هجوم إرهابي· وفي هذا الاطار، لكن الن ليشتمان المؤرخ المتخصص في الانتخابات الرئاسية في الجامعة الاميركية في واشنطن رأى ''ان انقلابات اللحظة الاخيرة لا وجود لها''· وقال ''كل مرشح يعاني تراجعا يحرص على اخباركم قصة الرئيس الراحل هاري ترومان··لكننا لم نشهد هاري ترومان آخر منذ ستين عاما''· ففي العام ،1948 اعتبر الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته هاري ترومان خاسراً أمام الجمهوري توماس ديوي، وسارعت يومها إحدى الصحف الى العنونة في صفحتها الاولى ''ديوي يفوز على ترومان''· ولا تزال في الذاكرة صورة ترومان ملوحا بهذه الصحيفة أمام مناصريه بعد إعادة انتخابه· وخلال الانتخابات الاخيرة، لوحظ ان الفارق تقلص بنسبة كبيرة مع اقتراب يوم الانتخاب من دون ان تحدث انقلابات· وعلق براون ''لم نشهد في التاريخ الاميركي المعاصر مرشحا تراجع بمقدار ماكين ثم فاز في الانتخابات''· ويبقى السؤال الاكبر في هذه المعركة ''هل ستؤدي بشرة اوباما السوداء الى تغيير المعادلة؟''· وقال دوغ اوشر المتخصص في استطلاعات الرأي والذي عمل للمرشح السابق جون كيري ''المدهش في السياسة الاميركية ان المرء يظل يتساءل عن الامر غير المألوف الذي قد يحصل حتى اللحظة الاخيرة''· والواقع ان الاستطلاعات لم تنطو على نسبة كبيرة من الصدقية خلال الحملة الانتخابية· ففي مستهل الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، توقعت الارقام فوز اوباما في ولاية نيو هامشير في حين حققت هيلاري كلينتون فوزا كبيرا فيها· وحرص أوباما أخيرا على تذكير ناخبيه بما حصل في تلك الولاية، وقال ''الى جميع من يشعرون بثقة كبيرة بذواتهم او يعتقدون ان اللعبة انتهت، لن أقول سوى كلمتين·· نيو هامشير''· إلى ذلك، أعلن أوباما مساء الاثنين تعليق حملته الانتخابية لزيارة جدته (85 عاماً) المريضة جدا في هاواي· ومن المتوقع ان يتوجه اوباما غدا الخميس الى هاواي بعد تجمع انتخابي مقرر في انديانابوليس كما أوضح مستشاره لشؤون الاتصالات روبرت غيبس، على ان يستأنف حملته الانتخابية السبت· وقال غيبس ''تدهورت صحة مادلين دنام (جدة اوباما لجهة أمه) في الاسابيع الاخيرة بحيث اعتبرت حالتها بالغة الخطورة''· وأضاف ان مادلين كانت دوما من أهم الاشخاص المؤثرين في حياة اوباما اذ بعد رحيل والده فيما كان لا يزال طفلا تولت والدته وجدته وجده تربيته· وألغى اوباما التجمعات التي كانت مقررة في الايام المقبلة في ايوا وويسكنسن· وقبل الاعلان عن تعليق حملته كان يعتزم تنظيم مهرجانات انتخابية في ولايات صوتت مع الجمهوريين اثناء الانتخابات الاخيرة خصوصا في فلوريدا· وقام اوباما بمهرجان انتخابي مساء الاثنين في اورلاندو الى جانب منافسته السابقة في السباق للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون وذلك للمرة الاولى منذ يونيو· ويركز المرشح الديمقراطي بشكل خاص على فلوريدا التي فاز بها الرئيس جورج بوش في العامين 2000 و2004 لانه مع ناخبيها الكبار البالغ وعددهم 27 تعتبر الولاية واحدة من الولايات القليلة التي يمكن ان تحسم فيها الانتخابات الرئاسية في الرابع من نوفمبر· ويجب ان يجمع المرشح 270 صوتا على الاقل من كبار الناخبين البالغ عددهم الاجمالي 538 ليصبح رئيسا للولايات المتحدة· وفي العام 2004 افتقر المرشح الديمقراطي انذاك جون كيري إلى 18صوتاً من كبار الناخبين ليفوز بالرئاسة بدلا من بوش· وحذر أوباما أنصاره من هجمات عدوانية من قبل الجمهوريين في الايام الاخيرة من الحملـــــــة· وقـــــــال ''السباق سيشتد''، داعيا أنصاره لمواصلة التعبئة· بينما استغل ماكين الذي يقوم بحملته في ميسوري ملاحظات اوباما لمنصب نائب الرئيس جوزيف بايدن ليقول ''ان اوباما سيضطر على الارجح لمواجهة أزمة دولية في الاشهر الستة الاولى من رئاسته ليطعن بمصداقية خصمه الديمقراطي''· وكان بايدن قال الاحد انه لا يتوجب انتظار ستة أشهر لكي يمتحن العالم اوباما كما امتحن جون كينيدي''· فأسرع ماكين في استغلال ذلك ليقول ان اوباما لا يملك الخبرة الضرورية لمواجهة أزمة فهذا يشكل خطرا لا يجوز للولايات المتحدة ان تسمح به· وأضاف ''لا نريد رئيسا يدعو العالم الى امتحانه في وقت يمر فيه اقتصادنا بأزمة ونحن نخوض أصلاً حربين''·