الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

فرنسا تدخل سباق الكتب الرقمية

22 يناير 2010 01:16
وسط حقول واسعة بوسط فرنسا، يعد فريق من الموظفين وخبراء تكنولوجيا المعلومات تراث أوروبا الأدبي للعصر الرقمي. والشركة التي يعملون لحسابها وهي شركة “سافيج” واحدة من بضع مؤسسات أوروبية تحول الكتب المطبوعة إلى كتب رقمية. ويضعها هذا في قلب خطة لفرنسا لإنشاء مكتبة هائلة على الإنترنت ومحاولاتها للتفاوض على صفقة للكتب الرقمية مع “جوجل” عملاق الإنترنت الأميركي. وفي إشارة إلى تلك العملية قال كريستوف دانا المسؤول عن المشروع “نحن في فترة تتسم بالحساسية السياسية”. وأضاف قائلاً لوكالة الأنباء “رويترز” ومن خلفه تعالت أصوات أجهزة المسح الضوئي واذرع آلية تقلب الصفحات “مهما كانت النتيجة، فإنها ستحدد مستقبل سوق الكتب.” ويرى المعجبون بخطة فرنسا التي تتكلف 750 مليون يورو (مليار دولار) لتحويل مكتباتها ومتاحفها كي تصبح رقمية أنها تمثل اتحاداً بين الفخر الثقافي والاستراتيجية الصناعية. ويشير مشككون إلى أن اي جهد فرنسي حتى الآن مثل عقد سافيج ومدته ثلاث سنوات لمسح 300 ألف كتاب لحساب المكتبة الوطنية يتضاءل بجانب الكتب الرقمية لـ”جوجل” والبالغ عددها عشرة ملايين كتاب. وأحد النتائج المحتملة هو التوصل إلى تسوية مع “جوجل” يمكن أن تسرع من عملية التحويل الجماعي للكتب لتصبح كتباً رقمية. وقال دانا “هذا مثل المصنع نوعاً ما. لا نصنع السيارات لكن هناك تشابهاً كبيراً”. وتحصل “سافيج” عن أجرها مقابل الصفحة بغض النظر عما إذا كانت تمسح رواية كلاسيكية أم (القانون البلجيكي للنقابات المهنية)، وهو مجلد ضربت أوراقه الصفرة في انتظار تحويله إلى كتاب رقمي هنا. ويرى بعض المحللين تشابهاً ثانياً فمثلما حدث في صناعة السيارات اتهمت فرنسا بالحمائية والعداء تجاه المؤسسات الأجنبية، وهي تعيد تشكيل سوق النشر فيها والبالغ قيمتها أربعة مليارات يورو. وتعهد الرئيس نيكولا ساركوزي بألا تسمح فرنسا لنفسها بأن “تجرد” من كنوزها الأدبية وانتقد مثقفون إحدى المكتبات في ليون لتوقيعها اتفاقاً مع جوجل لتحويل الكتب إلى كتب رقمية ووصفوه بأنه “تحالف مع الشيطان”. ويشعر الكثير من الفرنسيين بأن مسرحيات موليير وقصائد بودلير كنز قومي له أهمية أكبر من صناعة السيارات، وأن الدولة محقة في أن تعطيها اهتماماً خاصاً. ويريد روبرت دارنتون مدير مكتبة جامعة هارفارد أن تحذو الولايات المتحدة حذو فرنسا. وقال للصحفيين على هامش مؤتمر بباريس “التكنولوجيا موجودة وربما الأموال موجودة لخلق جمهورية الحروف من جديد”. وأضاف: “يجب أن تدعم الدولة تكلفة تحويل ما تطلق عليه (التراث) ممتلكاتنا التي تملكها الأمة بأسرها إلى كتب رقمية”. وكانت فرنسا قد أبدت استعدادها للحديث مع “جوجل” بشأن مشروع مشترك، لكنها تريد الحصول على شروط أكثر سخاء بكثير من تلك التي حصل عليها شركاء آخرون على سبيل المثال تبادل الكتب مجاناً. ويمثل هذا الموقف تحولاً بعد أن ترك جان نويل جانيني منصب مدير مكتبة فرنسا الوطنية عام 2007.
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©