الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أوباما وماكين يستعدان لتحديات الـ77 يوماً

أوباما وماكين يستعدان لتحديات الـ77 يوماً
22 أكتوبر 2008 02:33
مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، نشطت النقاشات والتحليلات في واشنطن عما يسمى بـ''الفترة الانتقالية'' الفاصلة بين إعلان اسم الفائز في السباق الى البيت الابيض في الرابع من نوفمبر المقبل ويوم تسلم السلطة في 20 يناير ،2009 حيث يرى خبراء ان ما يجري خلال الـ77 يوماً من هذه الفترة الانتقالية يقرر الى حد بعيد مواصفات عهد الرئيس الجديد الذي سيدخل البيت الابيض لمدة أربع سنوات· حتى الآن عجزت وسائل الاعلام الاميركية المرئية منها والمكتوبة عن الحصول على اي تعليق او مشاركة من اي من الشخصين اللذين جرى تكليفهما من قبل المرشحين للرئاسة الديمقراطي باراك اوباما والجمهوري جون ماكين للإشراف على مهمة قيادة ''عملية الانتقال''· وقد عين ماكين صديقه المقرب جون ليمان سكرتير القوات البحرية في إدارة الرئيس رونالد ريجان السابقة ليتولى المسؤولية· في حين عين اوباما جون بوديستا رئيس موظفي البيت الابيض خلال عهد الرئيس الاسبق بيل كلينتون· ويعتبر المحللون ان غالبية القرارات السيئة او غير الفاعلة التي اتخذها كلينتون في السنة الاولى من حكمه، تعود الى تلك الفترة الانتقالية التي فصلت بين فوزه في الانتخابات وتسلمه الرئاسة فعليا· ولذلك يتحدث البعض عن سيناريوهات اليوم الأول بعد الرابع من اكتوبر ويقولون انه اذا استيقظ اوباما كرئيس، فعليه ان يسارع على الفور الى اصلاح الاقتصاد الممزق على الرغم من أن إدارة الرئيس جورج بوش لا تزال في البيت الابيض وهي المسؤولة دستورياً عن الحكم حتى العشرين من يناير ·2009 أما إذا استيقظ ماكين كرئيس للولايات المتحدة فعليه مواجهة مجلس شيوخ ديمقراطي غاضب مستعد لطرح حزمة جديدة من الإصلاحات الاقتصادية المثيرة للجدل· ومع أزمة اقتصادية كالتي تمر بها الولايات المتحدة هذا العام فإن كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري يتهيبان هذه المرحلة الانتقالية· ولذا الكل يتطلع الى تلك الفترة لانها، وبحسب تقاليد السياسة الاميركية، مفتاح النجاح في تحقيق الوعود الانتخابية التي أغدقها المرشحان في حملاتهما الانتخابية· ويحجم مسؤولو الحزبين عن التمادي في إطلاق التكهنات، لكن مقربين وحتى كبار المستشارين في حملة ماكين يتحدثون صراحة عن استعداد الأخير للدخول في مفاوضات جدية مع الحزب الديمقراطي لتشكيل إدارة مشتركة· لكنهم يحذرون من أن الامر لن يكون سهلا مع الديمقراطيين الغاضبين الذين شهدوا كيف انزلقت سيطرتهم على البيت الابيض في الاسبوع الاخير من الحملة الانتخابية، فيما لو قدر لماكين ان يفوز في السباق اخيراً· وذلك وفق ما قاله بول رايان النائب الجمهوري عن ولاية ويسكونسن لصحيفة واشنطن بوست· يقول المقربون من ماكين انه سيسعى فوراً الى تنفيذ وعوده بالإعفاءات الضريبية وتقديم المعونات للأعمال المتوسطة والصغيرة وتقليصها عن الاعمال التجارية وتعزيز الرقابة على الانفاق الحكومي الذي افسد البلاد وأفلسها· وفي المقابل سيعمد الديمقراطيون سريعاً الى تقديم مشروع الـ300 مليار دولار الجديدة لتضاف الى مبلغ الـ 700 مليار العائدة لخطة الانقاذ· ويرى آخرون مقربون من أوباما انه سيعمد الى تحقيق وعده بسحب القوات الاميركية من العراق، لكن وفي سبيل تأمين الاستمرارية في البنتاجون، وامام مسؤولية بهذا الحجم، فإنه من المتوقع ان يطلب من وزير الدفاع الحالي روبرت جيتس الاستمرار في مهامه ليشرف على وضع جدول زمني ملائم لإنهاء الانسحاب من العراق· ويتحدث مستشارو أوباما عن ضرورة الاستعداد سريعاً لطرح مشاريع الوعود الانتخابية على طاولة التنفيذ، لكنهم ليسوا متفقين على الأولويات التي يجب البدء بها· فهل يبدأ بقضية إزالة الحظر الذي فرضه بوش على اختبارات الخلايا الجزعية ام بالضمان الصحي الالزامي والمجاني للأطفال الذي سقط امام المشرعين في بداية العام الحالي، ام باصلاح قانون الهجرة أو خفض الرسوم على طلاب الجامعات· لكنهم يجمعون على أن شخصية اوباما الهجومية الى حد الصدام، ستجعله مصمماً على البدء فوراً في خلخلة البناء الذي بناه الجمهوريون طوال فترة حكم بوش· فهو جدي جداً في كل ما قاله منذ سنتين عندما اعلن ترشيحه الى الانتخابات الرئاسية ولن يتوانى عن الاستعانة بالأشخاص الذين يعتقد انهم قادرون على ضخ دماء جديدة في الإدارة الاميركية· لكن في المقابل يقول مستشارو ماكين بانه سيعمد فوراً الى اتخاذ خطوات تثبت ما وعد به ايضا في حملته الانتخابية· وهم يتحدثون عن طلبه تقريراً فورياً من وزارة الامن الداخلي عن الإجراءات المتخذة لضمان أمن حدود الولايات المتحدة، وعن تشكيله وفداً من المراقبين غير الرسميين الى مؤتمر المناخ الدولي الى بولندا، الذي دأبت إدارة بوش عن الامتناع عن تقديم اي التزامات فيه، لانه كأي رئيس جديد منتخب سيلتزم مراعاة انتهاء مدة ولاية الرئيس الحالي· ويجزم هؤلاء ايضاً بان ماكين سوف يصدر امراً تنفيذياً باغلاق معتقل جوانتنامو في كوبا، وتعيين موفد خاص متفرغ لعملية السلام في الشرق الاوسط، وسيدفع الكونجرس الى تبني خطة مشتركة من الحزبين للاشراف على خفض الانفاق الصحي في البلاد· وسيرسل على الفور الى الكونجرس مشروع الموازنة الجديدة والتي ستتضمن مشروعه في الإعفاءات الضريبية وزيادة المعونات للعاطلين عن العمل ودعم المشاريع الإنتاجية الصغيرة، والاهم من ذلك مشروع تجميد الانفاق لمدة سنة كاملة في كافة المؤسسات الفيدرالية، فضلاً عن تشكيله لجنة شبيهة باللجنة التي شكلت للتحقيق في أحداث الحادي عشر من سبتمبر، تتولى التحقيق في الجذور والأسباب التي أدت الى الازمة الاقتصادية الحالية· لكن اللافت للنظر بل واخطر ما يتحدثون عنه ان ماكين سيصدر امراً الى وزير دفاعه الجديد لزيادة عديد القوات المسلحة الى ما يقرب الـ 900000 جندي، اي اكثر بواحد على خمسة من العدد الذي اقترحته إدارة الرئيس بوش· سيناريوهات عديدة تحفل بها وسائل الإعلام الاميركية، لكن القاسم المشترك بينها انها تتحدث كلها عن نوع من الشراكة الحزبية التي نادراً ما شهدتها أميركا بعيد انتخاب الرئيس الجديد· ماكين مستعد لاشراك الديمقراطيين في إدارته ولو مكرها، خصوصاً وان فوزه هذا اذا حصل، سيدخله في صراع مرير مع مجلسي شيوخ ونواب يهيمن عليه اللون الازرق الديمقراطي· اما اذا فاز اوباما فان حجم التركة الجمهورية لإدارة بوش ستجعله عاجزاً عن تنفيذ وعوده في الملفات المثيرة للجدل بدءاً بالعراق والحرب على الارهاب، وصولاً الى اخطر ازمة مالية واقتصادية يشهدها الاقتصاد منذ الكساد الكبير عام ·1929
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©